غضب وتلاسن سياسي بالعراق بسبب محنة المهاجرين في بيلاروسيا

وزارة الخارجية العراقية سحبت مؤقتا رخصة عمل القنصل البيلاروسي الفخري في بغداد بسبب أزمة اللاجئين.

Irregular migrants continue to wait at Polish-Belarusian border
مهاجرون يحاولون عبور الحدود لدخول بولندا من بيلاروسيا (الأناضول)

سادت حالة من الغضب والاستياء في الشارع العراقي بسبب معاناة المهاجرين على الشريط الحدودي بين بيلاروسيا وبولندا، حيث تنخفض درجات الحرارة وتتوارد الأنباء حول وجود وفيات وأوضاع إنسانية صعبة يعيشها المهاجرون هناك، في حين تحولت القضية إلى مناكفات ومناوشات سياسية.

وقال الباحث عماد عبد اللطيف عبر حسابه على تويتر "على الفائزين والخاسرين في الانتخابات الذهاب إلى الحدود البيلاروسية البولندية، وسيجدون العراق كلّه هناك"، مضيفا "هناك عليهم أن يتوافقوا ويتقاسموا الحصص ويكتبوا برنامج حكومتهم القادمة أيضا. هناك وليس هنا في المنطقة الخضراء (وسط بغداد)، ولا في قصورها الرئاسية ولا عند بواباتها الخمس".

وكتب الصحفي والأديب جمال المظفر على حسابه في تويتر "عند تهرب الشعوب من بلدانها رغم المخاطر التي تنتظرها فاعلموا أن هناك حكومات ظالمة مستبدة، لم تشعر هذه الشعوب يوما بالأمان ولا ببوادر مستقبل يضمن لهم الطمأنينة والاستقرار".

وتحولت أزمة المهاجرين غير النظاميين -من العراق إلى أوروبا مرورا ببيلاروسيا- إلى مناوشات وتراشق بالاتهامات بين أطراف سياسية عراقية، على خلفية توارد أنباء عن أن معظم المهاجرين من إقليم كردستان العراق.

ونشرت سروة عبد الواحد -القيادية في حزب "الجيل الجديد" والفائزة بالانتخابات النيابية- على حسابها في تويتر مجموعة صور لمهاجرين، وعلقت عليها قائلة "هذه الصور تكفي كي تخجل حكومة الإقليم من نفسها وتقدم استقالتها مع الاعتذار للشعب، هذه الصور بينها صورة الشاب الذي لقي حتفه بسبب المضاعفات الصحية والبرد".

وقال أمين عام حركة "النجباء" المنضوية ضمن هيئة الحشد الشعبي أكرم الكعبي عبر حسابه على تويتر "إن ما يحصل على طول الشريط الحدودي لروسيا البيضاء وليتوانيا وبولندا جريمة إنسانية بحق المهاجرين العراقيين الكرد الذين هربوا من الفساد ومأساة الحياة والبطالة والجوع ليقعوا في شباك التشريد والحرمان والإذلال". وأضاف الكعبي أنه "على الحكومة تحمل مسؤولياتها والتحرك العاجل لإنهاء مأساتهم وإعادة كرامتهم".

وطالب أمين عام حركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي عبر حسابه على تويتر الحكومة العراقية بالتدخل العاجل لإنقاذ المهاجرين الأكراد العالقين منذ أيام بين حدود الدول يلتهمهم الجوع والبرد القارس بسبب العوز والبطالة والفساد، وإرجاعهم إلى أرض العراق.

وفي المقابل، قال كفاح محمود مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني -عبر حسابه على تويتر- "اللاجئون العالقون بين بيلاروسيا وبولندا من كل القوميات والأعراق والدول، وليس من الأكراد فقط.

وكتب عصام حسين عضو التيار الصدري على حسابه في تويتر "عدد الأكراد الموجودين على حدود بيلاروسيا 70 كرديا فقط وليس آلاف، والبقية من مختلف الجنسيات، وأغلبهم سوريون".

في حين علق عرفات كرم -القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني والنائب السابق- على أزمة المهاجرين عبر حسابه على تويتر قائلا إن "القنوات الولائية (تابعة للفصائل الشيعية الموالية لإيران) تبث السموم وتنشر سموم المعارضة الفاشلة بخصوص هجرة بعض الأثرياء إلى الخارج، ومعظمهم هاربون من المناطق المتنازع عليها التي دمرها تنظيم الدولة".

الصحاف: سفارتا العراق في موسكو ووارسو تنسقان الجهود لعودة طوعية للمهاجرين العالقين (الجزيرة)

تحرك رسمي

وكانت وزارة الخارجية العراقية سحبت مؤقتا -أمس الأول الجمعة- رخصة عمل القنصل البيلاروسي الفخري في بغداد؛ بسبب أزمة اللاجئين.

وقال متحدث الوزارة أحمد الصحاف للتلفزيون العراقي الرسمي إن "هذه الخطوة تأتي لحماية المواطنين العراقيين من شبكات تهريب البشر عبر بيلاروسيا وبولندا". وأضاف أن "سفارتي العراق في موسكو ووارسو تنسقان الجهود لعودة طوعية للعالقين على حدود روسيا-بولندا"، مشيرا إلى أن "العراق أوقف رحلات الطيران المباشر بين العراق وروسيا البيضاء".

وأعلنت الحكومة العراقية في أغسطس/آب الماضي إجلاء 690 من مواطنيها العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا شرقي أوروبا.

ومنذ أسابيع تمنع الحكومة الليتوانية مئات العراقيين القادمين من بيلاروسيا من دخول أراضيها، بوصفهم "مهاجرين غير نظاميين"، وهو ما دفع السلطات البيلاروسية لتشديد حدودها لمنع إعادة هؤلاء المهاجرين إليها، مما أدى إلى بقائهم عالقين بين حدود البلدين في ظروف سيئة.

والاثنين الماضي، حاول العديد من طالبي اللجوء عبور الحدود لدخول بولندا من بيلاروسيا؛ حيث يوجد حاليا نحو 4 آلاف طالب لجوء على حدود البلدين، حسب وكالة الأنباء البولندية.

ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتنسيق وصول موجة المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من حدود الاتحاد، وذلك ردا على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده بعد ما وُصف "بالقمع الوحشي" الذي مارسه بحق المعارضة.

المصدر : وكالات