مقال بنيويورك تايمز: بايدن سيدخل التاريخ باعتباره الرئيس الذي أشرف على آخر عمل مذل بأفغانستان

مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق سفارة الولايات المتحدة في كابل لإجلاء الرعايا الأميركيين من أفغانستان (وكالة الأنباء الفرنسية)

يندر في التاريخ الحديث أن ترتد كلمات صرح بها قائد عسكري أميركي أعلى لتلسعه بالسرعة التي حدثت مع الرئيس جو بايدن الذي صرح خلال مؤتمر صحفي قبل نحو 5 أسابيع بأنه "لن يكون هناك أي ظرف تشاهدون فيه انتشال الناس (لإجلائهم) من فوق سطح سفارة الولايات المتحدة في أفغانستان".

هذا ما يراه الكاتب الصحفي الأميركي ديفيد سانجر، مراسل صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) من البيت الأبيض وشؤون الأمن القومي، في تحليل بالصحيفة قال فيه إن بايدن أضاف، ليعمق مأزقه، أن "احتمال اجتياح طالبان لكل شيء وسيطرتها على البلد بأكمله أمر مستبعد للغاية".

لكن العالم، والكلام للكاتب، شاهد على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون يوم أمس الأحد التدافع لإجلاء المدنيين الأميركيين وموظفي السفارة الأميركية من كابل، ليس من فوق سطح السفارة الأميركية ولكن من منصة الهبوط المجاورة لمبنى السفارة، وهي المشاهد ذاتها التي كان بايدن قد جزم بأنها لن تحدث، واتفق مع مساعديه على ضرورة تجنبها خلال اجتماعاتهم الأخيرة بالبيت الأبيض.

وقال سانجر، في التحليل الذي عنونه بـ "صور الهزيمة التي أراد بايدن أن يتجنبها"، إن انهيار الحكومة الأفغانية بسرعة مذهلة، يعني أنه بات من المؤكد أن طالبان ستحكم سيطرتها الكاملة على أفغانستان بحلول إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 تماما كما كانت قبل 20 عاما.

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية فشلت في إخراج المترجمين وغيرهم من المدنيين الأفغان الذين ساعدوا القوات الأميركية من البلاد بالسرعة الكافية، رغم أن الرئيس الأميركي كان قد حدد في أبريل/نيسان الماضي ذكرى 11 هجمات سبتمبر/أيلول تاريخا للانسحاب الأميركي النهائي من أفغانستان.

كما أوضح الكاتب أن المسؤولين بإدارة بايدن كانوا يعتقدون أن لديهم متسعًا من الوقت، قدروه بحوالي 18 شهرًا أو نحو ذلك، وذلك بسبب التقديرات الاستخباراتية التي بالغت في تقدير قدرات الجيش الأفغاني الذي تفككت وحداته في أغلب الأحيان دون أن تطلق رصاصة.

واختتم بأنه وبغض النظر عن كون هذا الحكم منصفا أو غير منصف، فإن بايدن سيدخل التاريخ باعتباره الرئيس الذي أشرف على آخر عمل مُذِل في التجربة الأميركية في أفغانستان.

المصدر : نيويورك تايمز