اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي يدخل حيز التنفيذ

Ceasefire announced in Gaza City
فلسطينيون في غزة يحتفلون عقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي حيز التنفيذ بغزة مساء الأحد إثر اتصالات مصرية وقطرية، بعد 3 أيام من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، في حين دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الهدوء يخيم على قطاع غزة مع سريان وقف إطلاق النار في تمام الساعة 23:30 بتوقيت فلسطين بعد تكثيف إطلاق الصواريخ من القطاع مساءً.

من جانبها، أفادت مراسلة الجزيرة بأن الهدوء يخيم أيضا على تل أبيب ومحيطها.

وقالت المراسلة إن صفارات الإنذار دوت في غلاف غزة وأٌطلقت عشرات الصواريخ من القطاع قبل ثوان من سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي غزة، أفاد مراسل الجزيرة بتحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية فوق غزة بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مشيرا إلى إطلاق صاروخ من داخل قطاع غزة في اتجاه الشمال الشرقي للقطاع عند مستوطنة سديروت بعد سريان الاتفاق.

وقد خرجت مسيرات في مدينة غزة ومخيم جباليا للاحتفال بسريان وقف إطلاق النار، وحمل المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ورايات حركة الجهاد الإسلامي وصور قادة جناحها العسكري -سرايا القدس- الذين استشهدوا في الغارات الإسرائيلية.

وقبل ساعات من سريان الاتفاق، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة التصعيد الإسرائيلي على القطاع ارتفعت إلى 44 شهيدا بينهم 15 طفلا و4 نساء، بالإضافة إلى 360 جريحا.

وفي الجانب الآخر، تحدثت المصادر الإسرائيلية عن تعرض عشرات الإسرائيليين -بينهم جنود- لإصابات وُصفت معظمها بالطفيفة، كما سُجلت أضرار في مصانع ومنازل جراء سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة على وجه الخصوص.

ترحيب أميركي وأممي

وفي أول ردود الفعل الدولية، رحب الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف إطلاق النار الذي أُعلِن في قطاع غزة، ودعا جميع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وضمان تدفق الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة مع وقف القتال.

وشكر بايدن الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمساعدة في إنهاء القتال غزة.

وجدد الرئيس الأميركي دعمه لأمن إسرائيل ولما وصفه بحقها في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات، وقال إن إدارته تدعم إجراء تحقيق شامل وفي الوقت المناسب في جميع هذه التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين.

كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة ودعا الأطراف إلى احترامه.

وكان المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند رحب قبل ذلك بهذه الخطوة وأثنى على دور قطر القوي ودور مصر الحاسم والدور الأميركي.

وقال وينسلاند إن الوضع ما زال هشا للغاية، داعيا جميع الأطراف لاحترام وقف إطلاق النار.

بيان وقف إطلاق النار يتضمن بنودا عدة بينها أن تعمل مصر على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت (الجزيرة)

نص الاتفاق والوساطات

وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة عقب اتصالات متزامنة أجرتها مصر وقطر مع الأطراف المعنية.

وكانت الجزيرة قد حصلت على نص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، والذي ينص على وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل في وقت ستبذل فيه مصر جهودها وتلتزم بالعمل على الإفراج عن الأسير خليل عواودة ونقله للعلاج.

كما ينص الاتفاق على أن تعمل مصر على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.

وقد قالت مصر إنها ستعمل على ضمان تنفيذ بنود الاتفاق وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء المصرية عن مصدر مسؤول دون تسميته، أن مصر تدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل اعتبارا من الساعة 23:30 مساء بتوقيت فلسطين (10:30 مساء بتوقيت القاهرة).

وأوضح البيان أن القاهرة كثفت اتصالاتها مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد الحالي، وذلك في إطار حرصها على إنهاء حالة التوتر الحالية في قطاع غزة.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري للجزيرة إن دور بلاده كان مفصليا للتأكد من خفض التوتر وصولا لوقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف الأنصاري أن اتصالات وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير القطري في غزة شملت كافة الأطراف وصولا إلى تهدئة.

من جانبها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي بدء وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 23:30 من مساء الأحد، مؤكدة ترحيبها بالجهود المصرية.

وأكدت حركة الجهاد حقها في الرد على أي عدوان صهيوني.

كما أكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ مساء الأحد الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي، وقالت إنها استكملت تقييم الوضع واستعراض نتائج العملية العسكرية في غزة والتقييم الأمني المستقبلي، مضيفة أنه في حال انتهاك وقف إطلاق النار فإن إسرائيل تحتفظ بحق الرد بقوة.

وتضاربت الأنباء -في وقت سابق- بشأن وقف إطلاق النار، فقد قال وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر إنه لا وقف لإطلاق النار في غزة حتى الآن، في وقت نقلت فيه القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع قوله إن وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ قبل منتصف الليلة وربما حتى صباح الغد.

وأضافت القناة الإسرائيلية نقلا عن المسؤول الإسرائيلي أن إسرائيل بعثت برسالة إلى الوسطاء ترفض فيها تلبية أي شروط إضافية.

ضمانات مطلوبة

وكانت مصادر إعلامية قد أكدت للجزيرة أن حركة الجهاد الإسلامي تطالب بضمانات من الوسيط المصري تتعلق بالأسرى وإنهاء التصعيد الإسرائيلي، مشيرة إلى وجود اتصالات مصرية حثيثة لاحتواء الوضع ووقف التصعيد ومنع انهيار التفاهمات.

كما أكدت هذه المصادر للجزيرة أن اتفاق التهدئة تعثر بسبب مطالب الجهاد الإسلامي بتوفير ضمانات مصرية قبل إعلانه.

والسبت نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين أن وفدا من المخابرات المصرية وصل إسرائيل على أن يتوجه لاحقا إلى غزة من أجل التهدئة، في ظل الهجوم الإسرائيلي على القطاع والذي دخل يومه الثالث.

وقال المصدر إن وفد المخابرات المصرية يقوده اللواء أحمد عبد الخالق، وإنه يأمل في التوصل لوقف لإطلاق النار لمدة يوم من أجل إجراء المحادثات بينما أكدت مصادر في القاهرة أن وفدا من حركة الجهاد الإسلامي سيزور مصر لإجراء محادثات.

المصدر : الجزيرة