بإمكانها مشاهدة البث والتحكم به.. شركة إسرائيلية تطور تكنولوجيا للتجسس على كاميرات المراقبة

A Surveillance camera is seen at the Mount of Olives with an Israeli flag in the background on May 16, 2012 in Jerusalem, Israel. gettyimages-1349953768
بمقدور التكنولوجيا الجديدة اختراق البث الحي لكاميرات المراقبة ومشاهدته (غيتي)

القدس المحتلة- تمكنت شركة السايبر الإسرائيلية "توكا" (Toka) -التي يملكها وزير الأمن الإسرائيلي السابق إيهود باراك- من تطوير تكنولوجيا قادرة على رصد مواقع الكاميرات مراقبة وشبكة الكاميرات في منطقة جغرافية محددة.

وبمقدور التكنولوجيا الجديدة التي طورتها الشركة الإسرائيلية، اختراق برامج الحصانة والحماية لهذه الكاميرات ومشاهدة البث الحي عبرها، ويمكنها كذلك تغيير البث الحي وتضليل الذين يشاهدونه، ومن ثم إجراء عملية مونتاج لتسجيلات هذه الكاميرات، حسبما أفاد تقرير لصحيفة "هآرتس" (Haaretz) الإسرائيلية.

ويستدل من وثائق داخلية للشركة -التي أسسها باراك عام 2018، والتي لديها مكاتب في تل أبيب وواشنطن- أن القدرات التكنولوجية التي طورتها الشركة تتجاوز ذلك بكثير، حسب ما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية.

ووفقا لهآرتس، فإن الشركة الإسرائيلية تبيع القدرات التكنولوجية التي ابتكرتها وطورتها لأجهزة شرطة، وجيوش ووكالات إنفاذ القانون والأمن القومي، وأجهزة استخبارات في أنحاء العالم.

صفقات ومعلومات

وأظهرت الوثائق والمستندات التي تناولتها الصحيفة أن إسرائيل من زبائن شركة التكنولوجيا توكا، إذ أبرمت صفقات مع وزارة الأمن الإسرائيلية بقيمة 6 ملايين دولار، على أن يتم توسيع الأنشطة التجارية للشركة مع الوزارة الإسرائيلية بصفقة جديدة تقدر بمليون دولار.

وكشفت وثائق توكا عن أن الشركة أبرمت صفقات مع إسرائيل وأميركا وألمانيا وأستراليا، وكذلك مع سنغافورة، كما أجرت الشركة اتصالات مع قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي وجهاز استخبارات أميركي.

وتعمل التكنولوجيا التي طورتها توكا في مجال أوسع من التكنولوجيا التي طورتها شركات سايبر إسرائيلية، مثل شركة "إن إس أو غروب" (NSO GROUP) و"كانديرو" (Candiru) المتخصصتين في اختراق الهواتف الذكية والتجسس على حامليها، حيث تجمع "بين السايبر الهجومي وجمع معلومات استخباراتية مكشوفة ومراقبتها".

اختراق وتجسس

وتستخدم شركة توكا أدوات خاصة تمكن التكنولوجيا التي طورتها من اختراق مجسات مرتبطة بالإنترنت، من أجل جمع معلومات استخباراتية لأغراض عملياتية، سواء معاينة وتحديد منطقة جغرافية معينة في خريطة أو رصد كاميرات المراقبة المنتشرة في المكان، إلى جانب مشاهدة بث الفيديو في الكاميرات والتحكم به.

وبمقدور التكنولوجيا الإسرائيلية الجديدة أيضا الارتباط بأجهزة ذكية في السيارات لتحدد موقعها ومسارها ووجهتها، كما أنه بمقدور زبائن الشركة أن يشاهدوا بشكل سري البث الحي لكاميرات المراقبة، وأيضا تصفح أرشيف الفيديوهات، وكذلك إجراء تضليل فيهما بهدف إخفاء عمليات ميدانية وثقتها الكاميرات.

وتتميز تكنولوجيا توكا أيضا بالقدرة على محو أي أثر لها من تسجيلات الكاميرات التي تخترقها، وقدرتها على إعادة مونتاج التسجيل المصور، وتشويش البث الحي والمضمون والمحتوى المصور، وذلك من دون إبقاء أي أثر رقمي، وذلك خلافا لاختراق الهواتف الذكية ببرامج -مثل "بيغاسوس" (Pegasus)  و"بريداتور" (Predator)- التي تبقي وراءها أثرا للاختراق يمكّن من التعرف على هوية منفذه.

تداعيات وانعكاسات

وأوضحت هآرتس أن هذه القدرات التكنولوجية الجديدة -التي طورتها توكا- لم يكن بالإمكان تخيلها في السابق، ومجرد وجودها وتداولها واستعمالها يثير الكثير من الأسئلة الشائكة والصعبة، لتداعياتها وانعكاساتها على حقوق الإنسان.

ولا تستبعد الصحيفة -عبر هذه التكنولوجيا- أن يُدان شخص بجرائم لم يرتكبها، وأيضا التستر على جرائم أو إخفاء جريمة ارتكبت بالفعل، كذلك إعادة مونتاج أحداث موثقة بشكل مضلل ومزيف.

يذكر أن إيهود باراك شارك في تأسيس توكا، إلى جانب كل من الرئيس السابق لهيئة السايبر في الجيش الإسرائيلي يارون روزين، وضابطين من وحدة السايبر الدفاعي، كما يستثمر في هذه الشركة رجل الأعمال أندرسون هوروفيتش، وصندوق رأس مال كان بين المستثمرين في "فيسبوك" (Facebook).

المصدر : الجزيرة