حديث أممي عن جرائم حرب.. روسيا تجهز للسيطرة على شرق أوكرانيا وجنوبها وكييف تعد بإفشال "الخطة الإمبريالية"

أعلن القائم بأعمال قائد المنطقة الوسطى للقوات المسلحة الروسية روستام مينيكايف أن هدف المرحلة الثانية من العملية الخاصة هو بسط الجيش الروسي سيطرته الكاملة على منطقة دونباس وجنوب أوكرانيا.

وقال إن ذلك سيوفر ممرًا بريًّا إلى شبه جزيرة القرم وإلى القوات الموجودة في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا.

كما رأى مينيكايف أن هناك أدلة عدة على الممارسات وسياسة الاضطهاد ضد السكان الناطقين بالروسية، وفق تعبيره. وفي أول رد فعل لها وصفت وزارة الدفاع الأوكرانية الخطة الروسية لاحتلال شرق أوكرانيا وجنوبها بالإمبريالية.

وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجانب الروسي يضع اللمسات الأخيرة على الأهداف الرئيسة لضربها شرقي أوكرانيا، وأنه يستعد لما يسمى "استفتاء" انضمام الأراضي المحتلة في منطقتي خيرسون وزاباروجيا إلى روسيا.

الطراد موسكفا

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها، الجمعة، إن بحارا لقي مصرعه وإن 27 آخرين أصبحوا في عداد المفقودين بعد غرق الطراد الروسي موسكفا الأسبوع الماضي، في حين أُنقذ 396 آخرون من أفراد طاقم الطراد الصاروخي.

وتقول موسكو إن الطراد "موسكفا" -السفينة الرئيسة بأسطولها في البحر الأسود- غرق في الأسبوع الماضي بعد أن تسبّب حريق في انفجار الذخيرة، أما أوكرانيا فتقول إنها أصابته بصاروخ مضاد للسفن.

وأطلق عمدة مدينة ماريوبول نداء جديدا لإجلاء كامل لنحو 100 ألف شخص من المدينة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك إن الجنود الأوكرانيين في أزوفستال رفضوا الجمعة عرضا روسيا لهم بالاستسلام.

وأضافت فيريشوك أن نحو ألف مدني موجودون في مصنع آزوفستال، واتهمت الجانب الروسي بعدم تأمين ممر إنساني لزيادة الضغط على القوات الأوكرانية، وفق تعبيرها.

جرائم حرب؟

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، إن هناك أدلة متزايدة على جرائم حرب روسية في أوكرانيا، بما في ذلك مؤشرات على قصف عشوائي وحوادث إعدام من دون محاكمة، في حين أشارت إلى أن أوكرانيا استخدمت على ما يبدو أسلحة ذات آثار عشوائية.

وأكدت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، الجمعة، أن تصرفات روسيا "العشوائية" في أوكرانيا قد ترقى إلى مستوى "جرائم حرب".

وأضافت في بيان أن القوات المسلحة الروسية "قصفت بشكل عشوائي" مناطق مأهولة بالسكان، وأسفر القصف عن مقتل مدنيين وتدمير المستشفيات والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية، وأكدت أن هذه الأعمال "قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب".

ودعت باشليه جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ولا سيما القواعد التي تحكم سير الأعمال العدائية.

وقالت "خلال هذه الأسابيع الثمانية، لم يتم تجاهل القانون الإنساني الدولي فحسب، بل تم رفضه على ما يبدو".

وطلب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي -الجمعة- ضمان وجود ممرات إنسانية في ماريوبول المحاصرة، لمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي.

وكتب على تويتر "اتصال بالرئيس بوتين. طالبت بأن تفتح ممرات إنسانية في ماريوبول والمدن المحاصرة الأخرى فورا، لا سيما تزامنا مع عيد الفصح الأرثوذكسي".

وأعلن الكرملين الجمعة أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيزور الأسبوع المقبل روسيا حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، في أول اجتماع بينهما منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، "الثلاثاء الموافق 26 أبريل/نيسان سيصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى موسكو لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وسيستقبله أيضًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأكدت الأمم المتحدة أن أمينها العام سيلتقي بوتين الأسبوع القادم.

المصدر : الجزيرة + وكالات