حرب أوكرانيا.. زيلينسكي يتحدث عن المفاوضات مع بوتين وأزمة الغذاء تفرض نفسها وسط تقدم ميداني روسي

Service members of pro-Russian troops drive a tank along a street in Popasna
القوات الروسية والموالون لها يتقدمون في مناطق عدة بإقليم دونباس (رويترز)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ليست متحمسة للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن يتعين عليها مواجهة حقيقة أن هذا سيكون ضروريا على الأرجح لإنهاء الحرب، في حين وصف الكرملين هذه التصريحات بالمتضاربة.

وأضاف زيلينسكي، في كلمة لمؤسسة بحثية إندونيسية، أن هناك أشياء تجب مناقشتها مع الرئيس الروسي، على الرغم من أن الشعب الأوكراني ليس حريصا على التحدث إليه.

وقال إن على أوكرانيا مواجهة حقائق ما تعيشه واستعادة الحياة داخل دولة ذات سيادة، مضيفا أن روسيا لا تبدو مستعدة بعد لإجراء محادثات جدّية.

من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه لا يوجد مؤشر على استعداد روسيا للتفاوض، "بل إن الحقائق تؤكد أن الرئيس الروسي عازم على مواصلة الحرب".

وفي المقابل، وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف هذه التصريحات بالمتضاربة، وقال إن القيادة الأوكرانية تدلي باستمرار بتصريحات متناقضة؛ الأمر الذي لا يسمح لموسكو بفهم ما تريده كييف.

وأضاف أن على القيادة الأوكرانية إدراك الوضع الحقيقي، مشيرا إلى أن المفاوضات مجمدة بقرار، ووفقا للخط الذي اختاره الجانب الأوكراني.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الرئيس الروسي يحقق تقدما تدريجيا وبطيئا في أوكرانيا، لكنه ملموس.

القمح والغاز

وفي التطورات، أكد الرئيس الروسي في اتصال تلقاه من المستشار النمساوي كارل نيهامر ضرورة أن تقوم كييف بإزالة الألغام من الموانئ في أقرب وقت، لضمان إمكانية خروج السفن المحاصرة فيها.

وشدد بوتين على أن محاولات لتحميل روسيا مسؤولية العقبات التي تقف أمام توريد المنتجات الزراعية إلى الأسواق العالمية لا أساس لها.

وأشار الرئيس الروسي مجددا إلى "العقوبات الأميركية والأوروبية ضد روسيا" على أنها سبب الأزمة الغذائية.

من جهته، أعلن المستشار النمساوي أن بوتين أكد له التزام موسكو بتنفيذ العقود المبرمة بين البلدين في مجال توريد الغاز، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي أبدى استعداده لإجراء صفقة تبادل للأسرى مع الجانب الأوكراني.

في غضون ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي اليوم الجمعة إنه ناقش مع الرئيس الأوكراني الإفراج عن صادرات القمح من أوكرانيا لمعالجة أزمة الغذاء التي تهدد دول العالم الفقيرة.

وقال دراجي إن روسيا "مستعدة لتقديم مساهمة كبرى لتجاوز الأزمة الغذائية بفضل تصدير الحبوب والأسمدة إذا رفع الغرب القيود ذات الدافع السياسي".

دعم عسكري

جددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس دعم بلادها لتلبية مطلب أوكرانيا المتمثل في مدّها بأسلحة ثقيلة، من ضمنها الدبابات والطائرات. وجاء كلام الوزيرة البريطانية في مؤتمر صحفي عقدته مع نظيرها التشيكي في براغ.

وفي سياق متصل، طالب ميخائيل بودلياك مستشار الرئيس الأوكراني من وصفهم بالشركاء بتزويد بلاده بنظام "إم إل آر إس" الصاروخي.

وفي تغريدة على تويتر، نشر بودلياك صورا قال إنها تظهر سلاح قاذف اللهب الذي تستخدمه القوات الروسية في حربها على بلاده، متهما القوات الروسية باستخدام أثقل الأسلحة غير النووية ضد الأوكرانيين، وبحرق الناس وهم أحياء.

