أحكام قاسية للعليمي وفؤاد ومؤنس وتفاعل واسع على منصات التواصل بمصر

الناشط المصري زياد العليمي / مواقع التواصل الاجتماعي
الناشط المصري زياد العليمي (مواقع التواصل)

القاهرة – عاقبت محكمة أمن الدولة طوارئ (محكمة استثنائية أنشئت بموجب حالة الطوارئ) الناشط والبرلماني السابق زياد العليمي بالحبس 5 سنوات، والصحفيين هشام فؤاد وحسام مؤنس بالحبس 4 سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة.

وضمت القضية -التي حملت رقم 957 لسنة 2021- كلا من زياد العليمي وحسام مؤنس وحسام ناصر كامل ومحمد وبهنسي مسعد وفاطمة رمضان، حيث اتهمتهم النيابة العامة بإحدى التهم التي وجهت إلى كثير من المعارضين في السنوات السابقة، وهي "نشر أخبار كاذبة وتكدير السلم والأمن العام".

وبحسب المحامي طارق خضر، فقد قضت المحكمة أيضا بحبس كل من حسام ناصر ومحمد بهنسي 3 سنوات مع الشغل، كما حكمت غيابيًا على النقابية فاطمة رمضان بـ3 سنوات مع الشغل، مع توقيع غرامة مالية على المتهمين كافة بقيمة 500 جنيه (32 دولارا).

وأشار المحامي -وهو مسؤول وحدة العدالة الجنائية في الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان- في تصريحات صحفية إلى أن هذه القضية "منسوخة" من القضية 930 لعام 2019 المعروفة باسم "تحالف الأمل"، مما يعني استمرار محاكمة المتهمين في القضية الرئيسية نفسها بالتوازي مع أي قضايا قد تنسخ عنها فيما بعد.

 

كانت النيابة العامة وجهت للمتهمين تهم ارتكاب جرائم الاشتراك مع جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها.

وكان خاطر -محامي بعض المتهمين في القضية- قد اشتكى في وقت سابق من حجز القضية للحكم رغم عدم تمكين هيئة الدفاع من تصوير أوراق القضية لدراستها، منذ إحالتها للمحكمة يوم 15 يوليو/تموز الماضي، مشيرًا إلى أن المحكمة سمحت لهم فقط بالاطلاع على الأوراق، مما يعيق دراسة القضية بشكل كاف.

وألقت قوات الأمن القبض على العليمي الذي يعد أحد وجوه ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 3 عقود له في السلطة، كما اعتقلت معه الناشطين اليساريين مؤنس وفؤاد يوم 25 يونيو/حزيران 2019، ووجهت لهم النيابة تهم التعاون المالي مع جماعة الإخوان المسلمين، بهدف تمويل تحركاتها لاستهداف وإسقاط الدولة بالتزامن مع ذكرى 30 يونيو/حزيران، تحت مُسمى "خطة الأمل".

ونشرت الكاتبة الصحفية إكرام يوسف -والدة العليمي على حسابها الشخصي فيسبوك- أن الحكم صدر بعد انصرافهم من المحكمة، مشيرة إلى أنهم ما زالوا على ذمة قضية أخرى وهي قضية "خطة الأمل".

وقبل يوم من إصدار الحكم كانت والدة العليمي كتبت على صفحتها الشخصية على موقع فيسبوك أن نجلها زياد العليمي وهشام فؤاد وحسام مؤنس تتلخص تهمتهم في أنه بعد سنتين ونصف السنة من الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات، اكتشفت النيابة أن هناك كلاما منسوبا لهم من عدة سنوات لم يسبق التحقيق فيه طول فترة الحبس الاحتياطي، ولم تنتبه إليه إلا بعد مرور عامين من التحقيقات.

وأضافت الصحفية المصرية أن جميع الكلام المنسوب إلى ابنها وبقية المتهمين مجرد "إيحاء" والإيحاء حسب قرار الاتهام "كان من شأنه ضرب مصالح البلاد، وإضعاف هيبتها، وإلقاء الرعب في قلوب المواطنين واتضح أن هذه الاتهامات الثلاث كانت شرطا من أجل أن تصبح القضية تابعة لمحكمة أمن الدولة طوارئ! أي أنها محاكمة استثنائية لا يوجد فيها نقض ولا استئناف، ويلزم فقط توقيع "الحاكم العسكري" على الحكم لتنفيذه.

وأضافت في لهجة استنكارية "والقضاء طبعا حر، لا يستجيب لطلبات المحامين: بزيارة موكليهم لمناقشة القضية معهم، ولا الحصول على صورة من ملف القضية، ولا حتى مناقشة الضابط الذي جميع وقدم التحريات والإيحاء، وبعد جلستين في المحكمة يصدر الحكم مباشرة!"

 

 

وتوالت ردود الفعل المنددة بالحكم الصادر ضد المتهمين من حقوقيين ونشطاء وصحفيين، ووصف الحقوقي محمد زارع الحكم بـ"المشين"، وأضاف -في منشور له على صفحته الشخصية فيسبوك- أن "هذا الحكم يؤكد أن سياسات الحكومة المصرية المعادية لحقوق الإنسان ستظل باقية".

ولفت إلى أن هذا الحكم "يؤكد ما سبق وأشارت إليه المنظمات المصرية المستقلة تكرارًا عن الإنهاء الوهمي لحالة الطوارئ، والإعلان عن إستراتيجية ناقصة لحقوق الإنسان ادعت فيها استقلالية السلطة القضائية ومراعاة حقوق الإنسان في مصر"، على حد قوله.

 

 

بدوره، انتقد الكاتب الصحفي كارم يحيى الحكم بقوة، وكتب معلقا -في صفحته الشخصية على موقع فيسبوك- أن "حكم العسكر والانقلابات لا يرمي بكتاكيت، ولا حقوق، ولا حريات، ولا إستراتيجيات، ولا إلغاء طوارئ".

كما علق عضو مجلس نقابة الصحفيين الصحفي محمود كامل -على صفحته الشخصية أيضا على فيسبوك- قائلا: "في عام إطلاق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، صدر حكم بحبس زملائي الذين أعرفهم جيدا، وأعرف أن تهمتهم وجرمهم الوحيد أنهم تمسكوا بالأمل".

 

 

 

 

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي