انطلاق القمة الأميركية الأفريقية.. واشنطن تتعهد بدعم بالمليارات وتحذر من نفوذ روسيا والصين

وزير الدفاع الأميركي (الثاني يمين) يتحدث خلال منتدى على هامش القمة التي تستمر 3 أيام (الأوروبية)

انطلقت أمس الثلاثاء في واشنطن القمة الأميركية الأفريقية الثانية، وسط تحذير أميركي من تنامي نفوذ روسيا والصين في القارة السمراء.

وستركز القمة في يومها الثاني على زيادة التجارة والاستثمار في الاتجاهين بين الجانبين، وبالتوازي سيشهد منتدى الأعمال الأميركي الأفريقي اجتماع رؤساء تنفيذيين وقيادات القطاع الخاص من أكثر من 300 شركة أميركية وأفريقية مع رؤساء الوفود لتحفيز الاستثمار في قطاعات حيوية كالصحة والبنية التحتية والطاقة.

ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن 49 من الزعماء الأفارقة ومفوضية الاتحاد الأفريقي إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لحضور القمة التي تستمر 3 أيام، وهذه هي القمة الثانية بين الجانبين بعد القمة الأولى التي استضافها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عام 2014.

وينظر كثير من المراقبين إلى هذا اللقاء باعتباره مبادرة أميركية لإحداث توازن مع الدورين الصيني والروسي في القارة الأفريقية.

وتناقش القمة العديد من الملفات والقضايا المشتركة، كما تتناول النزاعات والأمن في أفريقيا، وتعقد فيما تحاول الولايات المتحدة استعادة نفوذها في أفريقيا، خصوصا في مواجهة النفوذ الصيني، ولطالما اتُّهمت واشنطن بإهمال القارة.

وخلال منتدى منتدى السلام والأمن والحوكمة الذي عقد أمس الثلاثاء على هامش القمة الأميركية الأفريقية في واشنطن بحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن القادة الأفارقة من أن ممارسات روسيا والصين تزعزع الاستقرار في أفريقيا، وفق تعبيره.

وقال أوستن إن الصين تحاول أن تعزز وجودها وتوسع وجودها الاقتصادي "الغامض" في أفريقيا لممارسة التأثير السياسي في القارة. وبشأن روسيا، قال وزير الدفاع الأميركي إن موسكو تبيع الأسلحة للمتحاربين في أفريقيا وتوظف المرتزقة فيها.

من جانبه، قال بلينكن إن الإستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه أفريقيا تتلخص بكلمة واحدة هي "شراكة".

ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الأميركي أمام القمة، كما سيشارك في منتدى الأعمال الأميركي الأفريقي، حيث من المتوقع أن يلقي كلمة يؤكد فيها على ضرورة تعزيز دور القارة الأفريقية على الساحة الدولية عبر منحها مقعدا في مجلس الأمن الدولي، ويدعو إلى تمثيل الاتحاد الأفريقي في قمة مجموعة العشرين بشكل رسمي.

The U.S.-Africa Leaders Summit 2022 is held in Washington
بلينكن (يسار) خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (رويترز)

مساعدات أميركية

وقبيل انطلاق القمة الأميركية الأفريقية، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التزام واشنطن بتقديم 55 مليار دولار لأفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وبتعيين ممثل خاص تناط به مهام تنفيذ البرامج المعتمدة خلال القمة.

وقال سوليفان إن هذه الأموال -التي سيتم الكشف عن كيفية توزيعها خلال القمة- ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ.

وأمس الثلاثاء، أعلنت إدارة بايدن عن منح 4 مليارات دولار بحلول عام 2025 للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في أفريقيا بعد جائحة كورونا.

وقال رئيس جزر القمر عثمان غزالي في مقابلة مع الجزيرة إن احتياجات أفريقيا أكثر بكثير من مبلغ 55 مليار دولار الذي خصصته الولايات المتحدة لدول القارة، لكنه أشار إلى أن الأهم هو وضع الآليات المناسبة للاستفادة من تلك الأموال.

وأضاف غزالي أن القمة الأميركية الأفريقية في واشنطن تشكل استئنافا للعمل المتعدد الأطراف.

وردا على سؤال عن موقف الدول الأفريقية من الحرب الروسية على أوكرانيا، قال رئيس جزر القمر إن الموقف الأفريقي يدعم أوكرانيا ويشجب ما فعلته روسيا من موقع الضمير وليس بالضرورة اتساقا مع الموقف الأميركي، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات