أوكرانيا تعتبر استعادة دونباس والقرم من ثوابتها ولافروف: مئات الجنود الأميركيين موجودون في أوكرانيا

أفاد مراسل الجزيرة بإعلان حالة تأهب جوي اليوم الأربعاء في مدن أوكرانية. وبينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تقترب من الانتصار على "العدو الروسي"، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مئات من الجنود الأميركيين موجودون في أوكرانيا.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية أن السلطات أعلنت حالة التأهب الجوي في كييف ومقاطعات زاباروجيا وخيرسون وميكولايف وأوديسا جنوبي البلاد تحسبا لهجمات روسية جديدة بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.

وأمس الثلاثاء، قال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو إن روسيا قد تستخدم القذائف وصواريخ كروز في هجوم واسع النطاق ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة التي توافق السبت المقبل.

من جانبه، قال الجيش الأوكراني إنه تصدى لمحاولات تقدم القوات الروسية على أكثر من محور اليوم الأربعاء في مقاطعة زاباروجيا (جنوب).

وأكدت الإدارة العسكرية الأوكرانية في زاباروجيا أن قواتها تمسك بخطوط الجبهات في المقاطعة وتصد محاولات تقدم للقوات الروسية على أكثر من محور.

وأشارت إلى أن القوات الروسية قصفت البنية التحتية المدنية في 11 منطقة وبلدة في زاباروجيا.

في المقابل، بثت وزارة الدفاع الروسية لقطات لما قالت إنه هجوم جوي استهدف مواقع أوكرانية لم تكشف عنها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مروحياتها دمرت مواقع قيادة مموهة وعتادا للقوات المسلحة الأوكرانية.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات المدفعية والصواريخ الروسية دمرت مقر قيادة لقوات الاحتياط الأوكرانية في مدينة كراماتورسك، مشيرا إلى تنفيذ هجمات على مواقع أوكرانية في زاباروجيا وكوبيانسك بمقاطعة خاركيف.

جنود أميركيون

ففي تصريح يعد الأول من نوعه، قال وزير الخارجية الروسي إن مئات من الجنود الأميركيين موجودون في أوكرانيا.

وذكر لافروف في مقابلة مع قناة "روسيا 1″، اليوم الأربعاء، أن "الولايات المتحدة أوضحت عبر القنوات الدبلوماسية مطولا أنها لا تخطط لإرسال متخصصين أميركيين إلى أوكرانيا مع أنظمة دفاعها الجوي من طراز باتريوت".

واتهم لافروف الولايات المتحدة بأنها لا تسمح لأوكرانيا بإجراء محادثات سلام بهدف استنزاف روسيا.

وشدد الوزير الروسي على أن بلاده ليست لديها رغبة في التواصل مع الغرب حاليا، وأنها تعمل على "تحرير" أراضي المناطق الأربع التي انضمت إلى روسيا مؤخرا، على حد قوله.

تحذيرات روسية

بدوره، اتهم أوليغ سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) بأنه يوزع من خلال أوكرانيا ما وصفها بالأسلحة الإلكترونية بشكل "محفوف بالمخاطر" على المجتمع الدولي.

وحذر سيرومولوتوف في تصريح صحفي نقلته قناة "روسيا اليوم" من أن تصرف الناتو محفوف بعواقب لا يمكن التنبؤ بها تقع على جميع أعضاء المجتمع الدولي، وأنه إذا كانت روسيا اليوم هي الهدف ففي الغد ستكون أي دولة أخرى معارضة لواشنطن مكاننا.

وفي وقت سابق، ذكر الدبلوماسي الروسي أن عدد الهجمات الإلكترونية ضد المراكز المعلوماتية الروسية زاد بعد بدء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن هذه الهجمات مصدرها بشكل رئيسي بلدان أميركا الشمالية والاتحاد الأوروبي.

وفي مايو/أيار الماضي كشفت وزارة الخارجية الروسية أن أوكرانيا ساعدت المخابرات الأميركية في تعبئة "جيش إلكتروني" بهدف إلحاق ضرر بالبنية التحتية لروسيا وحلفائها، كما اتهمت واشنطن بالعمل على زيادة التطوير العسكري للفضاء المعلوماتي لأوكرانيا.

