قبل يوم من التصويت في البرلمان.. برلسكوني يتراجع عن الترشح لرئاسة إيطاليا

برلسكوني يرجع انسحابه من الانتخابات الرئاسية في إيطاليا إلى حرصه على الوحدة الوطنية في بلاده (الأوروبية-أرشيف)

انسحب رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني أمس السبت من الانتخابات الرئاسية الإيطالية، مزيحا بذلك عقبة أمام المفاوضات بين الأحزاب قبل تصويت في البرلمان سيبدأ غدا الاثنين للاتفاق على مرشح.

وقال برلسكوني (85 عاما)، في بيان له أمس، "بعد كثير من التفكير اخترت اتخاذ خطوة أخرى على طريق المسؤولية الوطنية".

وجاء في البيان الذي أصدره عقب لقاء عقده عبر الفيديو مع زعماء اليمين المتطرف أنه "قادر حسابيا "على تحقيق الفوز، لكنه "بروح المسؤولية الوطنية" طلب ممن زكّوه سحب اسمه من السباق الرئاسي.

وقال برلسكوني، قطب الإعلام في إيطاليا وزعيم حزب "فورتسا إيطاليا"، إن بلاده "بحاجة اليوم إلى الوحدة، ولا أريد أن يكون اسمي سبب جدالات أو تمزقات لا تستطيع الدولة تحملها عند انتشار الوباء"، في إشارة إلى جائحة كورونا، مضيفا "سأواصل خدمة بلادي بوسائل أخرى".

وكانت كتلة يمين الوسط في البرلمان، بما في ذلك الأحزاب التي يقودها الزعيم المناهض للمهاجرين ماتيو سالفيني والمؤيد القومي اليميني المتطرف جورجيا ميلوني، تضغط على برلسكوني لاتخاذ قرار بشأن السعي للحصول على الرئاسة.

من جانبها، استبعدت أحزاب يسار الوسط تأييد برلسكوني المعروف بأنه شخصية مثيرة للانقسام في إيطاليا، لكن نجاحه لم يكن مرجحا بسبب صعوبات في حشد التأييد الواسع المطلوب تقليديا للمرشح بين أكثر من 100 من أعضاء البرلمان والموفدين من أقاليم البلاد.

ولا يزال رئيس الوزراء ماريو دراغي المرشح الرئاسي الأوفر حظا، وهو رئيس سابق للمصرف المركزي الأوروبي ويرأس منذ العام الماضي حكومة وحدة وطنية.

وعلى الرغم من ذلك فلا يزال من غير الواضح إذا كانت الأغلبية في الأحزاب التي تدعم الائتلاف الذي يقوده ستوافق عليه في ظل المخاوف من أن يؤدي تركه منصب رئيس الوزراء إلى انتخابات عامة مبكرة.

وقال برلسكوني إنه يريد أن يظل دراغي -الذي تنتهي فترته في الثالث من فبراير/شباط المقبل- على رأس الحكومة حتى انتهاء فترة المجلس التشريعي في عام 2023.

وبالنظر إلى مئات الأصوات التي يمكن أن يأمر بها برلسكوني وحلفاؤه اليمينيون في البرلمان، فإن إصرار برلسكوني على بقاء دراغي في مكتب رئيس الوزراء قد يعقّد أي مسعى للاقتصادي، الذي يُنسب إليه الفضل في المساعدة في إنقاذ عملة اليورو، ليصبح رئيسا.

وتبدو آلية انتخاب الرئيس في إيطاليا معقدة نوعا ما، إذ يجتمع النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، مع ممثلي المناطق الإيطالية الـ20، أي ما مجموعه نحو ألف شخص، للتصويت.

وفي الجولات الثلاث الأولى من التصويت، تكون غالبية الثلثين ضرورية، لكن اعتبارا من الجولة الرابعة من التصويت تكون الغالبية البسيطة كافية لفوز المرشح بالرئاسة.

ويكون التصويت بالاقتراع السرّي، وهذا الأمر أدى مرارا في الماضي إلى مفاجآت لأن بعض النواب لا يلتزمون بتعليمات أحزابهم.

ومن المقرر أن يبدأ المشرّعون في البرلمان، وكذلك الناخبون الإقليميون الخاصون الإدلاء بأصواتهم السرية غدا الاثنين لاختيار الرئيس القادم لإيطاليا.

ومطلوب أغلبية الثلثين في الجولات الثلاث الأولى، وذلك يجعل من غير المحتمل أن يظهر فائز في وقت مبكر، لعدم وجود أي تكتل سياسي واحد لديه مثل هذا الهامش الكبير. وتتطلب الجولة الرابعة أغلبية بسيطة.

يذكر أن منصب الرئيس في إيطاليا فخري إلى حد بعيد، إلا أن رئيس الجمهورية الإيطالية يضطلع بدور رئيسي عند حدوث أزمة حكومية في عهده الممتد 7 سنوات.

المصدر : وكالات