أقوى وزراء بورقيبة وأشرس من عارضه.. تونس تودع "أب الديمقراطية" أحمد المستيري

نعت الساحة السياسية والشعبية في تونس المناضلَ ورجل السياسة البارز أحمد المستيري بعد أن وافته المنية أمس الأحد عن عمر يناهز 96 عاما، في وقت حضر فيه جنازته كل من رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي وشخصيات فكرية وحزبية.
#أحمد_المستيري ،آخر المناضلين الشرفاء،في ذمّة الله.
هذا مقطع يوثّق مشاركته في مظاهرة منددة بالتعامل العربي الرسمي مع القضية الفلسطينية تزامنا مع اجتماع وزراء الخارجية العرب بتونس"للتباحث"حول مجزرة صبرا وشاتيلا!
المظاهرة بتاريخ 22سبتمبر1982 وفيها يتحدث المستيري عن تعامل الأمن معهم pic.twitter.com/v4JJ1BqJjX— 🇹🇳الذاكرة التونسيّة🇹🇳 (@tunarchive) May 23, 2021
مسيرة نضالية حافلة
ويجمع المؤرخون في تونس على قيمة الرجل ومسيرته الحافلة بالنضال ضد الدكتاتورية، حيث واجه الاستعمار الفرنسي في مرحلة أولى، ودافع بصفته محاميا عن المناضلين الوطنيين أمام المحاكم المدنية والعسكرية الفرنسية.
وتشير بعض المصادر التاريخية إلى تعرض المستيري لمحاولة اغتيال باءت بالفشل من قبل منظمة "اليد الحمراء" الفرنسية التي اغتالت الزعيم النقابي فرحات حشاد.
🔘 فقدت تونس صباح اليوم المناضل الوطني وأحد أبناء الحركة الوطنية أحمد المستيري، وبهذه المناسبة الأليمة ينعى رئيس الحكومة هشام مشيشي الفقيد ويتقدم لعائلته وذويه باحر التعازي سائلا الله عز وجل أن يغمره برحمته الواسعة، وأن يرزق أهله وأحباءه جميل الصبر والسلوان. pic.twitter.com/sWkpGg4mQ6
— Présidence du Gouvernement Tunisien (@KasbahTn) May 23, 2021
وفي أول حكومة بعد الاستقلال شكلها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، تقلد الفقيد عدة مناصب وزارية سيادية كالداخلية والدفاع، وكانت له بصمته في وزارة العدل حيث ساهم في "تونسة" الجهاز القضائي وفي تحرير القوانين الجديدة ومنها مجلة الأحوال الشخصية.
كان رجلا شجاعا وضميرا حيّا لدولة مات ضميرها منذ السّنوات الأولى لحكم بورڨيبة.
رحم اللّه أحمد المستيري وغفر له. pic.twitter.com/7Aho34PUon— عبد اللطيف علوي Aloui Abdellatif (@AbdAloui2) May 23, 2021
وُصف أحمد المستيري بأنه "أقوى وزراء بورقيبة" وأحد أشرس معارضيه، حيث أعلن استقالته من الحكومة يوم 21 يونيو/حزيران 1971 احتجاجا على ما وصفه بتنكّر بورقيبة لوعوده المتعلقة بالتعددية والانفتاح السياسي في البلاد.
وفي يونيو/حزيران 1978 أعلن المستيري عن تأسيس أول حزب سياسي معارض حمل اسم "حركة الديمقراطيين الاشتراكيين"، كما شارك في أول انتخابات تشريعية سنة 1981، غير أنها انتهت بفوز ساحق للحزب الحاكم وسط اتهامات بتزوير الانتخابات.
اللّه أكبر و إنّا لله وإنا اليه راجعون. تودّع تونس اليوم بكل حزن وأسى أحد أبناءها المخلصين المغفور له بإذنه تعالى أحمد المستيري ( 1925/2021). أحد كبار رجال الدّولة و مناضل شرس ضدّ الإستعمار الفرنسي. تقلّد عدّة مناصب في الحزب الحرّ الدّستوري و الحكومات المتعابقة بعد الإستقلال. pic.twitter.com/Nn5J0lqnxU
— Larbi BEN MUSTAPHA (@LarbiBENMUSTAP1) May 23, 2021
قرر المستيري بعد مسيرة سياسية ونضالية حافلة أن يعتزل الحياة السياسية، وأن يتوقف عن النشاط الحزبي وحتى الظهور الإعلامي ليبرز اسمه من جديد بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
في 2013 اقترح اسم الفقيد لتولي رئاسة "حكومة الكفاءات" المنبثفة عن الحوار الوطني خلال أعنف أزمة سياسية عرفتها البلاد والتي أطاحت بحكومة علي العريض بعد اغتيال كل من المناضلين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، لكن تم اختيار مهدي جمعة رئيسا للحكومة.
تونس فقدت اليوم رجل من كبار رجالاتها. فهو أول من رفضل الاستبداد في نظام ينتسب إليه عن جدارة واراد تداركه قبل سقوطه بشجاعة قل نظيرها: إنه المرحوم احمد المستيري. عرفته بعد عودتي من باريس سنة 2074 وعملت في أول مسعى لجعل المشروع الديموقراطي الجامع بين التأصيل المبدع والتحديث المستقل
— محمد الحبيب أبو يعرب المرزوقي (@Abou_Yaareb) May 23, 2021
حظي الراحل أحمد المستيري بإجماع الساسة ورجال الفكر والثقافة في تونس على دوره الوطني في بناء الدولة الوطنية الحديثة وقيمته النضالية والحقوقية الثابتة، حيث ضجت شبكات التواصل الاجتماعي بتغريدات وتدوينات تثني على مسيرة الراحل وتخلّد أبرز مواقفه.