النرويج تحيي الذكرى العاشرة لأكبر هجوم دموي بعد الحرب

ولي العهد النرويجي هاكون ورئيسة الوزراء إرنا سولبرغ يحضران حفل تأبين في مجمع المكاتب الحكومية بعد 10 سنوات من هجوم أوسلو وجزيرة أوتويا (رويترز)

تحيي النرويج -اليوم الخميس- الذكرى السنوية العاشرة لهجوم مزدوج نفذه متطرف يميني أوقع 77 قتيلا، يعد من المجازر المؤلمة والأكثر دموية في تاريخ البلاد ما بعد الحرب.

وظلت المملكة الإسكندنافية المزدهرة والمسالمة بمنأى عن أعمال العنف نسبيا حتى 22 يوليو/تموز 2011، حين فجّر منفذ المجزرة المدعو أنديرس بيرينغ بريفيك -الذي كان يتنكر بزي شرطي- قنبلة قرب مقر الحكومة في أوسلو، موديا بحياة 8 أشخاص.

وانتقل القاتل بعد ذلك إلى جزيرة أوتويا، حيث فتح النيران على مدى ساعة وربع، على حوالي 600 مشارك في المخيم الصيفي لرابطة الشبيبة العمالية، متسببا بمقتل 69 شخصا غالبيتهم مراهقون.

وقضت المحكمة عام 2012 بسجن بريفيك 21 عاما، في عقوبة قابلة للتمديد إلى أجل غير محدد، مما سيجعله يمضي حياته خلف القضبان. لكن فعلته لم تنته عند حدود النرويج، حيث شكلت مصدر وحي لجرائم مماثلة أبرزها الهجوم الدموي على مسجدي كرايست تشيرتش في نيوزيلندا عام 2019.

ونبّهت أجهزة الاستخبارات النرويجية هذا الأسبوع إلى أن "أفكار اليمين المتطرف التي ألهمت الهجوم، ما زالت تشكل قوة محركة لمتطرفي اليمين على المستويين الوطني والعالمي، وشكلت مصدر وحي لهجمات إرهابية عدة خلال السنوات العشر الأخيرة".

وقبل يومين من إحياء الذكرى، تعرّض  نصب تكريمي لبنيامين هيرمانسن -وهو أول ضحية لجريمة قتل عنصرية ارتكبها النازيون الجدد عام 2001- للتخريب مع كتابة عبارة "بريفيك كان على حق"، مما جعل رئيسة الوزراء المحافظة إرنا سولبيرغ تعرب عن "غضبها وصدمتها" مما جرى.

وإحياء لذكرى الضحايا، تُنظّم اليوم عدة فعاليات تبدأ بوقفة صمت في مقر الحكومة صباحا وقداديس في الكنائس وتكريم في أوتويا بعد الظهر بحضور أفراد العائلة المالكة والحكومة، ومن المتوقع حضور رئيس حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الذي كان رئيسا للوزراء حين وقوع المأساة، ورد على إثرها بتعهد العمل على إرساء "مزيد من الديمقراطية" و"مزيد من الإنسانية".

وبسبب تفشي فيروس كورونا، لم يتم الانتهاء من تشييد النصب الوطني لضحايا بريفيك، والذي كان يؤمل أن يدشن اليوم خلال إحياء الذكرى العاشرة في البحيرة المحيطة بجزيرة أوتويا.

واستنفرت الشرطة النرويجية كامل عتادها العسكري تزامنا مع إحياء الذكرى العاشرة للمجزرة، بعد أن سبق ووجهت لها انتقادات حادة بسبب عدم جاهزيتها للتعامل مع الهجوم، وقالت اليوم خلال مراسم إحيائية للذكرى في مقر رئاسة الوزراء "لا يمكن ترك الكراهية من دون رد" عليها.

وعلى الرغم من مرور عقد من الزمن، لم تندمل الجراح بعد. فوفقا لدراسة نشرها مؤخرا "المركز الوطني لدراسة الاضطراب وصدمات ما بعد العنف"، فإن ثلث الناجين من مجزرة أوتويا عانوا العام الماضي من مشاكل كبيرة بينها اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب والصداع، وقالت مديرة الأبحاث في المركز غريت ديب "توقعنا أن يظل البعض يعاني، لكن ليس إلى هذه الدرجة".

المصدر : وكالات