دعوات لاجتماع أممي عاجل وتحذير من مجاعة كارثية.. جبهة تحرير تيغراي تتوعد الجيش الإثيوبي وتؤكد استمرار المعارك

المعارك الطاحنة بين قوات تحرير تيغراي والجيش الإثيوبي مستمرة وخلّفت آلاف القتلى (رويترز)

أكدت قوات جبهة تحرير تيغراي أن قتالها "سيتكثّف" حتى يغادر جميع "الأعداء" المنطقة، ملمحةً إلى أن المعارك متواصلة رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة الإثيوبية، فيما طالبت 6 دول بعقد اجتماع أممي عاجل لبحث التطورات، وسط تحذيرات من مجاعة خطيرة.

وقال شاهدا عيان لرويترز إن قوات تيغراي دخلت بلدة شاير المهمة في شمال إثيوبيا، الثلاثاء، معززة مكاسبها السابقة على الأرض في إقليم تيغراي الشمالي في حين انسحب الجيش الإثيوبي والقوات المتحالفة معه.

وقال أحد السكان لرويترز "الكل يرحب بهم ويحتفل، الآن هناك العديد (من أفراد قوات تيغراي) وأغلبهم يرتدون الزي العسكري". ورفض شاهدا العيان الكشف عن اسميهما خوفا من الانتقام.

وأظهر مقطع مصور سجله أحد السكان في بلدة شاير الشمالية مشاهد مماثلة وقال إن القوات الإريترية المتحالفة مع الحكومة انسحبت. وقال غيتاشيو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لرويترز الثلاثاء "سيطرنا على 100% من ميكيلي".

وأضاف "ما تزال قواتنا تخوض مطاردة ساخنة في الجنوب والشرق وستواصل حتى تطهر كل شبر من الأرض من العدو". وتابع أنه سيتاح لمنظمات الإغاثة دخول تيغراي.

مقتل الآلاف

وأسفر القتال في الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا عن مقتل الآلاف وتشريد نحو مليوني شخص ووضع مئات الآلاف على شفا المجاعة.

وأُعلن وقف إطلاق نار مساء الاثنين بعد دخول قوات موالية لهذه السلطات السابقة المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي، إلى العاصمة الإقليمية ميكيلي.

وكان الجيش الإثيوبي سيطر على المدينة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بعد 3 أسابيع من بدء رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بهجوم لطرد الحكومة المحلية.

وبرر آبي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019 إثر المصالحة مع إريتريا، إطلاقه عملية "حفظ النظام"، بمهاجمة القوات الموالية لجبهة تحرير شعب تيغراي قواعد عسكرية فدرالية.

ورغم الانتصار الذي أُعلن بعد سقوط ميكيلي، فإن المعارك لم تتوقف يوما بين "قوات الدفاع عن تيغراي" الموالية لجبهة تحرير شعب تيغراي والجيش الإثيوبي الفدرالي المدعوم من قوات إقليم أمهرة المجاور وجيش إريتريا، الدولة الواقعة عند الحدود مع تيغراي.

منعطف

ويشكل دخول قوات الدفاع عن تيغراي إلى ميكيلي التي فرّ منها الجيش خلال النهار، منعطفا في هذا النزاع المستمرّ منذ قرابة 8 أشهر.

بينما كان السكان يحتفلون بهذا النبأ في الشوارع، أعلنت حكومة آبي أحمد مساء الاثنين "وقفا لإطلاق النار من جانب واحد".

ورحّبت حكومة تيغراي السابقة في بيان نُشر ليلاً بالتقدم الذي أحرزته قوات الدفاع عن تيغراي وأكدت أن ميكيلي بكاملها باتت تحت سيطرتها.

واعتبرت مجموعة الأزمات الدولية، الثلاثاء، أن قوات الدفاع عن تيغراي تسيطر "حاليا على الجزء الأكبر من المنطقة، بما في ذلك المدن الكبيرة".

كارثة إنسانية

واتّسم النزاع في تيغراي بتجاوزات كثيرة ضد المدنيين (مجازر وعمليات اغتصاب ونزوح سكان)، ما أثار تنديد المجتمع الدولي.

وبحسب الأمم المتحدة، يعاني ما لا يقلّ عن 350 ألف شخص من مجاعة في المنطقة، الأمر الذي تحتجّ عليه الحكومة الإثيوبية.

وأعربت منظمة الصحة العالمية مجددا الثلاثاء عن قلقها لاحتمال حصول طفرات لأمراض الكوليرا والحصبة والحمى الصفراء والملاريا.

وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جسارفيتش "مع مستشفيات تعمل بالكاد ونازحين ومجاعة وشيكة، فإن خطر تفشي الأمراض (…) حقيقي جدا".

وتحدث القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أفريقيا عن احتمال حدوث مجاعة كارثية في إثيوبيا، وقال إن استمرار الصراع يزعزع استقرار القرن الأفريقي، ويعرض وحدة شعب إثيوبيا وأراضيها للخطر.

وأكد أن على جميع الأطراف في إثيوبيا الالتزام بوقف إطلاق النار، مشددا على أن كل الأطراف بإثيوبيا متورطة في انتهاك حقوق الإنسان.

اجتماع طارئ

من جهتها، طلبت 6 دول اجتماعا طارئا عاما لمجلس الأمن الدولي، قد يُعقد الجمعة.

وقالت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة إن وفود الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأيرلندا والنرويج وإستونيا لدى المنظمة الدولية، طالبت في وقت متأخر الاثنين بعقد اجتماع مفتوح لمجلس الأمن هذا الأسبوع بشأن تيغراي.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الأحداث الأخيرة في تيغراي بإثيوبيا مقلقة للغاية.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، إن تلك الأحداث "تبرهن مرة أخرى على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة".

المصدر : الجزيرة + وكالات