خفض إنتاج النفط.. واشنطن تندد وموسكو تتهم الأميركيين ببث الفوضى في سوق الطاقة

نددت وزيرة الخزانة (المالية) الأميركية جانيت يلين بقرار مجموعة "أوبك بلس" (OPEC Plus) بشأن خفض إنتاج النفط، وسط مساع داخل مجلس الشيوخ الأميركي لإقرار مشروع قانون "نوبك" (NOPEC) الذي يضغط على المجموعة، في وقت أشاد فيه الكرملين بقرار خفض الإنتاج، متهما واشنطن.

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية -اليوم الأحد- أن جانيت يلين وصفت قرار مجموعة "أوبك بلس" المتعلق بخفض إنتاج النفط بأنه "غير مفيد وغير حكيم" بالنسبة للاقتصاد العالمي وخاصة الأسواق الناشئة.

وقالت يلين -في تصريحات للصحيفة- "نحن قلقون للغاية بشأن الدول النامية والمشاكل التي تواجهها".

وخلال الأيام القليلة الماضية، توالت تصريحات غاضبة من أعضاء كبار في الكونغرس تندد بقرار مجموعة "أوبك بلس"، مع تأييدهم لتمرير مشروع قانون "نوبك" الذي حصل على موافقة اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ مايو/أيار الماضي.

مقاضاة أوبك بلس

وفي حال تمرير قانون "نوبك"، فإنه سيعطي المدعي العام الأميركي خيار مقاضاة الدول الأعضاء في "أوبك بلس" أمام محكمة فدرالية أميركية، ويجمع تكتل "أوبك بلس" الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إضافة إلى منتجي نفط مستقلين أبرزهم روسيا.

وضغط البيت الأبيض بشدة لمنع خفض الإنتاج، إذ يسعى الرئيس جو بايدن للحيلولة دون ارتفاع أسعار البنزين مرة أخرى قبل انتخابات التجديد النصفي التي يحاول فيها حزبه الديمقراطي الحفاظ على هيمنته على الكونغرس.

وكان تحالف "أوبك بلس" وافق -خلال اجتماع في فيينا الأربعاء الماضي- على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في تحرك قد يكون الأكبر حتى الآن منذ تفشي أزمة كورونا لمعالجة الضعف بأسواق النفط.

الموقف الروسي

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه من الرائع أن "يتصدى هذا العمل المتوازن الرصين المدروس من جانب الدول التي تتخذ موقفا مسؤولا داخل أوبك إزاء تصرفات الولايات المتحدة".

ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيسكوف قوله "هذا على الأقل يتصدى للفوضى التي يسببها الأميركيون".

واعتبر المتحدث باسم الكرملين أن الولايات المتحدة بدأت تفقد صوابها بسبب قرار "أوبك بلس" خفض إنتاج النفط.

ونقلت وكالة "تاس" عن بيسكوف أن واشنطن تتلاعب باحتياطاتها النفطية، وأن هذه اللعبة لن تحقق أي نتيجة إيجابية، حسب قوله.

وأضاف المسؤول الروسي أن الاتحاد الأوروبي سيشعر بالعواقب السلبية للتخلي عن موارد الطاقة الروسية لمدة 10 أو 20 سنة قادمة.

ورأى المتحدث باسم الكرملين أن العمل في إطار "أوبك بلس" يحاول أن يحقق التوازن مع -ما سماها- "الفوضى التي تخلقها واشنطن في سوق الطاقة العالمي".