بوتين يزور القرم.. كييف تؤكد أن استرجاع جميع أراضيها "مسألة وقت" وقصف بالمسيّرات يطال لفيف لأول مرة منذ شهور

Aftermath of recent shelling in Khartsyzk
آثار الدمار جراء القصف على مبنى بمنطقة دونيتسك الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية لروسيا (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الأوكرانية أمس السبت إن جميع الأراضي التي ضمتها روسيا سيتم استرجاعها حتما، وإن ذلك "مسألة وقت فقط". يأتي ذلك فيما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القرم في الذكرى التاسعة لضمّ شبه الجزيرة الأوكرانية، في بادرة مفاجئة بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

كما يتزامن هذا الإعلان مع تأكيد أوكرانيا تعرضها لوابل من قصف مسيرات متفجرة روسية، وصل بعضها إلى منطقة لفيف غربي البلاد لأول مرة منذ شهور.

وأشارت الخارجية الأوكرانية -في بيان لها- إلى مرور 9 أعوام على الاستفتاء الذي أجرته روسيا من جانب واحد لضمّ شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.

وذكرت أن الاستفتاءات التي أجرتها موسكو في الأراضي الأوكرانية عامي 2014 و2022 لم تسفر عن أي نتائج من الناحية الإدارية، وأن القوات المسلحة الأوكرانية حررت معظم المناطق التي أجريت فيها الاستفتاءات العام الماضي.

وبسطت روسيا سيطرتها على 15% تقريبا من أراضي أوكرانيا، في إطار الحرب التي تشنّها على البلاد منذ فبراير/شباط 2022.

زيارة القرم

من ناحية أخرى، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت القرم، في الذكرى التاسعة لضمّ شبه الجزيرة الأوكرانية.

وتعدّ هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تسببت في فرض عقوبات دولية صارمة على روسيا أضيفت إلى العقوبات المفروضة عليها بالأساس بسبب ضمّ القرم عام 2014.

ووصل بوتين إلى سيفاستوبول، الميناء الرئيسي لأسطول البحر الأسود الروسي في شبه الجزيرة، حيث حضر مراسم تدشين مدرسة فنون للأطفال برفقة الحاكم المحلي.

وتقع سيفاستوبول على مسافة حوالي 240 كلم من خيرسون في جنوب أوكرانيا، التي استعادتها قوات كييف في نوفمبر/تشرين الثاني بعد انسحاب القوات الروسية منها، مما يجعل زيارة بوتين هي الأولى إلى موقع قريب إلى هذا الحد من خط الجبهة.

وتعود آخر زيارة للرئيس الروسي للقرم إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقد ضمّت روسيا شبه الجزيرة في 18 مارس/آذار 2014، إثر استفتاء لم تعترف به كييف ولا الأسرة الدولية.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في يناير/كانون الثاني الماضي أنه يعتزم استعادة القرم "أرضنا" بالسلاح، في حين تردد موسكو أن "القرم روسية"، رافضة أن تكون موضع تفاوض في محادثات سلام محتملة.

قصف بالمسيّرات

ميدانيا، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين بالاستخبارات الأوكرانية أن روسيا تتجه بشكل متزايد إلى استخدام الطائرات المسيّرة لشن هجمات؛ بسبب انخفاض مخزونها من صواريخ كروز.

كما أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تصدي قواتها لأكثرَ من 100 هجوم روسي خلال يوم واحد على جبهات باخموت وليمان وأفدييفكا ومارينكا وشاختار شرقي البلاد.

وفي مقاطعة زاباروجيا، قال عضو الإدارة العسكرية والمدنية الروسية في المقاطعة فلاديمير روغوف إن عشرات المسلحين والمرتزقة الأجانب قتلوا في ضربة روسية استهدفت قاعدة إيواء مؤقتة لمرتزقة أجانب وسط المدينة.

وكشف روغوف أن من بين قتلى الهجوم الروسي مرتزقة من بريطانيا وبولندا والولايات المتحدة، ومدربين وخبراء عسكريين أجانب، حيث كان المجمع يعد من أهم قواعد قوات النخبة.

كما قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية إن القوات الروسية استهدفت المدينة فجر السبت بصواريخ من طراز "إس-300″، وألحقت أضرارا بأحد المجمعات السكنية.

وفي باخموت شرقي البلاد، بث حرس الحدود الأوكراني صورا قال إنها لقصف قواته مواقع تمركز القوات الروسية في المدينة. وتظهر صور الفيديو الملتقطة بطائرة مسيرة، قصفا أصاب أحد المنازل على أطراف باخموت، حيث تتمركز مجموعة للقوات الروسية.

كما نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو قالت إنه لهجوم نفذته طائرة مسيرة انتحارية روسية من نوع "لانسيت"، استهدف منظومة صاروخية تابعة للجيش الأوكراني متمركزة في أحد الحقول في محور أفدييفكا، كما يبين المقطعُ التفجيرَ الذي حصل في المنظومة الصاروخية نتيجة الضربة التي نفذتها المسيرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات