مع استمرار التقدم الأوكراني ميدانيا.. الأمم المتحدة تدين قرارات الضم الروسي وزيلينسكي: الخطوة "صفعة عالمية مدوية" لروسيا

The monitors at the United Nations General Assembly hall display a vote to resolution condemning the annexation of parts of Ukraine amid Russia's invasion of Ukraine, at the United Nations Headquarters
الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت لإدانة روسيا بغالبية 143 صوتا وامتناع 35 دولة عن التصويت (رويترز)

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء بأغلبية كبيرة مشروع قرار يدين ضم روسيا "غير القانوني" مناطق أوكرانية بعد أن استخدمت موسكو حق النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولي.

يتزامن ذلك مع تعهد مجموعة من الدول الغربية -في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا- بتزويد كييف بمزيد من الأسلحة، بما فيها أنظمة متطورة للدفاع الجوي.

وقد اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن نتيجة التصويت بالجمعية العامة بمثابة "رسالة واضحة" إلى روسيا بأنها لا يمكنها أن تمحو دولة ذات سيادة من الخريطة.

كما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن التصويت بإدانة روسيا يشكل تذكيرا قويا بأن معظم الدول تقف مع أوكرانيا.

أما الرئيس الأوكراني فقال إن نتيجة التصويت "صفعة عالمية مدوية" لروسيا.

واعتمدت الجمعية العامة القرار بأغلبية 143 صوتا مقابل 5 دول صوتت ضده، لكن 35 دولة امتنعت عن التصويت، من بينها الصين والهند وجنوب أفريقيا وباكستان، رغم الجهود الدبلوماسية الأميركية الكبيرة.

ويدين القرار "تنظيم روسيا الاتحادية استفتاءات مزعومة داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا" و"محاولة الضم غير القانوني" التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي لـ4 مناطق أوكرانية.

ويدعو كل وكالات الأمم المتحدة والوكالات الدولية إلى عدم الاعتراف بأي تغييرات أعلنتها روسيا للحدود، ويطالب موسكو "بالتراجع الفوري وغير المشروط" عن قراراتها.

مزيد من الأسلحة

وقد تعهدت مجموعة من الدول الغربية -في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا- بتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة والذخائر تشمل أنظمة للدفاع الجوي.

فقد تعهد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بتوفير منظومات دفاع جوي لكييف في أسرع وقت ممكن. وقال إن بلاده ملتزمة بدعم أوكرانيا على المدى الطويل بكل ما تحتاجه، مضيفا أن أعضاء مجموعة الاتصال الخاصة بهذا الأمر متفقون بشأن ذلك.

وفي الإطار نفسه، قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن إدارة الرئيس جو بايدن ستواصل العمل لمد أوكرانيا بوسائل للدفاع الجوي لتمكينها من حماية نفسها.

كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الخميس أنها ستزود أوكرانيا بصواريخ إضافية مضادة للطائرات، بما في ذلك، وللمرة لأولى، ذخيرة قادرة على إسقاط صواريخ كروز.

وقالت الوزارة -في بيان لها- إنها ستزود كييف "في الأسابيع المقبلة" بصواريخ "آمرام" لاستخدامها من قبل نظام الدفاع الجوي "ناسامس" الذي تعهدت واشنطن بتزويد أوكرانيا به.

كما ستقدّم المملكة المتّحدة، بحسب البيان، إلى أوكرانيا 18 مدفع هاوتزر، تضاف إلى 64 مدفعا مماثلا سبق لكييف أن تسلّمتها من لندن.

بدورها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت إن بلادها سترسل 3 وحدات إضافية من نظام "آيريس تي" للدفاع الجوي إلى أوكرانيا.

كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستسلم كييف رادارات وأنظمة دفاع جوي خلال الأسابيع المقبلة، مضيفا أن فرنسا تعمل بالتعاون مع الدانمارك لتأمين شحنات إضافية من مدافع هاوتزر للقوات الأوكرانية.

أما كندا فأعلنت أمس الأربعاء أنها ستقدم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 34 مليون دولار تشمل قذائف مدفعية وأنظمة اتصال عبر الأقمار الاصطناعية وملابس شتوية وطائرات مسيرة مزودة بكاميرات عالية الدقة.

تقدم ميداني

ميدانيا، أعلنت أوكرانيا أمس الأربعاء استعادة مناطق جديدة في جنوب البلاد وشرقها، في حين قالت روسيا إن قواتها صدت هجمات بمناطق عدة.

وقد واصلت القوات الروسية لليوم الرابع على التوالي حملتها الجوية والصاروخية على الأهداف المدنية الأوكرانية.

وأكد رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون استعادة السيطرة على 5 بلدات في المنطقة، وهي واحدة من المناطق الأربع التي أعلنت روسيا نهاية الشهر الماضي ضمها إليها.

بيد أن الرئاسة الأوكرانية أشارت إلى أن الجيش الأوكراني يتعرض في هذه الجبهة لقصف روسي لوقف الهجوم المضاد الذي يشنه منذ أسابيع.

وكان الجيش الأوكراني أعلن مؤخرا استعادة بلدات أخرى في ريف مدينة خيرسون الخاضعة للسيطرة الروسية، لكن وزارة الدفاع الروسية والانفصاليين الموالين لها أشاروا مرارا إلى توقف التقدم الأوكراني.

وفي الجبهة الجنوبية، أسقط الجيش الأوكراني 4 مروحيات روسية، وفق ما جاء في بيان لوزارة الدفاع الأوكرانية.

أما في الجبهة الشرقية في إقليم دونباس (شرق)، فاستعاد الجيش الأوكراني 7 بلدات جديدة في مقاطعة لوغانسك، بينما سقط قتلى وجرحى في تبادل للقصف بين القوات الروسية والأوكرانية على دونيتسك.

في المقابل، أعلن الجيش الروسي أنه صد هجمات أوكرانية في مناطق دونيتسك ولوغانسك بدونباس، وخاركيف (شمال شرق) بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير مقر للقوات الأوكرانية في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق).

وكانت القوات الأوكرانية حققت مؤخرا ما وُصف بأنه أحد أكبر الانتصارات منذ إفشال الهجوم الروسي على العاصمة كييف باستعادتها معظم محافظة خاركيف ومدينة ليمان وبلدات مجاورة في دونيتسك، وعبورها الحدود إلى منطقة لوغانسك الخاضعة لسيطرة روسية شبه كاملة، لكن القوات الروسية ردت بهجمات مضادة، خاصة باتجاه مدينة باخموت بدونيتسك.

المصدر : الجزيرة + وكالات