البرهان يعد بمرحلة جديدة في السودان وإقامة جيش لا يتدخل بالسياسة

دعا رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان كل السياسيين إلى توسيع أفقهم وتقبل الآخرين من أجل فترة انتقالية سلسة تفضي إلى تنظيم الانتخابات، وذلك بعد قرار تحديد سقف زمني للعملية السياسية، والذي أثار ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض.

وأضاف البرهان في خطاب بشمال كردفان أن السودان مقبل على مرحلة جديدة ستكون مرضية للجميع، وأكد على ضرورة أن تكون كل القوى موجودة في العملية السياسية الجارية وإلا فإن هذه العملية ستتعثر.

وأشار إلى أن القوات المسلحة هي صمام الأمان للبلاد، مبديا الحرص على ألا تمس شعرة منها، وأكد على أنهم يؤسسون لإقامة جيش لا يتدخل في السياسة مستقبلا، وقال إنه لا يوجد عسكري ينفذ انقلابا، وإنما السياسيون هم من ينفذون الانقلابات، على حد تعبيره.

وقد أعلنت قوى سودانية معارضة -أمس الاثنين- رفضها "الجدول الزمني" لصياغة الاتفاق السياسي النهائي والدستور وتشكيل الحكومة المدنية المعلن من قبل عدد من الأطراف السياسية مع مجلس السيادة العسكري الحاكم.

وكانت الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري قد حددت سقفا زمنيا لتكوين هياكل الفترة الانتقالية، واختيار لجنة صياغة الاتفاق النهائي، ولجنة أخرى للتواصل مع الرافضين الانضمام إلى العملية السياسية.

وفي وقت سابق أمس الاثنين رحبت "الآلية الثلاثية" بإعلان الجدول الزمني، وهي آلية لتسيير العملية السياسية بين الأطراف السودانية مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد).

وغابت عن اجتماعات تحديد الجداول الزمنية خلال اليومين الماضيين قوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) التي تضم حركات مسلحة بقيادة جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي، وقوى سياسية مدنية أخرى.

وفي الثامن من يناير/كانون الثاني الماضي انطلقت برعاية "الآلية الثلاثية" المرحلة النهائية للعملية السياسية في السودان بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" للتوصل إلى اتفاق لحل الأزمة في البلاد.

و"الاتفاق الإطاري" أبرم في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي بين مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية، أبرزها الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، إضافة إلى منظمات مجتمع مدني وحركات مسلحة.

وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.

وبدأت بالسودان في 21 أغسطس/آب 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024 يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.

المصدر : الجزيرة + وكالات