أوكرانيا تهدد "بموسم انفجارات" في القرم.. وتقييم استخباري يكشف وضع القوات الروسية في باخموت

Ukrainian servicemen sit atop a BMP-2 infantry fighting vehicle on a road outside the frontline town of Bakhmut
توقعات بأن تبدأ أوكرانيا هجوما مضادا على القوات الروسية في باخموت خلال فصل الربيع (رويترز)

قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب في أوكرانيا ناتاليا هومينيوك إن القوات الروسية لن تحصل على أي منطقة آمنة في أي نقطة من شبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتًا، وفق تعبيرها.

وأكدت هومينيوك أن أوكرانيا جادة جدا في إعادة أراضيها والعودة إلى حدود عام 1991، محذرة من أن القوات الروسية والموالية لها في شبه الجزيرة ستشعر حقا بما سمته "موسم الانفجارات" في بعض الأماكن والنقاط، وقالت إن ذلك "أمر لا لبس فيه".

وتعليقا على ما أوردته المخابرات العسكرية بأن ممثلين عن سلطات القرم الموالين لروسيا بدؤوا بإخلاء شبه الجزيرة، قالت هيمينيوك -في حديث لقناة محلية- إن الأوكرانيين لن يسمحوا لهم بالعودة "لأن الموسم قد بدأ بالفعل"، على حد قولها.

ورأت هيمينيوك أن الهجمات الصاروخية الروسية الضخمة أصبحت شيئًا من الماضي، مشيرة إلى أن روسيا لم تعد لديها القدرة على إطلاق 50-70-80 صاروخًا دفعة واحدة، على حد تعبيرها.

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الروس عادوا لاعتماد خطط دفاعية في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، ورجحت توقف الهجوم على المدينة بسبب ما سمته الاستنزاف الشديد للقوات الروسية.

وأشارت الوزارة في تقييم استخباري نشرته على تويتر إلى أن وضع القوات الروسية في باخموت سيئ، بسبب التوترات بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر.

ورجح التقييم أن تكون القوات الروسية قد وجهت تركيزها العملياتي إلى بلدتي أدييفكا وإلى كريمينا سفاتوف، في إشارة إلى عودة القوات لوضعية دفاعية بعد إخفاق هجومها العام المستمر منذ يناير/كانون الأول الماضي في تحقيق نتائج حاسمة.

وبحسب تقييم وزارة الدفاع البريطانية، فإن القوات الأوكرانية أيضا تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح في دفاعها عن المدينة.

يأتي هذا بينما قال قائد القوات البرية الأوكرانية أليكسندر سيرسكي إن قواته ستبدأ قريبا هجوما مضادا في باخموت بعد أن صمدت في وجه الحملة العسكرية التي شنتها روسيا في الشتاء، مؤكدا أن مقاتلي فاغنر يفقدون قدرا كبيرا من قوتهم.

قصف روسي مكثف

يأتي ذلك، فيما أفاد موقع "ريبار" العسكري المطلع بأن القوات الروسية وجهت قصفا مكثفا لمواقع القوات الأوكرانية في مقاطعة سومي، مشيرا إلى أن القوات الروسية قضت خلال هذا القصف على العشرات من القوات الأوكرانية، فيما أصيب 200 عسكري أوكراني على الأقل بجروح.

وفي محور باخموت، أكد الموقع أن القوات الروسية تشدد الخناق على القوات الأوكرانية داخل المدينة، ولا سيما في المنطقة الصناعية الواقعة في الشمال، وعلى مواقعهم قرب ملعب "أفانغارد" في الجنوب.

وبالتزامن مع ذلك، قال الموقع إن القوات الروسية تستمر بشن هجمات على تحصينات القوات الأوكرانية في مدينة أفدييفكا، وإنها تمكنت من السيطرة بشكل كامل على بلدة كامينكا الواقعة شمال شرق مدينة أفدييفكا، والتي تعد آخر المعاقل التي كانت تخضع جزئيا لسيطرة القوات الأوكرانية في الجناح الشرقي الشمالي من المدينة.

