تناولت قضية سد النهضة والحدود والتطورات في السودان.. مباحثات في الخرطوم بين البرهان ورئيس الوزراء الإثيوبي

Ethiopian Prime Minister Abiy Ahmed Ali in Sudan
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (يسار) ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (الأناضول)

أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مباحثات مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في العاصمة السودانية الخرطوم تطرقت إلى ملفات بينها قضية سد النهضة، والحدود، ومجمل التطورات في السودان والتوافق الوطني.

كما أجرى آبي أحمد لقاءات مع ممثلي الآلية الثلاثية وقوى الحرية والتغيير في القصر الرئاسي بالخرطوم، وفق بيان لمجلس السيادة الانتقالي.

وشهدت العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا توترا في الأعوام الأخيرة بسبب خلاف حدودي، إضافة إلى تدفق لاجئين من إقليم تيغراي الإثيوبي الذي توقفت فيه الحرب قبل شهرين.

وشدد البرهان خلال لقائه آبي أحمد، حسب بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي، على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في القضايا الثنائية إقليميا ودوليا.

وأكد البرهان، خلال جلسة المباحثات بين الجانبين، أن الخرطوم وأديس أبابا "متوافقتان ومتفقتان" بشأن جميع القضايا المتعلقة بسد النهضة؛ مشيرا إلى أن الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل مرجعية أساسية في قضية الحدود مع إثيوبيا.

وأطلع البرهان رئيس الوزراء الإثيوبي على "تطورات الأوضاع السياسية بالبلاد، والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة".

إظهار التضامن

من جهته، قال آبي أحمد، حسب البيان، إن "الغرض من الزيارة إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة الهامة من مسيرته السياسية".

كما أكد آبي أحمد، حسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، أهمية مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني، وقال "إن إثيوبيا عندما ترفض التدخلات الخارجية في شأنها الداخلي هذا أيضا ينطبق على دول الإقليم وخاصة السودان".

ودعا رئيس الوزراء القوى السياسية السودانية إلى الإسراع في إكمال العملية السياسية، والبحث عن حلول توافقية تحمي مصلحة الشعب السوداني دون التدخلات الخارجية لإخراج السودان من الأزمة.

كما أكد أن سد النهضة لن يسبب أي ضرر للسودان، بل سيعود عليه بالنفع، خصوصا في مجال الكهرباء.

ونوّه إلى أن "السودان وإثيوبيا تزخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية، ونحن كدول وحكومات يجب علينا المحافظة على العلاقات التاريخية بين البلدين".

وفي ما يخص قضية الحدود، قال رئيس الوزراء الإثيوبي إنها "قديمة يجب الرجوع إلى الوثائق لحلها"، داعيا السودان "لتقديم إثيوبيا للعرب والأفارقة بحكم موقعه التاريخي".

يذكر أن السودان وإثيوبيا بينهما نزاع حدودي حول منطقة الفشقة في شرق السودان منذ تسعينيات القرن الماضي، وقبل عامين استعاد الجيش السوداني الجزء الأكبر من منطقة الفشقة بالتزامن مع اندلاع الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي.

وشهدت العلاقات السودانية الإثيوبية في السنوات الماضية توترات على خلفية قضايا، أبرزها سد النهضة والخلافات الحدودية.

وبينما تتجمد المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا حول السد، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملئه وتشغيله، لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، بينما ترفض أديس أبابا وتؤكد أن السد الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.​​​​​​​

دعم الحوار

من جهته، قال القيادي في الحرية والتغيير الواثق البرير، في تصريحات صحفية، إن "اللقاء تناول ضرورة دعم الحوار السوداني-السوداني دون أي تدخلات خارجية من أي جهة، بجانب دعم العملية السياسية الجارية حاليا"، حسب البرير.

وأفاد بأن آبي أحمد "دعا إلى الإسراع في إكمال العملية السياسية لإخراج السودان من الأزمة"، مرحبا بالزيارة المرتقبة لوفد الحرية والتغيير إلى إثيوبيا.

وذكرت قوى الحرية والتغيير، في بيان منفصل، أن آبي أحمد أعلن في اللقاء "دعمه لكل ما يتوافق عليه أهل السودان واستعداده لتقديم كل المساندة لما ستسفر عنه العملية السياسية".

"الإيغاد" ترحب

على صعيد آخر، رحبت منظمة "الإيغاد" بعودة العلاقات الطبيعية بين السودان وإثيوبيا. وعدّ المتحدث باسم الإيغاد، نور محمد، عودة العلاقات بين أديس والخرطوم تطورا إيجابيا سينعكس إيجابا على الإقليم وسيسهم في حل النزاعات والتوترات وتعزيز السلم الإقليمي في دول الإيغاد.

وقال نور محمد إن زيارة آبي أحمد إلى الخرطوم تعطي مؤشرات إيجابية لعودة العلاقات إلى طبيعتها والانتقال إلى تعاون وتكامل بين دول الإيغاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات