في خطوة لافتة ومفاجئة.. الصدر يعلن مقاطعة الانتخابات العراقية

الصدر اعتبر أن ما يجري في العراق مخطط شيطاني دولي لإذلال الشعب وتركيعه، بسبب الخوف من الذين يسعون للإصلاح واجتثاث الفساد.

Iraqi Shi'ite radical leader Muqtada al-Sadr delivers a sermon to worshippers during Friday prayers at the Kufa mosque near Najaf, Iraq September 21, 2018. REUTERS/Alaa Al-Marjani
الصدر انتقد حالة الفساد المستشري في البلاد (رويترز)

أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر -اليوم الخميس- عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في البلاد في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في خطوة قالت مفوضية الانتخابات إنها لم تبلَّغ بها حتى الآن.

وانتقد الصدر حالة الفساد المستشري في البلاد، وقال في كلمة متلفزة "حفاظا على ما تبقى من الوطن وإنقاذا له الذي أحرقه الفاسدون وما زالوا يحرقونه، نعلمكم بأنني لن أشترك بهذه الانتخابات.. فالوطن أهم وأغلى من كل ذلك".

كما شدد على أنه قرر رفع يده عن كل المشتركين والمنتمين للحكومة الحالية والمقبلة، وأن الكل تحت طائلة الحساب"، معتبرا أن "ما يجري في العراق مخطط شيطاني دولي لإذلال الشعب وتركيعه بسبب الخوف من هؤلاء الذين يسعون للإصلاح واجتثاث الفساد".

وفي خطوة مماثلة، أعلن حسن كريم الكعبي نائب رئيس البرلمان العراقي انسحابه أيضا من خوض الانتخابات المقبلة. وقال الكعبي، وهو أحد اتباع التيار الصدري -في بيان مقتضب- إن قرار الانسحاب جاء استجابة لقرار الصدر عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة.

كما أعلن مرشحون عن التيار الصدري انسحابهم من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، من بينهم علي حسين علوان، وغايب العميري، وحاكم الزاملي؛ وذلك استجابة لقرار الصدر.

جمانة الغلاي المتحدث باسم المفوضية
الغلاي: الانتخابات في موعدها ولم يردنا بعد أي طلب بالانسحاب (الجزيرة)

تعليق مفوضية الانتخابات

وتعليقا على ذلك، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق جمانة الغلاي -اليوم الخميس- أنهم لم يردهم بعد أي طلب بالانسحاب، وأكدت أن المفوضية ماضية في إجراء الانتخابات العامة البرلمانية المبكرة في موعدها المقرر.

وقالت الغلاي لوكالة الأنباء الألمانية إن المفوضية ماضية في إجراء الانتخابات العامة البرلمانية المبكرة في موعدها المقرر، وسبق لها أن أغلقت فترة الانسحاب من المشاركة في الانتخابات، مشيرة إلى أن مجلس المفوضين ملتزم بالتوقيتات الزمنية لإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها.

وتعتزم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات البدء بطبع ورقة الانتخاب بعد إتمام تحديد الأرقام لكل مرشح.

وكانت كتلة "سائرون" التي يتزعمها الصدر -أحد أكثر الشخصيات نفوذا في العراق- الفائز الأكبر في الانتخابات البرلمانية عام 2018، بحصولها على 54 مقعدا في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا.

ولدى الصدر ملايين الأتباع في العراق، وهو يسيطر على جماعة كبيرة شبه عسكرية، وهو خصم للولايات المتحدة منذ أمد بعيد ويعارض أيضا النفوذ الإيراني في العراق.

ومن الصعب تقييم تأثير إعلان الصدر على الفور، وكان قد انسحب من العمل السياسي من قبل لعدة سنوات، وهو عادة ما يمارس نفوذه دون أن يشغل منصبا بالانتخاب.

وحتى لو لم يترشح الصدر في الانتخابات، يمكن لمرشحين موالين له خوض الانتخابات، مما يمكنه من الاحتفاظ بنفوذه.

وعلى مدى العامين الماضيين، أصبح التيار الصدري رويدا رويدا يسيطر على أجهزة الدولة العراقية، ويشغل أعضاؤه مناصب عليا في وزارات الداخلية والدفاع والاتصالات.

المصدر : وكالات