موسكو تحذّر من صدام مباشر مع واشنطن وأوكرانيا تعلن مقتل 150 جنديا روسيا

Daily life in Ukraine
آثار الدمار في بعض مباني العاصمة الأوكرانية كييف من قصف روسي سابق (الأناضول)

صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه عاد من واشنطن بنتائج جيدة ودعم مالي، في حين حذرت الخارجية الروسية من الصدام المباشر مع واشنطن وتحدث الكرملين عن إحراز تقدم كبير في نزع سلاح أوكرانيا.

وقال زيلينسكي إن زيارته لواشنطن جاءت بنتائج جيدة ودعم مالي إلى جانب اتفاقيات أخرى قال إنه سيدلي بالمزيد عنها لاحقا، وشكر الرئيس الأميركي جو بايدن "على مساعدته وتصميمه على النصر"، كما شكر الكونغرس الأميركي بمجلسيه وحزبيه على دعمهم لأوكرانيا، حسب قوله.

من جهتها، انتقدت روسيا زيارة الرئيس الأوكراني لأميركا وقال السفير الروسي في واشنطن إن "زيارة زيلينسكي أظهرت أن واشنطن وكييف غير مستعدتين للسلام وتهدفان للحرب".

كما نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن السفير الروسي قوله إن مخاطر الصدام بين روسيا والولايات المتحدة مرتفعة وإنهم أبلغوا واشنطن أن أنظمة باتريوت التي تعتزم أميركا تسليمها لكييف "ستكون أهدافا مشروعة" لضربات الجيش الروسي.

بدوره، اعتبر الكرملين أن "سياسة الولايات المتحدة استفزازية إلى حد كبير"، ونفى وجود أي اتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبايدن.

وأضاف في بيان أن أي نزاع يحل على طاولة المفاوضات لكن الأمر يتعلق أولا بإكمال ما وصفها بالعملية العسكرية الخاصة وتحقيق أهدافها، وقال إنهم سمعوا تصريحات زيلينسكي بشأن التسوية السلمية "لكنها جاءت دون مراعاة الحقائق الحالية".

وأكد الكرملين أن روسيا أحرزت تقدما كبيرا في تحقيق هدف نزع السلاح في أوكرانيا.

A Ukrainian serviceman prepares an anti-tank grenade launcher to shoot at a frontline in Donetsk Region
جندي أوكراني يتأهب لإطلاق قذيفة على الجيش الروسي الذي يواصل هجماته على دونيتسك (رويترز)

من جهته، أكد مدير دائرة أميركا الشمالية بالخارجية الروسية ألكسندر دارتشييف أنه لن يكون هناك أي تفاوض جدي حول الضمانات الأمنية دون الاعتراف بالواقع على الأرض الذي حددته روسيا.

وقال دارتشييف -في تصريح لوكالة تاس الروسية للأنباء- إن من السابق لأوانه بدء أي مفاوضات جدية حول الضمانات الأمنية في ما يتعلق بأوكرانيا والمنطقة اليورو أطلسية "قبل أن يتوقف ضخ الأسلحة لنظام زيلينسكي وسحب عسكريي ومرتزقة ومدربي أميركا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقبل الاعتراف بالواقع على الأرض الذي حددته روسيا".

وأشار دارتشييف إلى أن موسكو قامت قبل عام بما وصفها بمحاولة نزيهة للاتفاق، حيث وضعت على الطاولة مشروعين لوثيقتين ملزمتين قانونيا بشأن الضمانات الأمنية من قبل الولايات المتحدة والناتو.

وأضاف أن العملية العسكرية الخاصة إجراء اضطراري أحبط سيناريو الإبادة للروس على الأراضي الأوكرانية السابقة، على حد تعبيره. وشدد على أنه في هذه الظروف لا توجد لدى موسكو ثقة بالولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أمل موسكو بأن تصغي واشنطن لصوت العقل، وألا تدفع بالأمور نحو صدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة.

