كورونا.. فرنسا تتجاوز 200 ألف إصابة يوميا ومنظمة الصحة تحذّر من "تسونامي" أوميكرون

سجّلت فرنسا، الأربعاء، حصيلة قياسية للإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بتجاوزها حاجز الـ200 ألف حالة، بينما أعرب مدير منظمة الصحة العالمية عن مخاوفه من أن يتسبب المتحوران دلتا وأوميكرون بعدد هائل من الإصابات.

وقال وزير الصحّة الفرنسي أوليفييه فيرون إن عدد الإصابات بفيروس كورونا سجّل رقما قياسيا في بلاده، مشيرا إلى أن السلطات الصحية أحصت 208 آلاف حالة في الساعات الـ24 الماضية.

ومن بين المصابين في فرنسا نحو 3 آلاف مصاب موجودين في مراكز العناية الخاصة، كما سجلت السلطات قرابة 240 وفاة، ومن المقرر أن تبحث لجنة القوانيين في مجلس النواب اليوم، مشروع قانون يستبدل الجواز الصحي بالجواز "التطعيمي" المثير للجدل.

وكان مجلس الدولة الفرنسي قد دعا الحكومة إلى إعادة النظر في بعض تدابير المشروع منعا لتعارضها مع الحريات.

مخاوف وإجراءات

وقد ارتفعت حصيلة الإصابات اليومية بكوفيد-19 إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة وأجزاء كبيرة من أوروبا وأستراليا مع انتشار أوميكرون المتحور من فيروس كورونا وخروجه عن السيطرة، الأمر الذي أدى إلى بقاء العاملين في منازلهم وازدحام مراكز الفحص.

وبعد مرور نحو عامين على اكتشاف الصين أول بؤرة تفش لحالات "التهاب رئوي فيروسي" في مدينة ووهان، ما زال الفيروس كثير التحور يثير الفزع في العديد من مناطق العالم ويجبر الحكومات على إعادة النظر في إجراءات الفحوص والحجر الصحي.

ورغم أن بعض الدراسات تشير إلى أن المتحور "أوميكرون" أقل تسببا في وفاة المصابين به مقارنة بالمتحورات السابقة، فإن زيادة الإصابات تعني أن المستشفيات في بعض الدول لن تتحمل أعداد المرضى، كما أن الشركات قد تواجه صعوبات في استمرار العمل مع زيادة أعداد العاملين الموضوعين قيد الحجر الصحي.

المتحور أوميكرون ينتشر بسرعة في العالم (غيتي)

قيود

وعلى غرار فرنسا، سجّلت الدانمارك أعلى حصيلة إصابات بكوفيد-19 خلال 24 ساعة مع 23 ألفا و228 إصابة.

وبسبب تفشي الفيروس، رُصدت تكدسات في مراكز الفحص في العديد من دول أوروبا، ومنها إسبانيا حيث زاد الطلب بشدة عن المعروض من أجهزة الفحص المجانية التي وفرتها حكومة مدريد الثلاثاء عندما اصطفت طوابير طويلة أمام الصيدليات.

وكان من المتوقع أن تخفف إيطاليا بعض قواعد الحجر الصحي، الأربعاء، وسط مخاوف من أن يتوقف النشاط في البلاد تماما مع زيادة عدد المعزولين وارتفاع عدد الإصابات إلى مثليه الثلاثاء، ليبلغ 78 ألفا و313 إصابة.

PM Visits Vaccination Centre In London
جونسون في زيارة لأحد مراكز التطعيم في لندن (رويترز)

تحذيرات وأرقام

وفي بريطانيا، حذر رئيس الوزراء بوريس جونسون من أن الغالبية العظمى من المرضى الذين ينتهي بهم الأمر في غرف الرعاية المركزة بسبب الإصابة بكوفيد-19 لم يتلقوا الجرعة التنشيطية من اللقاحات، وحث الناس على الحصول عليها.

وتسجل بريطانيا حاليا إصابات يومية قياسية بكوفيد-19 بلغت 129 ألفا و471 إصابة، الثلاثاء، مدفوعة بانتشار المتحور أوميكرون شديد العدوى.

يأتي ذلك بينما ارتفع المتوسط اليومي للإصابات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي في الأيام السبعة الأخيرة، وفقا لإحصاءات رويترز. وكانت الذروة السابقة في يناير/كانون الثاني من هذا العام.

وزادت الإصابات اليومية في أستراليا مقتربة من 18 ألفا و300 إصابة، الأربعاء، متجاوزة الذروة السابقة عند 11 ألفا و300 إصابة الثلاثاء.

وقال رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون إن بلاده بحاجة إلى "تغيير سرعات"، لإدارة المختبرات التي لا تتمكن من مواكبة الإقبال عليها والطوابير الطويلة أمامها في العديد من المناطق.

من جهتها، لم تبد الصين أي تراخ في سياستها لمنع أي انتشار فأبقت على سكان مدينة شيان، وعددهم 13 مليونا، قيد إجراءات إغلاق صارمة لليوم السابع، مع استمرار ظهور إصابات جديدة بلغت 151 حالة الثلاثاء. ولم تظهر أي حالة أوميكرون في شيان حتى الآن.

Covid-19 Testing Centers Near Dubai-Abu Dhabi Border
أحد مراكز تقصي الإصابات بفيروس كورونا في الإمارات العربية المتحدة (غيتي)

تسونامي إصابات

عربيا، ارتفعت الإصابات اليومية بكوفيد-19 في الإمارات، متجاوزة ألفي إصابة في اليوم لأول مرة منذ يونيو/حزيران الماضي.

وسجلت السلطات، الأربعاء، 2234 إصابة جديدة في الساعات الـ24 السابقة، دون إحصاء الحالات حسب نوع المتحور المسبب لها.

وفي الأردن، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 466 إصابة جديدة بالمتحور الجديد من فيروس كورونا "أوميكرون" في المملكة.

وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية، مساء الأربعاء، من أن الخطورة التي يمثلها أوميكرون لا تزال "عالية جدا" وقد تشكّل ضغطا على الأنظمة الصحية، وقال مدير المنظمة "إن الوقت قد حان لتجاوز المصالح القومية ويجب تطعيم 70% من سكان العالم".

وقالت المنظمة الأممية في تحديثها الأسبوعي للوضع الوبائي إن "الخطورة المتعلقة بالمتحور أوميكرون الجديد والمثير للقلق تبقى عالية جدا".

وتابعت أن "أدلة ثابتة تظهر معدل انتشار سريع لأوميكرون في وقت مضاعف من يومين إلى 3 أيام مقارنة بدلتا"، مشددة على ضرورة جمع مزيد من البيانات لفهم مدى شدة أوميكرون.

وشبّهت منظمة الصحة سيل الإصابات بالمتحورتين أوميكرون ودلتا من فيروس كورونا بـ"التسونامي".

المصدر : الجزيرة + وكالات