في غضون ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لتزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية بعيدة المدى، وهذا يُعدّ مطلبا أول للمسؤولين الأوكرانيين.

وأضافت الشبكة أن إدارة بايدن تميل إلى إرسال الأنظمة الصاروخية البعيدة المدى كجزء من حزمة مساعدات لأوكرانيا قد يُعلن عنها الأسبوع المقبل.

تطورات ميدانية

ميدانيا، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا سيطرتهم على مدينة "ليمان"، في منطقة كراماتورسك شمال شرقي مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس.

وقالت هيئة أركان الدفاع الإقليمية الانفصالية في دونيتسك إنها استولت بدعم من القوات المسلحة الروسية على منطقة ليمان بالكامل، وهي تقاطع مهم للسكك الحديد يفتح الطريق إلى مدن كبرى مثل سلوفيانسك وكراماتورسك.

وأعلن حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكرانية أن القوات الروسية سيطرت على الجزء الأكبر من مدينة ليمان، وأن قواتهم اتخذت مواقع جديدة، وتواصل قتالها في ظل استمرار الهجوم العنيف من القوات الروسية.

من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة بتصاعد حدة القصف الروسي على المناطق الواقعة شرقي مقاطعة ميكولايف (جنوبي أوكرانيا) انطلاقا من الجبهة الممتدة مع مقاطعة خيرسون التي تسيطر عليها القوات الروسية.

وأضاف المراسل أن أعمدة الدخان تصاعدت من مواقع عدة بالقرب من بلدتي شيفشينكا وباساد بوكروفسكي، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الأوكرانية تعزيز مواقعها على طول جبهة القتال الممتدة حتى خيرسون.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات الجنوب إن القوات الروسية حاولت التقدم عند جبهة ميكولايف-خيرسون، لكن القوات الأوكرانية تصدّت لها.

وذكرت وسائل أعلام أوكرانية نقلا عن الإدارة العسكرية في مدينة زاباروجيا أن الجيش الروسي ينقل أعدادا من القوات البرية والبحرية والجوية من القرم باتجاه المدينة، كما شوهدت قافلة من المعدات العسكرية والدبابات المصاحبة لها تمر في مدينة ميليتوبول.

وتواصل القوات الروسية هجومها من محاور عدة على مدينة سيفيرودونيتسك، في ظل تكثيف موسكو جهودها للسيطرة الكاملة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك.

وأعلن الحاكم العسكري للإدارة المحلية في لوغانسك أن القوات الأوكرانية تواصل قتالها لمنع تقدم القوات الروسية إلى مدينة سفريودونيتسك التي لا تزال تتعرض لهجوم عنيف.

إبادة جماعية

وفي الأثناء، أعلنت قيادة أركان الجيش الأوكراني أن القوات الروسية بدأت هجومًا على مدينة سلوفيانسك (شمالي دونيتسك) كما تحاول اقتحام خطوط الدفاع الأوكرانية وقطع خط الإمداد لمدينة سفريودونيتسك، قرب مدينة باخموت.

وذكرت القيادة الجنوبية التابعة للقوات الأوكرانية أن 10 أشخاص قتلوا، وأصيب 35، في قصف روسي بصواريخ "إسكندر"، استهدف ثكنة عسكرية لقوات الدفاع الوطني في مقاطعة دنيبرو بتروفسك.

واتهم الرئيس الأوكراني روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في دونباس بشرق البلاد؛ حيث تتعرض مدينة سيفيرودونيتسك لسيل من القنابل.

وقال زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون مساء أمس الخميس إن "هجوم المحتلين الحاليين في دونباس قد يجعل المنطقة خالية من السكان"، متهما الروس بالسعي إلى تحويل سيفيرودونيتسك ومدن أخرى في المنطقة إلى رماد.

المصدر : الجزيرة + وكالات