واشنطن بوست: بعد انسحابها من أفغانستان.. خصوم أميركا وحلفاؤها يعيدون النظر في دورها العالمي

مؤتمر صحفي لقادة من حركة طالبان في كابل (الجزيرة)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية إن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان أثار موجة دولية من الشك في دور أميركا في العالم، إذ يناقش الحلفاء الأوروبيون حاجتهم إلى لعب دور أكبر في القضايا الأمنية، كما تبحث روسيا والصين سبل تعزيز مصالحهما في أفغانستان في ظل حكم طالبان.

وذكر تقرير الصحيفة أن دفاع الرئيس الأميركي جو بايدن عن قرار الانسحاب من أفغانستان في الخطاب الذي وجهه إلى الشعب الأميركي الاثنين الماضي بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل؛ أعاد الجدل حول إذا كان انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان مؤشرا يعكس ضعفها، ويحد من قدرتها على قيادة العالم.

وأشارت إلى أن هناك وجهة نظر أخرى ترى أن القرار يعكس إعادة ترتيب سليمة للمصالح الأميركية، ويمنحها وضعا أفضل للتعامل مع التحديات الجديدة للقرن 21، كما يوضح للحلفاء والخصوم -على حد سواء- أولوياتها التي تحدد إذا كانت ستنفق مواردها هنا أو هناك.

انزعاج أوروبي

وأبرز التقرير أن الجلسة الطارئة التي عقدها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن تطورات الأحداث في أفغانستان أمس الثلاثاء وُجهت خلالها انتقادات نادرة لواشنطن، لأن ما أقدمت عليه في أفغانستان قد يتسبب في تدفق اللاجئين إلى الدول الأوروبية، كما من شأنه أن يعيد أفغانستان منصة للإرهاب في آسيا الوسطى.

ونقلت الصحيفة عن وزير دفاع لاتفيا أرتيس بابريكس القول -خلال مقابلة إذاعية أمس الثلاثاء- إن "سحب القوات على هذا النحو تسبب في فوضى"، مشيرًا إلى أن الانسحاب هدم مشاريع البناء طويلة المدى في أفغانستان، وأن القرار تم فرضه على الأوروبيين.

وأضاف "لقد انتهت هذه الحقبة، ولسوء الحظ فإن الغرب -وأوروبا على وجه الخصوص- يظهر بذلك ضعفه للعالم".

كما وصف السياسي الألماني أرمين لاشيت، المرشح لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل، أمس الثلاثاء انسحاب القوات الغربية من أفغانستان بأنه "أكبر كارثة شهدها حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ تأسيسه"، حسب الصحيفة.

وأشار تقرير واشنطن بوست إلى أن وزير خارجية الصين، التي ترى في انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان مخاطر وفرصًا، أخبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية أن مغادرة القوات الأميركية على نحو سريع لأفغانستان كانت له تداعيات "شديدة الضرر".

كما تحدث وزير خارجية الصين عن تداعيات أوسع للانسحاب، مشيرا إلى أنه أظهر عدم قدرة أميركا على نقل نموذج أجنبي للحكم لتطبيقه في دولة ذات خلفية ثقافية وتاريخية مختلفة.

المصدر : واشنطن بوست