واتهم دارتشييف الولايات المتحدة بأنها هي التي أطلقت آلة تدمير العلاقات الثنائية مع روسيا، موضحا أن موسكو لا تعتزم  قطعها بمبادرة منها، لكنها لن تتسامح مع الاستفزازات المتعمدة التي لا تترك لها خيارا آخر، على حد قوله.

بدوره، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحقيق جميع أهداف بلاده في أوكرانيا، وقال إن كل الصراعات تنتهي بالدبلوماسية، متهما واشنطن بالسعي لإطالة أمد الحرب.

وعقب زيارة وصفت بالتاريخية للرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة، تخللها الإعلان عن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بينها منظومات صواريخ باتريوت، أكد بوتين أن المنظومة قديمة وأقلُ كفاءة من المنظومة الروسية "إس 300″، وتعهد بتدميرها حال نقلها إلى أوكرانيا.

وأكد بوتين أن روسيا تريد إنهاء الحرب وأنها مستعدة للتفاوض، ولكن القيادة الأوكرانية هي التي منعت نفسها من التفاوض، حسب قوله.

اعتقالات

وفي إطار آخر، أعلن جهاز أمن الدولة الفدرالي الروسي اعتقال عدد من المواطنين الروس والأوكرانيين بتهمة التعامل مع الاستخبارات الأوكرانية.

وقال في بيان إن الاعتقال وقع في إقليم بريموريه والمقاطعة اليهودية في شرقي روسيا وكذلك في مقاطعة روستوف بجنوب غربي روسيا وإن المتهمين يواجهون قضايا متعلقة بالتجسس وخيانة الدولة.

مقتل عشرات الجنود الروس

على الصعيد الميداني، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية مقتل 150 جنديا روسيا وإصابة 50 في قصف لقواتها على مطار لتجمع القوات الروسية في كاخوفكا بمنطقة خيرسون جنوبي البلاد.

وقالت إن القصف الأوكراني على المطار تسبب في تدمير 20 وحدة من المعدات العسكرية من مختلف الوحدات.

وفي ميكولايف وسكادوفسكي، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إنها قصف تجمعات روسية، وأسفر القصف عن إصابة 140 جنديا روسيا، وتدمير 8 شاحنات ذخيرة من نوع كاماز.

وعلى ضفتي نهر دنيبرو، أكدت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية استمرار القصف المتبادل بالمدفعية الثقيلة، واتهمت القوات الروسية بشن عشرات الهجمات الصاروخية على طول خطوط التماس بميكولايف وزاباروجيا جنوب البلاد.

كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية، في بيان نشرته في صفحتها على فيسبوك وأوردته وكالة الأنباء الأوكرانية اليوم الجمعة، إن قوات الدفاع الأوكرانية صدّت هجمات روسية قرب 19 مستوطنة سكنية في مناطق "سومي" و"خاركيف" و"دونيتسك" خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال البيان "شن العدو 6 هجمات صاروخية و6 غارات جوية، لا سيما على أهداف مدنية في منطقة خاركيف، ومنطقة دنيبروبيتروفسك، وفتح العدو أيضا النار باستخدام نظام الصواريخ المتعدد الانطلاق (إم إل آر إس) أكثر من 70 مرة".

وأضافت الوكالة الأوكرانية أن سلاح الجو الأوكراني شن أمس الخميس 8 ضربات على مجموعات من أفراد العدو والذخيرة والمعدات العسكرية، ودمر 3 أنظمة دفاع جوي روسية ومجموعة طائرات مسيرة.

وكان الجيش الأوكراني أعلن أمس الخميس استعادته السيطرة الكاملة على مدينة باخموت في شرق البلاد، وقال إن المدينة تتعرض لقصف مكثف بالصواريخ بعد إخراج القوات الروسية.

وفي تصريح لافت لرئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف، في مؤتمر صحفي أمام الملحقين العسكريين الأجانب في موسكو، قال إن القوات الروسية أصابت أكثر من 1300 هدف حيوي في أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية في فبراير/شباط الماضي.

المصدر : وكالات