مقتل مهسا أميني.. ألمانيا تستدعي السفير الإيراني ومنظمة حقوقية: قتلى المظاهرات 76 على الأقل
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إن "الحملة الأمنية" التي نفذتها السلطات الإيرانية، على المحتجين على وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد توقيفها قبل 9 أيام من قبل شرطة الأخلاق، أسفرت حتى الساعة عن مقتل 76 شخصا على الأقل.
وقد استدعت الحكومة الألمانية اليوم الاثنين السفير الإيراني لدى برلين، للمطالبة بوضع حد لأعمال العنف والسماح بتنظيم "تظاهرات سلمية" في الجمهورية الإسلامية، احتجاجا على مقتل أميني.
وكانت الخارجية الإيرانية قد استدعت بدورها -أمس الأحد- السفير البريطاني لدى طهران، سايمن شيركليف، على خلفية استضافة لندن قنوات ناطقة باللغة الفارسية تعدها إيران قنوات "معادية" تتدخل في شؤونها الداخلية وتحاول انتهاك سيادة البلاد، وفقا لبيان صادر عن الوزارة.
كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية باستدعاء السفير النرويجي لدى طهران، بسبب مواقف لرئيس البرلمان النرويجي وُصفت بأنها "تدخل في الشأن الإيراني".
عقوبات كندية
وفي سياق ردود الفعل الدولية على الاحتجاجات وتعاطي السلطات الإيرانية معها، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو -اليوم الاثنين- إن بلاده ستفرض عقوبات على المسؤولين عن وفاة مهسا أميني، مشيرا إلى أن العقوبات ستشمل عشرات الأفراد والكيانات، ومن بينها ما تسمى "شرطة الأخلاق".
لكن لا يبدو أن لهذه المواقف الدولية صدى في الداخل الإيراني، إذ قال رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين إيجئي، إنه سيجري التعامل بحزم مع العناصر الرئيسة التي تقود الاحتجاجات، ولن يكون هناك تساهل معها.
وأضاف -خلال تفقده مركز قيادة شرطة العاصمة طهران- أن من وصفه بالعدو يسعى إلى زعزعة الأمن وإثارة الشغب وتهديد أمن واستقرار المواطنين عبر الاحتجاجات الأخيرة.
كما اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاحتجاجات، إذ قال لموقع "نور نيوز" (الإخباري التابع لجهاز أمني كبير) إن "واشنطن تحاول دائما زعزعة استقرار إيران وأمنها على الرغم من أنها لم تنجح في ذلك".
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الاحتجاج السلمي حق لكل أمة، لكن الولايات المتحدة تدعم مثيري الشغب والأعمال الاستفزازية في إيران، مشيرا إلى أن تدخل واشنطن في شؤون طهران الداخلية يتعارض مع رسائل البيت الأبيض الدبلوماسية، وفق تعبيره.
كما رأى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن انخراط بلاده في محادثات نووية مع إيران لا يعني غض النظر عن انتهاكاتها حقوق المواطنين الإيرانيين.
وأضاف -في حديث لشبكة "إيه بي سي" (ABC) الأميركية- أن بلاده تعمل على تسهيل وصول المتظاهرين الإيرانيين إلى الإنترنت لإيصال أصواتهم للعالم.
احتجاجات ليلية
وتأتي هذه التصريحات والتصريحات المضادة في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات الليلية في العاصمة الإيرانية طهران ومدن عدة لليوم التاسع على التوالي، حيث خرج محتجون في مدينة سنندج بمحافظة كردستان (غرب) ومدينة آمل بمحافظة مازندران شمالي البلاد.
كما تجمع المحتجون في مدينة شيراز بمحافظة فارس جنوبي البلاد، وتفيد تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الاحتجاجات استمرت أيضا في مدينة تبريز بمحافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي إيران، ومدينة رشت بمحافظة غيلان شمالي البلاد.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المدمع، لتفريق المتظاهرين الذين رفع بعضهم شعار "الموت للدكتاتور"، كما رفع آخرون الشعار نفسه من نوافذ منازلهم في مناطق متفرقة في العاصمة طهران، ورفع متظاهرون شعارات داعمة لحرية المرأة.
كما شهدت مناطق عدة في إيران مسيرات مؤيدة للحكومة والنظام في البلاد، وندد المشاركون في المسيرات المؤيدة بما وصفوها بأعمال شغب وفوضى في الاحتجاجات.
وعبّر المتظاهرون عن دعمهم قوات الشرطة في التصدي للاحتجاجات المناهضة للحكومة، واتهم المشاركون الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالتحريض على الاحتجاج.
لندن وباريس
خارجيا، اندلعت مواجهات بين الشرطة البريطانية ومتظاهرين خارج السفارة الإيرانية في العاصمة البريطانية لندن، أدت إلى إصابة 5 شرطيين على الأقل "بجروح خطرة" واعتقال عشرات المتظاهرين.
وفي باريس، استخدمت الشرطة الغاز المدمع، لمنع آلاف المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على قمع التظاهرات في إيران من الوصول إلى سفارة الجمهورية الإسلامية.
يشار إلى أن أنحاء مختلفة من إيران تشهد منذ 9 أيام تظاهرات عقب وفاة الشابة مهسا أميني، بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة". وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها في أثناء احتجازها، نفى المسؤولون ذلك وأعلنوا فتح تحقيق في الحادثة.
ونقل التلفزيون الإيراني عن نائب رئيس لجنة الشؤون الداخلية بمجلس النواب أن الطب الشرعي سيقدم تقريره النهائي عن سبب وفاة أميني إلى البرلمان في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع.