هدوء في غزة.. نداء لإعادة الإعمار وواشنطن تدعو للتحقيق في سقوط مدنيين وتؤكد التزامها بأمن إسرائيل

يتواصل الهدوء في قطاع غزة -اليوم الاثنين- وسط ترحيب دولي، ودعت واشنطن إلى التحقيق في سقوط مدنيين كما تعهدت بحماية أمن إسرائيل وبتعزيز التهدئة، في حين طالب مسؤولون حكوميون في غزة بإعادة إعمار القطاع ورفع الحصار الإسرائيلي.

وما زال الهدوء يسود الموقف بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي حيز التنفيذ بدءا من الساعة 23:30 مساء أمس الأحد، الذي تم التوصل إليه بعد اتصالات مصرية وقطرية.

وفتحت المؤسسات الحكومية والأهلية والتعليمية والمحال التجارية أبوابها منذ صباح اليوم الاثنين في غزة، كما ألغى الجيش الإسرائيلي كل تعليمات الطوارئ والقيود المفروضة على سكان منطقة غلاف غزة.

وقبل ساعات من سريان الاتفاق، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة التصعيد الإسرائيلي خلال 3 أيام ارتفعت إلى 44 شهيدا، بينهم 15 طفلا و4 نساء، بالإضافة إلى 360 جريحا.

وشيع الفلسطينيون ظهر اليوم الاثنين جثامين ياسر النباهين و3 من أبنائه الذين قتلوا في قصف لقوات الاحتلال على مخيم البريج وسط قطاع غزة أمس، حيث كان النباهين قياديا في كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس).

ترحيب دولي

وفي ردود الفعل الدولية، رحب الرئيس الأميركي جو بايدن باتفاق الهدنة، وأشاد بدور مصر وقطر في تحقيقه.

وقال بايدن إنه يؤيد إجراء تحقيق في تقارير سقوط ضحايا من المدنيين، داعيا جميع الأطراف إلى تنفيذ وقف إطلاق النار بحذافيره، وضمان تدفق الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة مع وقف القتال.

وفي تصريحات صحفية من جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإسرائيل "سيوفر فترة راحة مرحب بها للمدنيين"، مؤكدا أن بلاده ستواصل في الأشهر المقبلة العمل مع الشركاء لتحسين نوعية الحياة للفلسطينيين في قطاع غزة.

وجدد بلينكن تأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وأنها ستظل منخرطة بالكامل في الأيام المقبلة لتعزيز الهدوء.

وتابع "يستحق الفلسطينيون والإسرائيليون العيش بأمان والتمتع بتدابير متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية".

وفي المؤتمر الصحفي نفسه، قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندو "يجب أن نهتم بالقدر نفسه بما يحدث لشعب فلسطين، كما هو الحال مع ما يحدث لشعب أوكرانيا".

وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر السفراء الأتراك الـ13، "لا يوجد أي مبرر لقتل الأطفال والرضع.. نحن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والإخوة في غزة".

وأضاف أن بلاده تعمل على جعل علاقاتها مع السعودية والإمارات أقوى من ذي قبل، وأنها تستخدم علاقاتها مع إسرائيل للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وكذلك عن مصالح تركيا.

وجدد أردوغان تأكيده أن المسجد الأقصى يعدّ خطًّا أحمر لبلاده.

الأمم المتحدة

وفي مقابلة للجزيرة، قالت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية لين هاستينغز "ما يهمنا الآن هو إدامة وقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ومصر وقطر بذلت جهودا لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة.

وأضافت هاستينغز أن القانون الدولي يمنع استخدام القوة المفرطة في المناطق السكنية، وأن موقف الأمم المتحدة ثابت بشأن حماية أرواح المدنيين في وقت الحروب، معتبرة أن على إسرائيل تسهيل وصول المؤن الغذائية والطبية إلى غزة.

وقد وصلت المنسقة إلى القطاع عبر معبر بيت حانون بشمال القطاع، وزارت عددًا من الأماكن التي دمرها جيش الاحتلال في مدينة غزة، كما عقدت اجتماعات مع مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حقوقية للاطلاع على الأوضاع الميدانية.

مطالب غزة

وفي مدينة غزة، عقد مسؤولون فلسطينيون حكوميون -اليوم الاثنين- مؤتمرا صحفيا لمطالبة المجتمع الدولي والعربي بإعادة إعمار القطاع، والعمل على رفع الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 15 عاما.

وفي المؤتمر، دعا رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف المجتمع الدولي إلى التدخل لعدم استمرار العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل على سكان قطاع غزة.

وقال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان إن العدوان الأخير تسبّب في هدم 18 وحدة سكنية بشكل كلي، وتعرّضت 71 وحدة سكنية لضرر بليغ وأصبحت غير صالحة للسكن، في حين شملت الأضرار الجزئية نحو 1675 وحدة سكنية.

وأضاف أن وزارته لم تحصل على تمويل لإعادة إعمار نحو 2200 وحدة سكنية هُدمت بشكل كلي في الاعتداءات الإسرائيلية التي سبقت عدوان مايو/أيار من العام الماضي، موضحا أن تكلفة إعمارها تبلغ نحو 100 مليون دولار.

ودعا البنك الإسلامي للتنمية إلى إرسال مبعوث خاص إلى غزة للوقوف على احتياجات القطاع في مجال الإغاثة والإعمار والتنمية، كما طالب الأمم المتحدة بضرورة التدخل لوقف الاعتداءات ورفع الحصار.

من جانبه، قال وكيل وزارة التنمية الاجتماعية غازي حمد إن العدوان الأخير جاء في وضع إنساني صعب، موضحا أن وزارته شرعت في تقديم المساعدات للعائلات التي تعرّضت منازلها لأضرار.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة أمام الحالات الإنسانية بدءا من الساعة التاسعة صباح اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي، وكانت محطة الكهرباء قد توقفت عن العمل منذ يوم السبت الماضي بسبب نفاد الوقود.

وبدأت شاحنات الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة الدخول عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، بعد أن فتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعبر اليوم بشكل جزئي، ومن المقرر أن تدخل اليوم 30 شاحنة محملة بالوقود لتشغيل المحطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات