معارك عنيفة وسط باخموت.. كييف تؤكد صدّ كل الهجمات الروسية والكرملين: أهدافنا في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها الآن سوى عسكريا

Russia's Large-Scale Assault On Ukraine Enters Second Year
زيلينسكي قال إن أكثر من 1100 قتيل سقطوا في صفوف الجنود الروس في باخموت خلال أقل من أسبوع (غيتي)

أكد الكرملين اليوم الاثنين أن أهداف روسيا الآن في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها سوى بالسبل العسكرية، فيما أعلن الجيش الأوكراني أن معارك "عنيفة" تجري للسيطرة على وسط مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن تحقيق الأهداف الروسية يظل أولوية مطلقة، مشيرا إلى أن تحقيقها ممكن الآن لكن بالسبل العسكرية فقط، ومنبها إلى أنه لا يرى في الوقت الراهن أي إشارات لانتقال الوضع بشأن أوكرانيا إلى طريق سلمي.

وأعلن قائد القوات البرية الأوكرانية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي أن الوضع حول مدينة باخموت لا يزال صعبا، لكن القوات الأوكرانية تصد كل المحاولات الروسية للاستيلاء على المدينة.

ونقلت منصة تليغرام التابعة للمركز العسكري الإعلامي الأوكراني عن سيرسكي قوله "لا يزال الوضع حول باخموت صعبا. تم صد كل محاولات العدو للسيطرة على المدينة بالمدفعية والدبابات وغيرها من القوة النارية".

وأضاف أن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية "تهاجم من عدة اتجاهات وتحاول اختراق دفاعات قواتنا والتقدم إلى مناطق وسط المدينة".

دعم لا يتوقف

من جهته، أكد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر أن "الوضع في المدينة صعب للغاية حيث يتشبث الأوكرانيون بكل متر ويصلهم الدعم بلا توقف، وأن القوات الأوكرانية تدفع بإمدادات لا نهاية لها".

وأضاف بريغوجين -على حسابه في تليغرام- أن المعارك تزداد ضراوة مع تقدم القوات إلى وسط باخموت.

ووفقا للمعلومات التي تنشرها وزارة الدفاع البريطانية، فقد سيطرت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية على الجزء الأكبر من شرقي باخموت خلال الأيام الأربعة الماضية.

وقالت الوزارة إن "القوات الأوكرانية تسيطر على غربي المدينة وهدمت الجسور الرئيسة فوق النهر"، في إشارة إلى نهر باخموت.

كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، أن أكثر من 1100 قتيل سقطوا في صفوف القوات الروسية في أقل من أسبوع جراء معارك باخموت.

وقال زيلينسكي، في خطابه المسائي المصور، "في أقل من أسبوع، بدءا من السادس من مارس/آذار، تمكنا من قتل أكثر 1100 جندي معادٍ في قطاع باخموت وحده".

وأضاف أن 1500 جندي روسي أصيبوا أيضا بجروح بالغة بما يكفي لإبعادهم عن أي عمليات أخرى، كما دُمرت عشرات القطع من العتاد وأكثر من 10 مستودعات ذخيرة روسية.

وتعد معركة باخموت أطول المعارك منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وقد اكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو على حد سواء. وتحرص روسيا على تحقيق انتصار هناك بعد عدد من النكسات.

ووسط سجالات داخل أوكرانيا ومع حلفائها بشأن جدوى معركة باخموت، نشر المركز الإعلامي العسكري التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية بيانا يشرح فيه أهمية الدفاع عن المدينة.

استنزاف الروس

وأوضح المركز، في البيان، أن الدفاع عن باخموت يسهم في ربط القوات الرئيسة والاحتياطيات الكبيرة للروس في مكان واحد، وتكبيدها خسائر كبيرة. ويؤدي ذلك إلى إجبار القوت الروسية على إجراء عمليات تناوب متكررة للوحدات المشاركة في العمليات الهجومية، وذلك يسهم في إضاعة الوقت والموارد وإفقادها الإمكانات الهجومية وقدراتها في اتجاهات أخرى، وفقا للبيان.

وقال المركز الإعلامي العسكري إن القوات الروسية تكبدت خسائر كبيرة خلال الأسبوع الماضي وصلت إلى ما بين 600 و700 مقاتل كل يوم، قتلوا في خطوط الجبهة بأكملها، وفقا للبيان.

وذكر المركز أن القوات الروسية تركز عملياتها على مقاطعة دونيتسك بهدف الوصول إلى الحدود الإدارية لمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك وزيادة كثافة العمليات الهجومية في اتجاهات ليمان ومارينكا.

قتلى ومعارك

وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت القوات الخاصة التابعة لجهاز الاستخبارات الأوكرانية إن وحداتها دمرت 8 مدرعات للقوات الروسية في معارك شرقي البلاد.

ونشرت القوات الأوكرانية صورا لاستهدف دبابات، وعربات عسكرية، وشاحنة محملة بالذخيرة تابعة للجيش الروسي.

كما بدأ جنود أوكرانيون التدرب على استخدام دبابات من طراز "ليوبارد 2 إيه 4" (Leopard 2A4) الألمانية الصنع في مركز تدريب عسكري بساراغوسا بإسبانيا.

ويتوقع أن تنخرط هذه الدبابات فيما تخطط له كييف وتصفه بهجوم الربيع المضاد، مع مدرعات غربية أخرى أمد بها الحلفاء القوات الأوكرانية.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية تمكّنت من إسقاط 16 مسيّرة أوكرانية، واعتراض 12 صاروخا من طراز هيمارس في معاركها بأوكرانيا.

وأكدت الوزارة أنه تم القضاء على 110 جنود أوكرانيين في محور كراسني ليمان، وحوالي 190 جنديا أوكرانيا في محور دونيتسك.

المصدر : الجزيرة + وكالات