"الانقلاب الفاشل" ساعة بساعة.. الجزيرة نت تنشر تفاصيل ما جرى في الخرطوم

المحاولة الانقلابية في السودان فشلت بعد ساعات قليلة من الإعلان عنها (الأناضول)

الخرطوم– لم يحظ بمشاهدة ملامح الانقلاب الذي أعلنت الحكومة السودانية إحباطه فجر اليوم الثلاثاء سوى عدد قليل ربما اضطرتهم أعمالهم للخروج مبكرا من منازلهم، إذ شاهدوا عند الساعة السادسة صباحا دبابة تغلق جسر النيل الأبيض، الرابط بين أم درمان والخرطوم.

وقتها ترجل جنود مسلحون ومنعوا السيارات من عبور الجسر إلى الخرطوم، طالبين من السائقين تغيير وجهتهم؛ وبعد ذلك تمت إماطة اللثام عن إفشال انقلاب عسكري قالت الحكومة إن عناصر من القوات المسلحة ومدنيين محسوبين على النظام السابق يقفون خلفه.

وأعلن وزير الإعلام السوداني حمزة بلول الأمير أن الأوضاع في البلاد باتت تحت السيطرة بعدما ألقي القبض على قادة المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين.

 

وفي ما يلي عرض للأحداث التي عرفتها الخرطوم منذ صباح اليوم حتى الإعلان عن إفشال الانقلاب، حسب معلومات حصلت عليها الجزيرة نت:

  • الساعة 12:00 منتصف الليل: توفرت أول معلومة حول الانقلاب عن طريق غرفة عمليات كانت منعقدة لمتابعة الأحداث في شرق السودان، إذ يغلق أحد زعماء العشائر واسعة النفوذ الإقليم الشرقي بولاياته الثلاث وموانئه على البحر الأحمر منذ الجمعة الماضي.
    وطبقا لمصادر تحدثت للجزيرة نت، فإن غرفة العمليات دخلت حالة من الاستنفار قبل 72 ساعة إثر رصد لجنة التفكيك وإزالة تمكين نظام 30 يونيو/حزيران 1989 اتصالات لبعض عناصر النظام السابق.
  • الساعة 4:00 فجرا: وصلت المعلومات الأولية بالانقلاب لوزير الثقافة والإعلام حمزة بلول، والتي تفيد بوجود "تحرك مريب"، وتبعا لذلك أجرى الوزير اتصالات بعدد من المسؤولين.
  • الساعة 5:10 صباحا: جرت اتصالات بين أعضاء مجلس السيادة ورئيس المجلس لتبادل المعلومات، وكانت أولى هذه المعلومات القبض على ضباط صغار ناشطين في المحاولة الانقلابية.
  • الساعة 6:00 صباحا: بدأت محاولات إغلاق الجسور، وهو إجراء طالما اختبره سكان الخرطوم في الانقلابات العسكرية السابقة التي عايشوها، حيث تربط عدة جسور بين المدن الرئيسية للعاصمة "الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان"، وتفصلها عن بعض أنهر النيل الأزرق والنيل الأبيض ونهر النيل الرئيسي.
    ولم تظهر محاولات إغلاق الجسور إلا عند جسر النيل الأبيض العتيق بين الخرطوم وأم درمان، حيث لاحظ شهود عيان دبابة تتحرك وجنودا راجلين منعوا السيارات من العبور ناحية الخرطوم.
  • الساعة 6:00 صباحا: في التوقيت ذاته، وصل ضابط برتبة عقيد ومعه عدد من الجنود إلى مقر التلفزيون الحكومي بأم درمان، ودخلوا إلى مهندس البث طالبين منه قطع البرمجة وبث موسيقى الجيش العسكرية.
    وتسبق دائما الانقلابات في السودان السيطرةُ على مقري الإذاعة والتلفزيون القوميين لقطع البرمجة وبث "مارشات عسكرية"؛ تمهيدا لإذاعة ما يعرف "بالبيان رقم 1" للانقلاب العسكري.
  • الساعة 6:30 صباحا: وصل وزير شؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام وعدد من العاملين في مجلس الوزراء إلى مقر الحكومة (رئاسة مجلس الوزراء) المطل على شارعي النيل والجامعة بالخرطوم، وبعدها بقليل وصل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وتوافد الوزراء إلى المقر.

 

  • الساعة 6:40 صباحا: أول إعلان رسمي لوجود انقلاب عن طريق عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان، الذي لجأ إلى حسابه على فيسبوك ودوّن قائلا "هبوا للدفاع عن بلادكم وحماية الانتقال".
    وبعدها بنحو نصف ساعة عاد الفكي إلى حسابه مرة أخرى ليطمئن السودانيين بقوله "الأمور تحت السيطرة والثورة منتصرة".

 

  • الساعة 7:15 صباحا: أعلن التلفزيون القومي في خبر عاجل على شريط إخباري محاولة انقلابية، وطلب من الجماهير التصدي لها، وبعدها بقليل وعلى الشريط الإخباري ذاته أعلن التلفزيون إحباط المحاولة الانقلابية.
    وكان التلفزيون والإذاعة الرسميان قطعا برامجهما الراتبة وبثا فواصل من الأغاني الوطنية.
  • الساعة 8:30 صباحا: كانت مفاوضة مع آخر جيب للانقلابيين في سلاح المدرعات الواقع في ضاحية الشجرة (نحو 10 كيلومترات جنوبي وسط الخرطوم).
  • الساعة 9:00 صباحا: بدأت أسماء الضباط المتورطين في المحاولة الانقلابية تتسرب، وكان على رأسهم اللواء عبد الباقي بكراوي، الذي كان في وقت سابق قائدا ثانيا للمدرعات.
  • الساعة 9:00 صباحا: عند الساعة التاسعة أيضا، حدث اتصال بين أحزاب قوى الحرية والتغيير مع بعض لجان المقاومة، وطُلب منهم عدم التحرك والاكتفاء بالتعبير إعلاميا حتى تعمل الأجهزة الأمنية في ملاحقة العناصر الانقلابية لتفويت الفرصة أمام أي مندسين، حسب المصادر.
  • الساعة 11:25 قبل الظهر: في أول ظهور لمسؤول إعلامي على أجهزة الإعلام الرسمية ظهر وزير الثقافة والإعلام على تلفزيون السودان الرسمي ليؤكد إحباط المحاولة الانقلابية بالكامل، التي قال إن ضباطا في القوات المسلحة ومدنيين محسوبين على النظام البائد تورطوا فيها.
  • الساعة 1:23 ظهرا: رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك يظهر لأول مرة بعد المحاولة الانقلابية في خطاب وجهه للسودانيين عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بثه التلفزيون والإذاعة.
    وقال حمدوك إن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت فجر اليوم تستهدف الثورة وكل ما حققه شعبنا العظيم من إنجازات، لتقويض الانتقال المدني الديمقراطي، وغلق الباب أمام حركة التاريخ، ولكن كالعادة فإن عزيمة شعبنا كانت أقوى، والردة مستحيلة.
    وأكد رئيس الوزراء أنه سيتم التنسيق بين الحكومة ولجنة إزالة التمكين لمنع تقويض الفترة الانتقالية.
المصدر : الجزيرة