لوموند: في منطقة درعا.. عودة فوضوية نظام الأسد

التطورات جنوب سوريا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتغيرات الإقليمية، حيث بدأ تقارب بين عمان ودمشق لإحياء العلاقات الاقتصادية بين الطرفين

A boy holds his belongings as he returns to his neighbourhood in Deraa al Balaad
طفل عائد إلى بيته في درعا البلد بعد الاتفاق (رويترز)

قالت لوموند (Le Monde) الفرنسية إن جيش النظام السوري يوسع سيطرته خطوة خطوة جنوب البلاد، وذلك بعد أن سلم آخر الجيوب المتمردة منطقة جنوب البلاد، منحتها موسكو حكما ذاتيا نسبيا، أسلحتهم جراء قصف مستمر هذا الصيف، ولكن الهدوء لا يزال غير مستتب.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير لمراسلتها في بيروت لور ستيفان- أن النظام السوري يقوم الآن بنصب حواجز أمنية عسكرية وسط درعا القديمة، مهد الانتفاضة عام 2011، ورفع العلم الوطني في مدن أخرى مع التقدم إلى الشمال الغربي من المدينة، حيث يقول أحد العاملين في المجال الإنساني هناك "إن بسط دمشق سيطرتها على الجنوب يتم دون عوائق".

وكل مرة تتم العملية بنفس الطريقة، بحيث تدخل قوات النظام إلى الأماكن برفقة الشرطة العسكرية الروسية ووجهاء محليين، وتخصص أيام لتسويات الوداع، وهو مصطلح يشير إلى العفو الممنوح لمقاتلي المتمردين السابقين مقابل تجنيدهم في الجيش النظامي، كما تقول المراسلة.

وتعتبر هذه نقطة تحول رمزية، حيث تريد دمشق الاسترداد الكامل لمحافظة درعا على الحدود مع الأردن وتعمل من أجله بشكل "لا يرحم" كما يقول بسام الأحمد رئيس منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إنه لم تكن هناك تسوية حقيقية في الجنوب "وإن ما يحدث يشهد على ذلك".

A resident walks on crutches as he returns to his neighborhood in Deraa al Balaad

أحد سكان درعا البلد في طريق العودة لبيته بعد اتفاق تسليم الأسلحة (رويترز)

نهاية الوضع الخاص

وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاق 2018، الذي أملته موسكو في أعقاب هجوم للقوات الموالية للحكومة، خلف جيوبا ذات وضع خاص، يعطي المناوئين للأسد الذين احتفظوا بأسلحتهم الخفيفة بعض المساحة للتحرك، في حين تنتشر قوات النظام على المحاور الرئيسية فقط، غير أن انعدام الأمن والاستقرار الذي ظل مستمرا في المنطقة وفر الذريعة لدمشق لإنهاء ترتيبات 2018.

ويقول خبير في الشأن السوري "التطورات جنوب سوريا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتغيرات الإقليمية" حيث بدأ تقارب بين عمان ودمشق لإحياء العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، وربما لشحن الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى لبنان، مما يعني أنه لا بد من ترسيخ وجود الدولة في منطقة درعا".

وانتهى الأمر في درعا، التي تعرضت هذا الصيف لشهرين من الحصار والقصف، لتأليب المدنيين على المتمردين وفرض "تسوية" بأن وافق آخر المتمردين على وقف إطلاق النار الذي اقترحه الروس أوائل سبتمبر/أيلول، ثم نُقل من رفضوا تسليم أسلحتهم الخفيفة و"تسوية أوضاعهم" إلى إدلب (شمال غرب سوريا) آخر الأراضي التي بقيت تحت سيطرة المعارضة.

ويسود الهدوء الآن -حسب عدة مصادر- في درعا التي عاد إليها السكان الذين فروا من القتال، يشجعهم على ذلك احترام الهدنة وتوافر المياه والكهرباء، مع أن الوضع الإنساني لا يزال محفوفا بالمخاطر، وقد وزع الهلال الأحمر السوري بعد انتهاء الحصار بعض المواد الغذائية.

في هذا الجو، ترى دارين خليفة، المتخصصة في الشؤون السورية بمجموعة الأزمات الدولية، أن الانتقال الحالي يشير إلى فشل "الوضع الخاص" الذي "فكر الروس في الأصل في تكراره في أماكن أخرى شمال سوريا" لأن نظام الأسد، الذي وافق على مضض على اتفاقيات 2018، كان نهاية المطاف صاحب الكلمة الأخيرة.

المصدر : لوموند