ملاذ الحلفاء.. خطة واشنطن لإجلاء المتعاونين معها في ظل توسع حركة طالبان بأفغانستان

Afghan National Army soldier stands guard at Bagram U.S. air base gate on day of troop departure
جندي أفغاني يحرس قاعدة باغرام الأميركية في شمال العاصمة الأفغانية (رويترز)

أكدت الولايات المتحدة الأميركية أن العمل جار في الكونغرس بغية تمرير الموافقة على منح التأشيرات للمتعاونين الأفغان مع القوات الأميركية والحلفاء في أفغانستان، موضحة أن رحلات الطيران المخصصة لإجلائهم ستبدأ في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن العمل جار مع الكونغرس لتغيير قوانين التفويض بغية تمرير الموافقة على التأشيرات للمتعاونين الأفغان مع القوات الأميركية والحلفاء، وأضافت أنهم يحرصون على تنفيذ هذا الأمر "بشكل سريع ومحترف".

من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إنه تم تحديد مواقع محتملة خارج الولايات المتحدة، لاستقبال الأفعان الذين سيتم إجلاؤهم، لكنه أكد أنهم يبحثون جميع الخيارات، ولم تتخذ قرارات نهائية بهذا الشأن.

وأوضح كيربي خلال إحاطة صحفية، أن من بين الخيارات استقبال الأفغان مؤقتا في قواعد عسكرية خارج الأراضي الأميركية وداخلها، بالإضافة إلى منشآت تابعة لدول مضيفة.

وقال إن دور البنتاغون يقوم على توفير الخيارات والدعم لوزارة الخارجية، التي تقود جهد إعادة توطين الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة.

Foreigner military left Bagram airbase
قوات أجنبية تغادر قاعدة باغرام الأميركية شمال كابل (الأناضول)

ملاذ الحلفاء

وكانت الخارجية الأميركية قالت للجزيرة إن عملية إجلاء المتعاونين الأفغان وعائلاتهم ستبدأ في الأسبوع الأخير من شهر يوليو/تموز الجاري.

وأضافت أن العملية التي أُطلق عليها اسم "ملاذ الحلفاء" ستركز على تسهيل رحلات طائرات مدنية لنقل المتعاونين الأفغان وعائلاتهم إلى دولة ثالثة لحين صدور تأشيراتهم لدخول الأراضي الأميركية.

وأوضحت أن من سيقود العملية هي السفيرة تريسي جاكوبسون، التي ترأست في السابق البعثة الأميركية في كل من طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، مشيرة إلى أن عدد هؤلاء الأشخاص لا يمكن الإفصاح عنه لأسباب أمنية.

وسبق أن اعتبرت وزارة الخارجية أن إعدام مسلحي طالبان أفرادا من القوات الأفغانية بعد استسلامهم أمر "مقزز وشائن للغاية"، لكن الحركة نفت ذلك، وقالت إن تقرير شبكة "سي إن إن" (CNN) عن إعدام الحركة عناصر من القوات الأفغانية بعد استسلامهم غير صحيح.

توسع طالبان

ميدانا، أفاد مراسل الجزيرة في باكستان، نقلا عن مصدر عسكري مطلع، بأن مقاتلي حركة طالبان الأفغانية سيطروا صباح أمس الأربعاء، على معبر "تشِمِن" الحدودي مع باكستان.

ويُعتبر معبر "تشِمِن" أحد المعابر الرئيسية بين ولاية قندهار الأفغانية وإقليم بلوشستان غربي باكستان، وممرا لمعظم مواد الدعم اللوجستي الخاصة بالقوات الدولية العاملة في أفغانستان خلال الأعوام الـ20 الماضية.

وتُظهر صور التقطت بهاتف محمول، مجموعة من مقاتلي طالبان الأفغانية يقفون قبالة البوابة الحدودية، بينما شوهد جنود من قوة حرس الحدود الباكستانية على الجانب الآخر.

وقال المراسل إن مظاهر التأهب الأمني الباكستاني تظهر بوضوح على طول الحدود، وتحديدا عند معبر "تشمن" الحدودي.

تحذير من تفاقم المأساة

وكانت باكستان قد أعربت عن خشيتها من اندلاع حرب أهلية في أفغانستان بسبب تدهور الوضع الأمني هناك؛ مما قد يجبر مزيدا من المدنيين الأفغان على اللجوء إلى دول الجوار.

وأضافت أن عمليات اللجوء الأفغانية المستمرة منذ 42 عاما إلى باكستان، واضطرابَ الأوضاع الحالية، ينذران بتفاقم المأساة، خصوصا مع انتشار وباء كورونا.

في سياق متصل، أكدت السلطات الطاجيكية أن 347 أفغانيا، نصفهم من الأطفال، نزحوا إلى طاجيكستان في اليومين الأخيرين قادمين من ولاية بدخشان التي تشهد معارك عنيفة.

والأسبوع الماضي، لجأ نحو ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان بعد معارك مع طالبان، مما دفع رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن للتوجيه باستنفار 20 ألفا من عناصر الاحتياط لتعزيز الحدود.

المصدر : الجزيرة + وكالات