كييف تحذر من هجوم روسي واسع بأوديسا وتعدل خططها للهجوم المضاد بعد تسريب وثائق أميركية

An armoured military vehicle speeds through Chasiv Yar
عربة عسكرية أوكرانية على جبهة القتال قرب باخموت (رويترز)

حذّرت أوكرانيا من أن القوات الروسية تدفع بسفن إضافية إلى البحر الأسود محملة بصواريخ من نوع "كاليبر"، مما يرفع مخاطر هجوم صاروخي كبير على أوديسا، تزامنا مع تعديل كييف خططها لشن هجوم مضاد بعد تسريب وثائق أميركية.

ونقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية عن مصدر قريب من الرئيس الأوكراني أن كييف اضطرت، بسبب تسريب وثائق أميركية سرية، إلى تعديل بعض خططها العسكرية قبل تنفيذ هجوم مضاد سبق أن توعدت به القوات الروسية، التي تحتل مساحات من الأراضي الأوكرانية ضمن حرب اندلعت في فبراير/شباط من العام الماضي.

ونقلت "سي إن إن" عن ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني قوله إن الخطط الإستراتيجية لأوكرانيا لم تتغير، لكن الخطط التكتيكية الأكثر دقة تخضع دائما للتغيير، بناء على تقييم الوضع في ساحة المعركة وتوفر الموارد ومعلومات المخابرات.

ويحاول مسؤولون أميركيون تحديد مصدر تسريب وثائق سرية تتضمن الكثير من التفاصيل، منها ما يتعلق بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد).

وردا على سؤال حول تقرير "سي إن إن"، قال بودولياك لرويترز إن "هناك مهام إستراتيجية.. إنها غير قابلة للتغيير.. لكن السيناريوهات العملياتية والتكتيكية تخضع للتنقيح باستمرار بناء على تقييم الوضع في ساحة المعركة وتوفر الموارد ومعلومات المخابرات حول موارد العدو وما إلى ذلك".

وأضاف "في الوقت الحالي، من المستحيل إعادة تقييم الخطط لأنها قيد الإعداد".

وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف لرويترز "نعمل على خططنا.. رأي أولئك الذين لا علاقة لهم بالأمر لا يهمنا.. دائرة من يمتلكون المعلومات محدودة للغاية".

تحذير

في سياق مواز، حذرت القيادة العسكرية الجنوبية في الجيش الأوكراني من أن القوات الروسية تدفع بسفن إضافية إلى البحر الأسود، محملة بصواريخ من نوع "كاليبر".

وأضافت أن وقوع هجوم صاروخي واسع النطاق على مقاطعة أوديسا والمقاطعات الجنوبية الأخرى أكثر ترجيحا وخطورة، داعية السكان إلى التزام التعليمات وما يصدر من تنبيهات جوية.

وأشارت القيادة إلى وجود 4 سفن روسية محملة بصواريخ "كاليبر" في مهمة قتالية بالبحر الأسود، في حين اقتصر التحرك القتالي أمس الأحد على سفينتين.

ميدانيا، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن مروحية روسية من طراز "مي-24" أسقطت فوق أفدييفكا شرقي أوكرانيا.

وفي جبهة باخموت بإقليم دونباس، قال حاكم دونيتسك الموالي لروسيا إن أكثر من 75% من أراضي مدينة باخموت باتت تحت سيطرة القوات الروسية، وإن المعارك تدور حاليا غربي المدينة.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني إن خسائر القوات الروسية في باخموت ضخمة، وإن الجيش الأوكراني يعمل على تدمير مواردها.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية إن الجيش الأوكراني أنهك قوات "فاغنر" الروسية في المدينة، مما اضطر روسيا لإشراك القوات المحمولة جوا في الهجوم عليها؛ وأضاف أن الوضع في باخموت صعب لكنه تحت السيطرة، على حد تعبيره.

خسائر

في المقابل، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية عن تكبيد الجانب الأوكراني خسائر في منطقة "كراسني ليمان" وتدمير طائرات أوكرانية مسيرة فوق المنطقة.

وفي مقاطعة خيرسون، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات إن القوات الروسية تستخدم قنابل موجهة على طول خط الجبهة في خيرسون. وأضاف إغنات أن تلك القنابل تشكل تهديدا روسيا جديدا، على حد وصفه.

في السياق ذاته، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية إن الروس قصفوا عموم أراضي المقاطعة الجنوبية خلال الساعات الماضية نحو 78 مرة بـ360 قذيفة، استهدفت بشكل أساسي الأحياء السكنية والبنية التحتية المدنية.

أما هيئة الأركان الأوكرانية، فأفادت باستمرار القصف الروسي على مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون، مستهدفا البنية التحتية في زاباروجيا، مما أوقع قتلى وجرحى وأسفر عن تدمير مبان سكنية.

كما أشارت إلى أن الروس يواصلون بناء خطوط ومواقع دفاعية في المقاطعتين الجنوبيتين تحسبا لأي هجوم مضاد من القوات الأوكرانية، في حين أكد الجيش الأوكراني تنفيذه ضربات على المواقع الروسية، وإسقاطه 6 طائرات من دون طيار.

أما في محور دونيتسك، فقالت وكالة "سبوتنيك" الروسية إن القوات الأوكرانية أطلقت أكثر من 100 مقذوف خلال الساعات الماضية.

وأكدت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن القصف الأوكراني استهدف خلال اليوم الماضي مناطق سكنية مختلفة، وأسفر عن إصابات بين المدنيين وأضرار في بعض المباني السكنية.

وفي مقاطعة زاباروجيا، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف روسي على مناطق عدة.

تبادل أسرى

في الأثناء، قالت الرئاسة الأوكرانية إنها استعادت 100 جندي أوكراني ضمن تبادل أسرى مع الجانب الروسي.

وأضافت الرئاسة الأوكرانية أنها تعطي الأولوية لإطلاق سراح كافة المعتقلين الأوكرانيين لدى الروس.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تسلمت من الجانب الأوكراني 106 من جنودها في إطار عملية التبادل.

المصدر : وكالات