بعد قصف محطة زاباروجيا النووية بأوكرانيا.. اتهام لكييف وواشنطن ولندن ووارسو بالهجوم ومطالب بلجنة دولية للمراقبة

An armoured convoy of Russian troops drives in Ukraine's Zaporizhzhia region
رتل دبابات روسية في مقاطعة زاباروجيا (رويترز)

جددت الإدارة المدنية والعسكرية المعينة من روسيا في مقاطعة زاباروجيا اتهام القوات الأوكرانية بقصف المحطة النووية هناك. ونشرت الإدارة صورا لما قالت إنه بقايا صواريخ أميركية الصنع استخدمها الجيش الأوكراني في قصف المحطة النووية قبل يومين.

واتهمت الإدارة الموالية لموسكو الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا بالاشتراك مع أوكرانيا في الهجوم على محطة زاباروجيا. وكان الجيش الأوكراني اتهم القوات الروسية باستهداف المحطة، وقال إنه رصد إشعاعات تنبعث منها جراء القصف.

وفي مقابلة مع الجزيرة، قال فلاديمير روغوف، عضو الإدارة العسكرية والمدنية الروسية في زاباروجيا، إنهم يطالبون بلجنة دولية لمراقبة ومعرفة مصدر إطلاق النار على المحطة النووية.

ومن أجل ضمان سلامة الموقع والسماح بوصول بعثة تفقدية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والولايات المتحدة الخميس إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زاباروجيا.

موقف أميركي

في المقابل، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه ليس هناك تهديد وشيك لسلامة محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا لكن الوضع قد يتغير.

وأضاف المسؤول الأميركي أن الروس سبق أن أطلقوا صواريخ من محيط المحطة النووية، وأنه لا يعتقد أن للأوكرانيين مصلحة في قصف المحطة.

كما أوضح المسؤول الأميركي أن الروس حققوا مكاسب في منطقة باخموت في دونيتسك، ولكن بكلفة كبيرة.

وحذرت أوكرانيا في الآونة الأخيرة من خطر وقوع كارثة نووية مثل تشرنوبل، ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري" لإخراج الروس من محطة زاباروجيا للطاقة النووية التي استهدفت بعمليات قصف.

وقال الرئيس الأوكراني الخميس إن القصف الروسي بدأ يتسبب في تسرب الإشعاعات إلى أوروبا عبر الهواء. وأكد أن روسيا قصفت محطة زاباروجيا رغم علمها بخطورة هذا الأمر، وأكد أن المحطة هي ثالث أكبر محطة نووية على مستوى العالم.

وكانت القوات الروسية قد سيطرت على محطة زاباروجيا في الرابع من مارس/ آذار بعد أيام قليلة على بدء الحرب. وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وتقع جنوبي شرقي أوكرانيا، ويشهد محيطها هجمات جوية تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنها.

وتوفر المحطة -التي تضم 6 مفاعلات نووية- نحو 20% من إجمالي الكهرباء بأوكرانيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 5700 ميغاوات/ساعة.

قصف خطوط الإمداد الروسية

على صعيد التطورات الميدانية الأخرى أعلن الجيش الأوكراني الجمعة أن مدفعيته أصابت مستودع ذخيرة روسيا قرب جسر رئيسي في الجنوب، مضيفا أنه يملك الآن القدرة على قصف جميع خطوط الإمداد الروسية تقريبا في هذه المنطقة.

وأضاف الجيش الأوكراني أن الهجوم أسفر عن مقتل 11 جنديا روسيا في المستودع بقرية فيسيله التي تبعد نحو 130 كيلومترا عن محطة زاباروجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا.

ولم يصدر تعليق إلى الآن من السلطات الروسية على التقرير الخاص بالهجوم في إقليم خيرسون أو المدى المزعوم لقوة النيران الأوكرانية.

وقالت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا ناتاليا هومينيوك إن جميع طرق الإمداد الروسية في الجنوب تقريبا تحت "سيطرة النيران" وهو ما يعني أن أوكرانيا قادرة على ضربها بأسلحة بعيدة المدى متى ما أرادت ذلك.

أسرى حرب

من ناحية أخرى، أصدرت الأجهزة الأمنية الأوكرانية بيانا مشتركا الجمعة دعت فيه الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إرسال ممثلين إلى المواقع التي تحتجز فيها روسيا أسرى حرب أوكرانيين.

يأتي الطلب في أعقاب مزاعم سابقة من جانب كييف بأن القوات الروسية عذبت وأعدمت سجناء، بما في ذلك تفجير معسكر لأسرى الحرب الأوكرانيين في أولينيفكا.

من جانبها، تتهم موسكو أوكرانيا بقصف المنشأة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 أسير حرب.

المصدر : الجزيرة + وكالات