من جانبها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن روسيا نفذت 50 ​​غارة جوية وأطلقت 11 صاروخا على مناطق من البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقال بيان صادر عن الهيئة اليوم السبت "نفذت (روسيا) 75 هجوما على مواقع جنودنا والبنية التحتية المدنية للمدن الأوكرانية عبر راجمات الصواريخ، مما أدى إلى مقتل مدنيين".

وأضاف البيان أن القوات الروسية كثفت هجماتها على مدن ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا وشاختارسك، مشيرا إلى أن هذه الهجمات باءت بالفشل.

ولفت إلى أن وحدات الصواريخ والمدفعية الأوكرانية دمرت موقعين لقيادة الجيش الروسي ونظامين للصواريخ مضادة للطائرات ومستودع ذخيرة ومحطتين للحرب الإلكترونية.

الوساطة الصينية

من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لم يتلق أي عرض من الصين للوساطة والحوار أو للقاء الزعيم الصيني، وأضاف -في مقابلة مع صحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية- أنه أرسل رسائل مباشرة عبر القنوات الدبلوماسية تفيد برغبته في التحدث مع الرئيس الصيني.

وكشف زيلينسكي أنه طلب من بكين التعاون فيما يتعلق بخطة السلام الأوكرانية المكونة من 10 نقاط، معربا في الوقت نفسه عن شكوكه في خطة السلام الصينية، قائلا إن "احترام السيادة والسلامة الإقليمية" يجب أن يأتي أولا.

من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يتوقع أن تجري الصين محادثات مع أوكرانيا، وأضاف أنه لا ينبغي التحدث فقط إلى الرئيس الروسي ولكن مع الرئيس الأوكراني أيضا.

وأكد شولتز أن السلام العادل في أوكرانيا يكون بانسحاب القوات الروسية، محذرا الصين مجددا من تسليم أسلحة للقوات المسلحة الروسية.

في غضون ذلك، تعهد بيان أميركي كندي مشترك بمواصلة الدعم الثابت لأوكرانيا لأطول مدة ممكنة مع تحميل روسيا تكاليف اقتصادية عن حربها غير القانونية.

سياسيا أيضا، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوات تحسين العلاقات التركية الروسية، والتطورات المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية.

وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أكد لبوتين أنه يولي أهمية لإنهاء النزاعات بين روسيا وأوكرانيا، من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن، وإنه من الممكن اتخاذ خطوات جديدة على أساس التعاون الاقتصادي المتفق عليه في سوتشي.

وأضاف بيان الرئاسة التركية أن أردوغان شكر بوتين على موقفه الإيجابي تجاه تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود.

حظر الجنائية الدولية

في سياق متصل، اقترح رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين اليوم السبت حظر إجراءات المحكمة الجنائية الدولية في البلاد، بعد أن أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب.

وقال فولودين، حليف بوتين، إنه يتعين تعديل الدستور الروسي لحظر أي نشاط للمحكمة الجنائية الدولية في الدولة ومعاقبة أي شخص يقدم "المساعدة والدعم" للمحكمة الجنائية الدولية.

وقال فولودين عبر تطبيق تليغرام "من الضروري إجراء تعديلات للقوانين تحظر أي نشاط للمحكمة الجنائية الدولية على أراضي بلدنا".

وأضاف أن الولايات المتحدة سنّت قوانين تمنع محاكمة مواطنيها أمام المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا وأنه يتعين على روسيا فعل المثل، مشيرا إلى أن أي مساعدة أو دعم للمحكمة الجنائية الدولية داخل روسيا ينبغي أن يعاقب عليه القانون.

وأصدرت المحكمة مذكرة الاعتقال بحق بوتين في وقت سابق من هذا الشهر بتهمة ارتكاب جريمة حرب بسبب ترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا بلا سند قانوني، وقالت إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن بوتين يتحمل المسؤولية الجنائية بشكل فردي.

وحذر مسؤولون روس من أن أي محاولة لاعتقال بوتين الذي يرأس البلاد منذ اليوم الأخير من عام 1999 ستكون إعلانا للحرب على أكبر قوة نووية في العالم.

المصدر : الجزيرة + وكالات