نيويورك تايمز: الشارع العربي الجديد افتراضي عالمي وأوسع تأثيرا

أطفال مغاربة يشاركون في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني امام البرلمان
أطفال مغاربة يشاركون في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بالرباط (الجزيرة)

قالت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية إن تضامن الشارع العربي مع غزة والقضية الفلسطينية شهد تحولا خلال الحرب الحالية على القطاع حيث انتقل من شوارع المدن العربية إلى العالم الافتراضي واكتسب بعدا عالميا وتأثيرا أوسع.

وأشار تقرير للصحيفة إلى أنه جرت العادة على خروج الاحتجاجات في شوارع المدن العربية كلما تعرض الفلسطينيون لاعتداء إسرائيلي، وكان ذلك يشكل ضغطا على القادة في الشرق الأوسط والغرب الذين كانوا يراقبون درجة حرارة ما كان يسمى بـ"الشارع العربي".

لكن رد فعل العواصم العربية هذه المرة كان خافتا، فبعد أسبوع من القصف الإسرائيلي المستمر على غزة الذي أسفر عن مقتل 212 فلسطينيا في القطاع، لم تخرج سوى احتجاجات صغيرة ومتفرقة، لم تشكل ضغطًا كبيرًا على الحكومات العربية للتحرك لحل الأزمة، وفق الصحيفة.

وقالت الصحيفة إنه بدلا من تلك الاحتجاجات، تحول التضامن العربي مع الفلسطينيين إلى العالم الافتراضي واكتسب بعدا عالميا، وأصبح هناك شارع عربي افتراضي يملك القدرة على إحداث تأثير أوسع من تأثير الاحتجاجات في شوارع المدن العربية.

وأشار التقرير إلى أن المتظاهرين عبر الإنترنت ربطوا علاقات بحركات شعبية أخرى تدافع عن حقوق الأقليات مثل حركة "حياة السود مهمة" (Black Lives Matter) سعيا منهم لإعادة القضية الفلسطينية إلى وسائل الإعلام الرئيسية وكسب الدعم لها في الدول الغربية التي دأبت على دعم إسرائيل.

تعاطف مع القضية

وفي إشارة إلى أن انتفاضة الشارع الافتراضي العربي دعما لفلسطين بدأت تؤتي أكلها، وتحدث تحولا في موقف بعض الديمقراطيين من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قالت نيويورك تايمز إنه بالرغم من أن الدعم الأساسي لإسرائيل ما يزال واسعًا وعميقًا في الولايات المتحدة، فإن عددا متزايدا من الديمقراطيين بدؤوا يشككون في إسرائيل، أقرب حلفاء أميركا، ويضغطون على بايدن ليحذو حذوهم.

وقالت الصحيفة إن أبرز مؤشر على التحول في موقف بعض النواب الديمقراطيين كان موقف السيناتور روبرت مينينديز، النائب الديمقراطي من ولاية نيوجيرسي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي طالما افتخر بكونه أحد أكثر حلفاء إسرائيل الثابتين في الحزب الديمقراطي.

وقد صرح يوم السبت الماضي بأنه "منزعج للغاية" من الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت مدنيين فلسطينيين واستهدفت برجًا يضم مكاتب مؤسسات إعلامية من بينها وكالة أسوشيتد برس.

وجاءت تعليقاته في الوقت الذي كثفت فيه مجموعة من النواب الديمقراطيين التقدميين انتقاداتهم لإسرائيل، بما في ذلك النائبتان ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، ورشيدة طليب أول أميركية فلسطينية تُنتخب عضوة في الكونغرس الأميركي.

وسلط تقرير نيويورك تايمز الضوء على تعاطف بعض المشاهير في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة مع قطاع غزة وسكان حي الشيخ جراح في القدس، وجهود النشطاء العرب في الفضاء الافتراضي لترجمة المحتوى المتعلق بما يجري في القدس وغزة للغات أخرى لحشد التعاطف مع الفلسطينيين.

واختتمت الصحيفة بأن النشطاء الفلسطينيين يقولون إنهم يسعون إلى السيطرة على رواية وسائل الإعلام التي يتهمونها بحجب وجهة نظرهم وتحاول أن تصور معاناة إسرائيل على أنها متساوية مع معاناة الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها.

المصدر : نيويورك تايمز