سؤال وجواب.. ماذا تريد إيران من عودة الاتفاق النووي؟

توصلت إيران والسداسية الدولية إلى الاتفاق النووي عام 2015 (الجزيرة)
إيران تسعى للعودة إلى بنود الاتفاق الموقع عام 2015 (الجزيرة)

يحاول الجهاز الدبلوماسي لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني في أيامه الأخيرة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ورفع جميع العقوبات عن بلاده.

وتجري حاليا جولة جديدة من المحادثات بين إيران والأطراف المشاركة في الاتفاق النووي في فيينا، حيث أعلن أن نتائج المحادثات إيجابية.

الآن، ومع احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، حاولنا الإجابة بمشاركة بعض الخبراء عن الأسئلة المطروحة حول مستقبل الاتفاق والقضايا المتعلة به:

يعتقد الدكتور ايزدي بأن تحاول إيران التوصل إلى اتفاق ما قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية. مواقع التواصل
إيزدي يعتقد أن إيران تحاول التوصل إلى اتفاق ما قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية (مواقع التواصل)

لماذا تسعى إيران لإحياء الاتفاق النووي؟

يجيب الدكتور فؤاد إيزدي خبير الشؤون الأميركية وعضو هيئة التدريس بكلية الدراسات العالمية في جامعة طهران، بقوله إن روحاني في بداية عهد حكومته سعى إلى التوصل لاتفاق مع الغرب يضمن لإيران تخصيب اليورانيوم من جانب، ورفع العقوبات من جانب آخر، وقد تحقق ذلك من خلال الاتفاق النووي، لكن خروج إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق كان بمثابة هزيمة لإدارة روحاني.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أنه مع اقتراب ولايته من نهايتها، فإن روحاني يسعى للتوصل إلى اتفاق ما قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية (في يونيو/حزيران المقبل)، مستثمرا وجود عدد كبير من المسؤولين في حكومة بايدن ممن شاركوا في المحادثات النووية سابقا.

ماذا يمكن أن تحقق إيران من عودة الاتفاق؟

بهذا الخصوص، يجيب علي أصغر شفيعيان المحلل السياسي ومدير موقع "إنصاف نيوز" (إصلاحي)، في حديثه للجزيرة نت بقوله إن وجود الاتفاق قدم صورة إيجابية عن إيران في العالم.

وساهم في ترسيخ هذه الفكرة لدى دول أخرى بأنه يمكن أن تثق في إيران في المشاريع الكبيرة، وأنه يمكن التنبؤ بمستقبلها، ومن أمثلة ذلك الاتفاقية التي وقعت مع الصين.

يعتقد انبارلويي بأنه لن تحدث تغييرات مهمة في علاقات إيران مع باقي الدول لأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ورفع جميع العقوبات هي مجرد سراب. مواقع التواصل.
أنبار لويي: لن تحدث تغييرات مهمة في علاقات إيران مع باقي الدول (مواقع التواصل)

كيف ستثق إيران بالولايات المتحدة والغرب هذه المرة؟ وما الضمانات التي ستأخذها من هذه الدول لبقائها في الاتفاق؟

يشير محمد كاظم أنبارلویي المحلل السیاسي ورئيس تحرير صحيفة "رسالت" (المحافظة)، في حديثه للجزيرة نت إلى أن إيران ستطالب الولايات المتحدة برفع جميع العقوبات عنها، وإذا تحقق ذلك في فترة قصيرة (من شهرين إلى 3 أشهر) فإنه يمكننا أن نأمل بإحياء الاتفاق النووي وبدء حوار حقيقي مع الغرب.

لكنه يستدرك بقوله إنه لا يعتقد أن تتمكن واشنطن من القيام بذلك، لأن إدارة بايدن غير قادرة على رفع الكثير من العقوبات لأنها ليست بيدها وإنما بيد الكونغرس الذي هو من يقرر.

ما الفوائد التي تجنيها واشنطن والغرب من العودة للاتفاق؟

يقول إيزدي إنه إضافة إلى رغبة الأميركيين في صد نفوذ الصين وروسيا في إيران، فإنهم يريدون أيضا الحد من تقدم الطاقة النووية الإيرانية، "ومن الممكن أن تسعى الولايات المتحدة لتشكيل تحالف آخر ضد طهران بعد العودة للاتفاق النووي".

ما تأثير عودة واشنطن للاتفاق على الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟

يعتقد المحللون أن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ستكون في مصلحة حكومة روحاني وتياره، وسيطلبون من الناس التصويت لهم لمواصلة المسار الذي بدؤوه.

ويعتقد آخرون أن الولايات المتحدة أيضا ترغب في العودة إلى الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لأنها تريد أن تكون العناصر التي دعّمت الاتفاق حاضرة في الحكومة المقبلة.

هل ستعزز العودة للاتفاق قوة المجموعات المدعومة من إيران؟

يجيب إيزدي بأنه عندما يكون هناك انفتاح في وصول إيران إلى الموارد المالية، فإن هذا سيفيدها في مواصلة دعم حلفائها.

أما شفيعيان فإنه يرى أن ذلك سيغير كثيرا من الأمور، وسيخفف من حدة التوتر في المنطقة، لأن إيران ستدفع حلفاءها نحو هذا الاتجاه.

يعتقد خوش جهره بأن الامتيازات التي تقدمها الولايات المتحدة عادة ليست مستمرة، فلا يمكن أن يكون لها تأثير جوهري على الاقتصاد الإيراني. مواقع التواصل
خوش جهره: الامتيازات التي تقدمها الولايات المتحدة عادة ليست مستمرة (مواقع التواصل)

ما التغييرات الاقتصادية التي ستشهدها إيران مع العودة للاتفاق؟

يعتقد الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة طهران الدكتور محمد خوش جهره أن الأمر لا يتعلق بعودة الولايات المتحدة فحسب، بل هو نوع العودة ومقدار الالتزامات التي تتعهد بها.

ويضيف أن الامتيازات التي تقدمها الولايات المتحدة عادة ليست مستمرة، فلا يمكن أن يكون لها تأثير جوهري على الاقتصاد الإيراني، ولكن من الناحية النفسية وعلى المدى القصير، فإنها تخلق جوا إيجابيا يتجلى في انخفاض أسعار العملات الأجنبية.

كيف ستكون العلاقات السياسية والاقتصادية لدول المنطقة مع إيران؟

يعتقد شفيعيان أنه مع عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، يسهل طريق إيران لإقامة العلاقات السياسية والاقتصادية مع باقي الدول في المنطقة وغيرها.

ولكن في المقابل، يعتقد أنبار لويي أنه لن تحدث تغييرات مهمة في علاقات إيران مع باقي الدول لأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ورفع جميع العقوبات "هي مجرد سراب".

المصدر : الجزيرة