نووي إيران.. اتهامات أميركية ومخاوف أوروبية وطهران تلوح بخطوات تصعيدية

أجهزة للطرد المركزي في منشأة نطنز النووية بإيران (الأوروبية)

اتهمت واشنطن طهران بالمضي في تخصيب اليورانيوم بنسبة كبيرة، والاقتراب من إنتاج مواد لازمة لحيازة سلاح نووي، في حين لوحت إيران بخطوات تصعيدية في حال اتخاذ أي إجراءات ضدها.

وقال تقرير استخباري أميركي -نشر اليوم الأربعاء- إن إيران لا تقوم بالأنشطة اللازمة لإنتاج سلاح نووي قابل للاختبار، لكنها تقترب من إنتاج مواد انشطارية تقربها من هذا السلاح الذي تنفي طهران باستمرار سعيها لحيازته.

وأضاف التقرير أن إيران تواصل زيادة حجم ومستوى تخصيب مخزونها من اليورانيوم بما يتجاوز الاتفاق النووي لعام 2015.

وكانت البعثة الأميركية لدى المنظمات الدولية في فيينا اتهمت طهران بمواصلة توسيع برنامجها النووي إلى ما هو أبعد من حدود الاتفاق النووي.

وأشارت البعثة إلى أن استمرار طهران في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% ليس له أي أغراض سلمية موثوقة، ويجب عليها أن تكف عن هذا النشاط المقلق للغاية، وفق تعبيرها.

قلق أميركي وأوروبي

وتزامنت التصريحات الأميركية مع الاجتماع الدوري لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المستمر في العاصمة النمساوية فيينا، كما أنها تأتي وسط قلق أميركي وأوروبي مما يسميه الجانبان تصعيدا إيرانيا متسارعا في برنامجها النووي.

ويناقش المجلس تقرير مدير الوكالة الذرية رافائيل غروسي بعد زيارته طهران قبل أيام، الذي تحدث فيه عن تفاهمات مع الجانب الإيراني لحل قضايا متعلقة بالضمانات.

وفي وقت سابق من مارس/آذار الجاري، قالت الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة -في تقرير لها- إن مفتشيها عثروا على جزيئات من اليورانيوم مخصبة بنسبة تزيد على 80%، أي أقل بقليل من 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية. من جهتها، نفت طهران ما ورد في تقرير الوكالة.

قلق أوروبي

في الأثناء، أعربت فرنسا وبريطانيا وألمانيا اليوم الأربعاء -في بيان- عن القلق إزاء إعلان إيران تركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي وأجهزة أخرى متقدمة في محطة فوردو لتخصيب الوقود.

كما عبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بالتصعيد المتسارع والمثير للقلق لبرنامج إيران النووي، وحث طهران على العودة الفورية إلى التزاماتها، واستئناف تنفيذ جميع تدابير المراقبة والتحقق، والتعاون الكامل لتوضيح أنشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 80%.

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي أمام مجلس محافظي الوكالة الذرية في فيينا إن تصرفات طهران ليس لها مبرر مدني موثوق، وتنطوي على مخاطر كبيرة للغاية تتعلق بالانتشار النووي، وفق تعبيره.

احتفاظ بحق الرد

من جانبه، قال مندوب إيران لدى الوكالة الذرية محسن نذيري إن بلاده تحتفظ بحق الرد على أي إجراء سلبي يُتخذ بحقها.

وأكد نذيري التزام طهران بمد الوكالة بالمعلومات التي تحتاج إليها ضمن الأطر الملزمة قانونيا، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة لطهران التي قام بها المدير العام للوكالة الذرية كانت مهمة جدا لجهة وضعها خطة عمل للأسابيع والأشهر المقبلة.

وفي أنقرة، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو- إن العقوبات الأحادية الجانب على بلاده فقدت تأثيرها وتحولت إلى سلاح مهترئ، بحسب تعبيره.

بدوره، قال المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إنه لا تزال هناك فرصة لاستعادة الاتفاق النووي عبر المفاوضات، ودعا إلى العودة لطاولة المفاوضات بغية إنهاء مسودة الاتفاق.

المصدر : الجزيرة