غارديان: الدكتاتورية "الطيبة" ليست حلا للمشاكل الحقيقية في العالم العربي

اعتصام أمام البرلمان التونسي
اعتصام أمام البرلمان التونسي (الجزيرة)

تحدثت افتتاحية غارديان (The Guardian) اليوم عما وصفته بالدكتاتوريات الطيبة في العالم العربي بأنها ليست الحل لمشاكل المنطقة الحقيقية.

وقالت الصحيفة البريطانية إن هذا الأسبوع أظهر أن الأنظمة العربية متشددة في التعامل مع المعارضة، لكنها أقل اهتماما بكثير في قضاياها، وهذا الأمر سيفرز مشاكل لسنوات قادمة بينما هذه الدول تكافح للتعافي من الوباء.

واعتبرت انتزاع السلطة الرئاسية في تونس اختبارا لأجندة الرئيس الأميركي جو بايدن للديمقراطية وحقوق الإنسان.

وذكرت الصحيفة أن الحروب أدت إلى إفقار المراكز القديمة للحضارة العربية. فقد أشارت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة، هذا الأسبوع، إلى أن الفقر يؤثر الآن على 88% من السكان في سوريا و83% في اليمن. وحتى الدول -التي كانت تعتبر في يوم من الأيام ثرية- تراجعت بسبب التقاء بائس لأخطاء القيادة وفيروس كوفيد-19.

انتزاع السلطة الرئاسية في تونس اختبار لأجندة الرئيس الأميركي جو بايدن للديمقراطية وحقوق الإنسان

وضربت مثلا بلبنان الذي يتوسل قادته للحصول على مساعدات خارجية بعد انخفاض قيمة العملة المحلية، ونقص الغذاء والوقود والدواء لدى السكان.

وذكرت غارديان أن العالم العربي مكان متنوع، مشيرة في ذلك إلى أن أحدث مسح أممي يظهر تباينا عن ممالك الخليج الغنية، حيث تجد فيه مجموعة من البلدان ذات الدخل المتوسط التي لديها عدد سكان يفوق ما يمكن أن تتحمله احتياطياتها النفطية بشكل مريح ومناطق حروب في بعض أكبر الدول مثل العراق ودول فقيرة جدا.

تواصل المظاهرات في الجزائر والمحتجون يصرون على مطالبهم
المظاهرات في الجزائر (الجزيرة)

وترى الصحيفة أن التغيير مطلوب، لكن الدكتاتورية هي المسؤولة عن وصول الأمر بالدول العربية إلى هذه الفوضى، حيث غالبا ما تظل الحكومات في قبضة نخبة وراثية تشكك فيما إذا كانت الديمقراطية متوافقة مع الإسلام.

وهذا بدوره يجعل السكان يفقدون الثقة في الحفاظ على المؤسسات عندما لا يستطيعون إحداث تغيير في طريقة حكمهم. فقد أصبح المتظاهرون أشد غضبا العام الماضي من حكوماتهم لدرجة أنهم طالبوا في العراق ولبنان والجزائر بتغيير النظام. وعام 2019 انتهت الانتفاضات في الجزائر والسودان بالإطاحة بقادتهما.

وعلقت غارديان بأن الأنظمة العربية تعتقد أن بإمكانها تبديد مثل هذه التهديدات بالمزيد من إحكام قبضتها، ورأت أن هذا الأمر يؤجل فقط يوم الحساب.

وقالت أيضا إن الانتقال السلمي إلى مجتمع واقتصاد مختلفين ليس بالأمر السهل. والديمقراطية مطلوبة بالعالم العربي من أجل الحكم الصالح والضوابط والتوازنات التي تجلبها، كما أنها توفر أقل آلية سوءا لتقاسم السلطة في مجتمعات تعددية معقدة.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأنه ليس هناك بديل، وأن الفكرة المتناقضة للدكتاتورية الطيبة ليست حلا لمشاكل العالم العربي.

المصدر : غارديان