مظاهرات في شمال سوريا ترفض المصالحة مع النظام وتركيا تصدر بيانا يوضح سياستها لحل النزاع
أفاد مراسل الجزيرة بخروج مظاهرات اليوم الجمعة بشمال سوريا احتجاجا على تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تدعو للمصالحة مع النظام السوري، في حين أصدرت أنقرة بيانا توضيحيا بشأن سياستها في سوريا.
وخرجت المظاهرات بعيد صلاة الجمعة في العديد من مدن وبلدات أرياف محافظات حلب وإدلب والحسكة، وأظهرت الصور حشودا من المحتجين يتجمعون في ميادين عامة.
وبثت مواقع سورية بينها شبكة شام مقاطع فيديو للاحتجاجات في مدن إعزاز والباب والأتارب وعفرين بريف حلب، وكذلك في بلدات حارم والدانا وأطمة وعند نقطة العبور التركية قبالة بلدة المسطومة بريف إدلب.
وقال مراسل الجزيرة إن المتظاهرين أكدوا أن الحل الأمثل للسلام الدائم في سوريا يمر عبر محاسبة النظام الذي قتل مئات الآلاف وشرد الملايين، بحسب تعبيرهم.
كما رفض المحتجون أي حديث عن المصالحة كونها تعد استسلاما وعودة للوضع السياسي والأمني الذي كانت عليه سوريا قبل الثورة، على حد قولهم.
وحمل المتظاهرون لافتات ترفض أي مصالحة أو تطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتدعو إلى إسقاطه، في حين دعا محتجون في إدلب إلى فتح جبهات القتال ضد قوات النظام السوري.
قياديون بالمعارضة يعلقون
وفي أبرز ردود الفعل من قبل أطياف المعارضة السورية على تصريحات وزير الخارجية التركي، اعتبر وزير الدفاع التابع للمعارضة المسلحة حسين الحمادي أن الثورة السورية لم تكن مرتبطة بالمواقف الدولية بل هي ثورة من أجل استعادة حق السوريين التاريخي.
كما أكد القائد العام لـ"هيئة ثائرون للتحرير" فهيم عيسى أن لا مكان للأسد أو النظام في مستقبل سوريا، وأنه "لا خيانة لدماء شهدائها".
في الإطار نفسه، قال أبو حاتم شقرا نائب قائد حركة التحرير والبناء السورية المعارضة إنه لن يضع الثورة السورية في أي كفة دولية لا تساوي ثمن دماء شهداء الثورة.
وبدوره، قال القيادي في الجيش الوطني التابع للمعارضة المسلحة الفاروق أبو بكر إنه "لا شأن لنا بموازين السياسة وتقلباتها ولن نركع أو نصالح المجرمين وقتلة الأبرياء".
أما المجلس الإسلامي السوري فقال إن المصالحة مع نظام الأسد تعني المصالحة مع أكبر إرهاب في المنطقة، وفق تعبيره.
بيان توضيحي
في هذه الأثناء، أصدرت الخارجية التركية، اليوم الجمعة، بيانا توضح فيه سياسة تركيا تجاه سوريا عقب تصريحات وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو التي أثارت احتجاجات في الشمال السوري.
وقال المتحدث باسم الوزارة تانجو بيلغيتش -في رد مكتوب نشرته وكالة الأناضول للأنباء- إن أنقرة ستواصل تقديم مساهمة قوية في الجهود الرامية لإيجاد حل دائم للنزاع في سوريا بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري عبر التعاون مع كافة الشركاء في المجتمع الدولي.
وأشار المتحدث باسم الخارجية التركية إلى أن المسار السياسي لا يشهد تقدما حاليا بسبب مماطلة النظام السوري، مشددا على أن هذا هو ما أشار إليه وزير الخارجية التركي في تصريحاته أمس.
واستعرض بيلغيتش الجهود التي بذلتها تركيا من أجل وقف الصراع في سوريا من خلال دورها في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وتأسيس اللجنة الدستورية عبر مساري أستانة وجنيف، فضلا استضافتها ملايين اللاجئين السوريين، وتقديمها الدعم الكامل للمعارضة ولهيئة التفاوض المنبثقة عنها.
كما قال إن بلاده تواصل إسهامها الفاعل في تهيئة الأجواء المناسبة من أجل العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، وفي الجهود الرامية لإيجاد حل للنزاع وفق خارطة الطريق المحددة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
تصريحات الوزير التركي
وقد كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس خلال مؤتمر للسفراء بأنقرة أنه أجرى محادثة قصيرة مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالعاصمة الصربية بلغراد.
وأكد جاويش أوغلو أن روسيا تريد من تركيا أن تجري اتصالات مع النظام السوري، وأنها اقترحت عقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد، لكنه أكد أن ذلك ليس واردا الآن.
وشدد جاويش أوغلو على ضرورة تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، مبينا أنه لن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق ذلك.
وأضاف أنه يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف، وفق تعبيره.
وتابع الوزير التركي أن الطريق الوحيد لخروج سوريا من أزمتها هو تصالح سياسي وتطهيرها من الإرهابيين، وفق تعبيره.