أوكرانيا وروسيا تتبادلان طرد الدبلوماسيين واشتباكات بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو

قالت السلطات الروسية إن القنصل الأوكراني اعتُقل أمس الجمعة بمدينة سان بطرسبورغ "متلبسا خلال اجتماع مع مواطن روسي في وقت كان يسعى فيه للحصول على معلومات سرية ذات صلة بقاعدة بيانات جهات إنفاذ القانون الروسية".

قررت أوكرانيا، اليوم، طرد دبلوماسي روسي ردا على قرار سابق اتخذته موسكو بطرد ألكسندر سوسونيوك، القنصل الأوكراني في مدينة سان بطرسبورغ، بعدما اتهمته بالحصول على معلومات سرية من مواطن روسي، ويأتي هذا التطور في ظل تصعيد ميداني بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا (شرقي أوكرانيا).

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان، إنه تقرر طرد دبلوماسي روسي بارز لم تكشف عن هويته، وذلك في إطار المعاملة بالمثل عقب طرد موسكو للقنصل الأوكراني في ثاني كبرى المدن الروسية، وأوضح بيان الخارجية الأوكرانية أن كييف ستطلب من أحد كبار الدبلوماسيين في السفارة الروسية مغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، تبدأ في 19 أبريل/نيسان الحالي.

ورفضت كييف التهم التي وجهتها موسكو لقنصلها في سان بطرسبورغ، نافية أي صلة له بجمع معلومات سرية عن الأجهزة الأمنية في روسيا، وأدان بيان الخارجية الأوكرانية قرار احتجاز القنصل لبضع ساعات قبل الإفراج عنه، متهمة روسيا بانتهاك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة عام 1961.

الرواية الروسية

وكانت السلطات الأمنية الروسية قالت في وقت سابق اليوم إن القنصل الأوكراني ضبط "متلبسا خلال اجتماع مع مواطن روسي عندما كان يسعى للحصول على معلومات سرية ذات صلة بقاعدة بيانات جهات إنفاذ القانون الروسية".

وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي "إف إس بي" (FSB)  في بيان إن مثل هذه الأنشطة، التي قام بها القنصل الأوكراني في سان بطرسبورغ "تتعارض مع طبيعة العمل الدبلوماسي، وتحمل طابعا عدوانيا تجاه روسيا".

وشدد البيان على أنه سيتم تطبيق الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات وفقا لقواعد القانون الدولي تجاه الدبلوماسي الأوكراني.

وقالت رانيا دريدي، مراسلة الجزيرة من مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، إن السلطات الروسية لا يمكنها اعتقال أو محاكمة الدبلوماسي الأوكراني على الأراضي الروسية بموجب القوانين الدولية، التي تحكم العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم.

ومنذ ضم موسكو القرم عام 2014 وبدء النزاع في الشرق الأوكراني، أوقفت روسيا عددا كبيرا من المواطنين الأوكرانيين متهمة إياهم بالتجسس؛ لكن نادرا ما أوقفت دبلوماسيا.

ويتزامن تبادل طرد الدبلوماسيين بين كييف وموسكو في ظل توتر العلاقات بين الجانبين، عقب نشر روسيا عشرات آلاف الجنود على الحدود الأوكرانية لإجراء تدريبات عسكرية في مواجهة تحركات تشكل "تهديدا" من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تسعى كييف إلى الانضمام إليه.

من جهتها، قالت أوكرانيا إنها تخشى من غزو روسي، ودعت الغرب لتقديم الدعم لها، في حين نفت موسكو أن يكون تحريك قواتها لإجراء مناورات قرب الحدود مع أوكرانيا تهديدا لأمن الأخيرة، ودعت كييف للتوقف عن القيام بأعمال استفزازية.

وتوترت العلاقات بين أوكرانيا وروسيا منذ وصول قوى موالية للغرب إلى السلطة في كييف منذ العام 2014، تلاه ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، وحرب بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق أسفرت عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص.

الوضع العسكري

وعلى الصعيد الميداني، قال الجيش الأوكراني إنه رصد 16 خرقا لوقف إطلاق النار في إقليم دونباس (شرقي البلاد)؛ لكن بدون وقوع أي ضحايا، وأضاف الجيش الأوكراني أن الانفصاليين الموالين لروسيا أطلقوا النار باتجاه مواقع دفاعية تابعة له. وأوضح أنه رفع تقريرا بهذه الاعتداءات لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، وهي طرف من أطراف مراقبة وقف إطلاق النار.

من جهتها، قالت السلطات الانفصالية في مقاطعة دونيتسك (جنوبي شرقي أوكرانيا) إن الجيش الأوكراني قصف المنطقة 13 مرة في الساعات الـ24 الأخيرة. وكانت السلطات الانفصالية دعت أمس إلى عقد جلسة طارئة لمجموعة الاتصال المعنية بتسوية النزاع في جنوبي شرقي أوكرانيا.

وفي سياق متصل، عبرت سفينتان حربيتان روسيتان اليوم مضيق البوسفور في طريقهما إلى البحر الأسود، حيث وصلت 15 سفينة صغيرة أخرى، في إطار تعزيز موسكو لوجودها البحري في وقت تشهد علاقاتها مع الغرب وأوكرانيا تزايدا في التوتر.

وكانت موسكو أعلنت، أمس، أنها ستغلق بعض المناطق في البحر الأسود قرب الحدود مع أوكرانيا ضمن إجراءات إقامة المناورات البحرية، وهو ما نددت به كييف وواشنطن وحلف الناتو.

المصدر : الجزيرة + وكالات