لوبوان: في حربه على أوكرانيا.. بوتين يطلق العنان لـ"جزار حلب"

Russian President Vladimir Putin attends the joint drills of the Northern and Black sea fleets on board the Russian guided missile cruiser Marshal Ustinov in the Black Sea
دفورنيكوف (يمين) برفقة قائد الجيش (وسط) وبوتين (رويترز)

قالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن الجنرال ألكسندر دفورنيكوف -الذي عين ليتولى قيادة "العملية الخاصة" التي يخوضها الجيش الروسي في أوكرانيا- قد اشتهر باستخدامه المكثف للقصف ضد المدنيين، وهو يتمتع بسمعة سيئة بسبب تدميره حلب خلال الحملة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2015 في سوريا.

وبشيء من السخرية أوضحت المجلة في تقرير لمارك نيكسون أن الجنرال -الذي يحمل على صدره وسام بطل روسيا، وهو أعلى وسام في البلاد منحه له بوتين عام 2016- نسي أن يضع في النجمة الذهبية التي تزين كتفه رقمين للتوضيح، وهما أنه تم على يديه تنفيذ 9 آلاف قصف جوي في سوريا وسقط بأوامره 25 ألف ضحية مدنية.

وذكرت المجلة أنه بموجب أوامر دفورنيكوف (60 عاما) تمت تسوية المدينة الثانية في سوريا -والتي كان يسكنها 3 ملايين نسمة- بالأرض، ولم تستثن المستشفيات والأسواق والمباني السكنية والمدارس.

ومنذ ذلك التاريخ -كما يقول الكاتب- أطلق على هذا الضابط المنحدر من أقصى الشرق الروسي "جزار حلب"، ولم يكن يهمه سوى شيء واحد هو استسلام الثوار في أكثر المعارك دموية في الثورة السورية، وإعادة الدكتاتور بشار الأسد إلى منصبه، ليعلن في مقابلة نادرة مع صحيفة روسية عام 2016 أنه "تم تجنب تفكك سوريا".

جائزة ليوم 9 مايو/أيار

وها هو دفورنيكوف يعود مرة أخرى على رأس القيادة بعد هزيمة القوات الروسية في مواجهة المقاومة الأوكرانية في كييف، وقد عينه بوتين -كما يرى الكاتب- لتولي "عمليته الخاصة" بعدما يقارب شهرين من القتال عندما شعر زعيم الكرملين بالحاجة إلى رجل ذي خبرات متعددة قادر على إعادة تنظيم جيش في حالة انسحاب بعد أن فقد 7 من جنرالاته.

ويتولى دفورنيكوف منصبه في لحظة حاسمة حسب الكاتب، وتتمثل مهمته في تقديم جائزة ليرفعها بوتين يوم 9 مايو/أيار ذكرى الانتصار على النازيين عام 1945، وهي ذكرى مقدسة في نظر زعيم الكرملين، ولا سيما أن إخضاع "النازيين الأوكرانيين" كما تسميهم السلطات الروسية سيكون له أفضل تأثير على مواطنين اعتادوا في ذلك اليوم استعادة ذكرى قتلى الحرب العالمية الثانية.

ولخص الكاتب في ختام تقريره الأهداف التي أنيط تحقيقها بدفورنيكوف الذي دعي إلى "تحرير" نهر الدونباس، وهي إسقاط ماريوبول المدينة الساحلية المحاصرة منذ بداية الصراع والتي تناثرت فيها آلاف الجثث، ثم مدينة خاركيف ثاني مدينة في أوكرانيا، والتي تعرضت للقصف بلا هوادة، ثم استسلام مدينة كراماتورسك الواقعة شمال دونيتسك التي سقط صاروخ في محطة القطارات الكائنة فيها وأدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصا، وباختصار احتلال شرق أوكرانيا بالكامل من شبه جزيرة القرم التي تم ضمها في عام 2014 والسيطرة على بحر آزوف أو حتى البحر الأسود إذا سقطت مدينة أوديسا هي الأخرى.

المصدر : لوبوان