بعد القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان.. بيروت تلوح بتقديم شكوى لمجلس الأمن واليونيفيل تكثف جهود التهدئة

UN peacekeepers (UNIFIL) vehicles drive in Adaisseh village, near the Lebanese-Israeli border
قوات من اليونيفيل قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانبة اليوم (رويترز)

أعلنت السلطات اللبنانية اليوم الخميس أنها ستتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الغارات والقصف الإسرائيلي اللذين استهدفا جنوب لبنان فجر اليوم، في حين اجتمع قائد قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) بممثلين عن جيشي البلدين.

وأفاد بيان للحكومة اللبنانبة بأن رئيس الوزراء حسان دياب طلب من وزيرة الخارجية زينة عكر تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ونقل البيان عن دياب قوله إن "العدو الإسرائيلي -بمدفعيته أولا وبطائراته الحربية ثانيا- نفّذ عدوانا صريحا على السيادة اللبنانية".

وأوضح أن "العدو (إسرائيل) اعترف علنا بهذا الخرق الفاضح للقرار 1701، متذرعا بسقوط صواريخ مشبوهة الأهداف والتوقيت على شمال فلسطين المحتلة من الأراضي اللبنانية ولم تتبنها أية جهة".

وأضاف "هذا العدوان الجديد والخطير يشكل تهديدا كبيرا للهدوء على حدود لبنان الجنوبية، بعد سلسلة من الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية للعدوان على سوريا".

ودعا دياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "ردع إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية، وتهديدها للقرار 1701 والاستقرار القائم منذ عام 2006" حسب البيان ذاته.

وتبنى مجلس الأمن القرار 1701، في أغسطس/آب 2006، وهو يدعو إلى وقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، إثر اندلاع مواجهات بين الطرفين، في يوليو/تموز من العام نفسه.

قصف صاروخي

وكانت إسرائيل قد قصفت بالمدفعية مناطق في جنوب لبنان، كما قصفت بمقاتلاتها إحدى الطرق في منطقة الدمشقية وادعت أن الصواريخ التي سقطت على مستوطناتها انطلقت منها.

وجاء القصف الإسرائيلي الجديد في وقت مبكر من صباح اليوم على ما قال جيش الاحتلال إنها مواقع إطلاق صواريخ في جنوب لبنان ردا على إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية صوب إسرائيل، في تصعيد للأعمال العدائية عبر الحدود وسط تزايد التوتر مع إيران.

وسقط الصاروخان أمس الأربعاء على منطقة خالية شمال إسرائيل وتسببا في حرائق بأحراش في المنطقة الحدودية. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي انطلق من جنوب لبنان.

وقال الجيش إن إسرائيل ردت بعدة زخات من نيران المدفعية أمس قبل أن تشن ضربات جوية صباح اليوم.

وذكر -في بيان- أن طائرات مقاتلة ضربت "مواقع إطلاق وبنية تحتية استخدمت للإرهاب في لبنان وانطلقت منها الصواريخ". وأضاف أنه قصف أيضا منطقة أُطلقت منها صواريخ في الماضي.

اجتماع في "راس الناقورة"

وفي السياق، أفادت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) دعت إسرائيل ولبنان إلى العمل على الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة الحدودية بين البلدين.

وأضافت الإذاعة أن قائد "اليونيفيل" ستيفانو ديل كول اجتمع في "راس الناقورة" مع ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني، حيث تم بحث الخروقات لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

وناشد ديل كول الطرفين العمل بسرعة على تخفيض حدة التوترات ووقف حالة العداء.

وفي وقت سابق اليوم، قال مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم إن القصف الإسرائيلي الجديد بعمق يتجاوز 20 كيلومترا داخل الأراضي اللبنانية؛ يخرق قواعد الاشتباك وتفاهمات حرب يوليو/تموز 2006، والتي قضت بألا تقصف إسرائيل في العمق اللبناني، وألا يرد حزب الله بصواريخ دقيقة التوجيه، وداخل العمق الإسرائيلي.

وذكر أيضا أن هناك تساؤلات بشأن كيفية تعامل حزب الله مع الغارتين الإسرائيليتين، وأن هناك ترقبا لكلمة سيلقيها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بعد غد السبت ويُتوقع أن تتناول التصعيد الجديد.

عون قال إن الضربات الجوية الإسرائيلية أظهرت "وجود نوايا عدوانية تصعيدية" تجاه لبنان (رويترز)

نوايا عدوانية

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم إن الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل خلال الليل -وهي الأولى منذ 2006- أظهرت "وجود نوايا عدوانية تصعيدية" تجاه لبنان.

وأضاف عون -في تغريدة على موقع تويتر- أن الضربات "انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في جنوب لبنان".

من جهته، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من وزارة الخارجية تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن القصف الإسرائيلي الأخير الذي استهدف الأراضي اللبنانية.

وقال دياب -في بيان- إن هذا القصف يشكل تهديدا للهدوء على الحدود الجنوبية للبنان. وأضاف أنه يأتي في ظل خروقات إسرائيلية متكررة للسيادة اللبنانية، واستخدام أجواء لبنان لقصف الأراضي السورية.

وقال تلفزيون المنار -التابع لحزب الله- "أقدمت طائرات العدو الإسرائيلي على تنفيذ غارتين استهدفتا منطقة الدمشقية في خراج بلدة المحمودية جنوب لبنان". ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.

توجيه رسالة

في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس -متحدثا لتلفزيون "واي نت" إن "هذا هجوم يهدف لتوجيه رسالة.. من المؤكد أنه بإمكاننا القيام بالكثير ونأمل ألا نصل لذلك".

وقال غانتس إنه يعتقد أن فصيلا فلسطينيا أطلق الصاروخين. وسبق أن أطلقت فصائل فلسطينية صغيرة في لبنان صواريخ على إسرائيل.

ووقعت الأحداث الحدودية بعدما يشتبه أنه هجوم بطائرة مسيرة على ناقلة قبالة الساحل العماني الخميس الماضي، وقد ألقت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا باللوم فيه على إيران. وقتل بالواقعة اثنان من أفراد الطاقم، أحدهما بريطاني والآخر روماني، ونفت إيران أية صلة لها بالهجوم.

وأشارت الولايات المتحدة وبريطانيا -يوم الأحد الماضي- إلى أنهما ستعملان مع حلفائهما للرد على الهجوم. وقالت إسرائيل إنها تحتفظ بحق الرد بشكل منفرد إذا تطلب الأمر.

المصدر : الجزيرة + وكالات