آلاف حالات الاختناق بالعراق جراء عاصفة ترابية جديدة

تكررت في الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في العراق، ويعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر.

A view of the dust covered sky during a sandstorm, in Baghdad
أحد شوارع بغداد خلال العاصفة الرملية (رويترز)

قال الناطق باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر إن المستشفيات في العراق استقبلت حتى صباح اليوم الخميس أكثر من 5 آلاف حالة اختناق بسبب العواصف الترابية التي اجتاحت أغلب المحافظات العراقية.

وأضاف البدر في تصريح أن هذه الحصيلة ليست نهائية وأن عددا من الحالات كانت صعبة وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التنفس.

وتشهد العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات، منذ ليل أمس الأربعاء، عاصفة ترابية شديدة. وقالت مصادر بالدفاع المدني العراقي إن مدى الرؤية وصل في بعض المناطق إلى أقل من 50 مترا وخاصة في الطرق الخارجية التي تربط بين المحافظات.

وهذه هي المرة الأولى منذ عقود التي يشهد فيها العراق تصاعدا في عدد العواصف الترابية الشديدة خلال فترة قصيرة جدا.

وغطى الغبار 6 محافظات عراقية منذ ليل الأربعاء، بينها العاصمة بغداد، ومحافظات الأنبار وكركوك والنجف الأشرف وكربلاء وصلاح الدين، في الوسط والجنوب، وقد استيقظ سكانها على طبقات سميكة من الغبار البرتقالي تغطي منازلهم.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن عن تسجيل محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق على الحدود مع سوريا، نحو 700 حالة اختناق، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مدير إعلام صحة المحافظة أنس قيس.

أما النجف (جنوب بغداد)، فقد سجلت "أكثر من 100 حالة اختناق نتيجة العاصفة الترابية"، كما أعلنت دائرة الصحة في المحافظة، فضلا عن 332 حالة في صلاح الدين الواقعة في وسط العراق، و100 حالة في الديوانية في الجنوب.

ودعت السلطات الصحية في محافظتي الأنبار وكركوك في الشمال السكان إلى عدم الخروج من منازلهم.

Cars drive on a road amidst a sandstorm, in Baghdad
سيارات تسير على طريق في بغداد وسط عاصفة رملية (رويترز)

ويتوقع أن تنحسر العاصفة الترابية تدريجيا مع انتهاء ساعات اليوم الخميس، بحسب مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية عامر الجابري، مرجحا في حديث لوكالة الأنباء العراقية استمرار هبوب العواصف الترابية خلال الشهر الجاري.

وتكررت في الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في العراق، ويعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر. وأدت آخرها إلى إغلاق مطاري بغداد والنجف الدوليين بسبب انعدام الرؤية.

ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خصوصا، بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في فصل الصيف أحيانا 50 درجة مئوية.

وحذر البنك الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من انخفاض بنسبة 20% في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.

كما حذر المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة العراقية في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية من تزايد العواصف الرملية، خصوصا بعد ارتفاع عدد الأيام المغبرة إلى "272 يوما في السنة لفترة عقدين". ورجح "أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050".

وتمثل زيادة الغطاء النباتي وزراعة غابات بأشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية بحسب الوزارة.

المصدر : الجزيرة + وكالات