تصريحات زيلينسكي

سياسيا، تعهد الرئيس الأوكراني بمواصلة إعداد قوات الدفاع والأمن الأوكراني للعام المقبل، مشددا على أن بلاده وحدت الاتحاد الأوروبي، وهي "تقترب من النصر على العدو الروسي".

وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستعيد الحياة إلى طبيعتها في دونباس وشبه جزيرة القرم، حسب وصفه، مؤكدا أن قوات بلاده استعادت السيطرة على أكثر من 1800 منطقة سكنية من يد الجيش الروسي.

من جانبه، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية إن ثوابت بلاده تتمثل في استعادة دونباس وشبه جزيرة القرم وكافة الأراضي التي استولت عليها روسيا.

وأضاف أن روسيا بدأت حربا لقتل المدنيين والاستيلاء على الأراضي، وما عدا ذلك من مبررات روسية هو محض كذب، على حد وصفه.

وفي موضوع آخر، قال زيلينسكي إن "قلة من المدنيين" لا يزالون يعيشون في بلدة باخموت، بعد أن كان يعيش فيها 70 ألف شخص العام الماضي.

وتحاول القوات الروسية والقوات شبه العسكرية التابعة لمجموعة فاغنر منذ الصيف الاستيلاء على باخموت دون جدوى، مما أدى إلى تسجيل خسائر فادحة في كلا الجانبين ودمار كبير.

وأضاف زيلينسكي لا يوجد مكان في المدينة لم تلطخه الدماء، ولا تمر ساعة دون دوي المدفعية الرهيب، مرفقا منشوره بعدة صور تظهر مدى الضرر الذي أصاب بالمدينة.

شروط موسكو للسلام

بدوره، نفى الكرملين اليوم الأربعاء وجود خطة سلام لدى أوكرانيا حتى الآن، متهما كييف بأنها لا تأخذ ما سماها حقائق اليوم في الاعتبار.

وأكد الكرملين رفضه أي خطة سلام مع أوكرانيا لا تعترف بانضمام "المناطق الأربع الجديدة" إلى روسيا، في إشارة إلى مناطق دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون التي أعلنت موسكو ضمها قبل أشهر بعد إجراء استفتاء رفضت نتائجه كييف وحلفاؤها الغربيون.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو لبحث القضايا الأمنية في أوكرانيا وغيرها من القضايا الإستراتيجية الكبرى.

وقال لافروف -في تصريحات له من موسكو- إنه لا يمكن التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلا إذا أدركت واشنطن "سلبية سلوكها الحالي"، وفق تعبيره.

وأضاف أنه لا بدائل لبناء علاقات الاحترام المتبادل مع روسيا في أوكرانيا، مطالبا واشنطن بالتخلي عن مواقفها الراهنة تجاه بلاده.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية لا تستطيع عقد قمة سلام بشأن أوكرانيا دون موافقة جميع الأطراف، وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا التي اشترط فيها أن تواجه روسيا محكمة جرائم الحرب قبل أن تجري محادثات مباشرة مع بلاده.

وتدخل الحرب بين روسيا وأوكرانيا شهرها الـ11 ولا يزال الأمل ضئيلا في وقفها عبر الحلول الدبلوماسية كما تشير إلى ذلك تصريحات مسؤولي الدولتين المتناقضة في رؤيتهما لوقف القتال.

دعم فرنسي

دوليا، أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو الأربعاء خلال زيارته الأولى إلى كييف، أنه يريد العمل على تلبية الاحتياجات العسكرية الأوكرانية "للأسابيع المقبلة".

وقال لوكورنو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إنه أجرى نقاشات مع نظيره الأوكراني حول "الوضع التكتيكي والإستراتيجي" على الأرض، و"احتياجات الجيش الأوكراني للأسابيع المقبلة".

وأشار الوزير الفرنسي إلى صندوق جديد بقيمة 200 مليون يورو، يسمح لأوكرانيا بشراء معدات مباشرة من الصناعيين الفرنسيين، بحسب أولوياتها في التصدي للجيش الروسي.

المصدر : الجزيرة + وكالات