مؤتمر دعم ليبيا يختتم أعماله.. تشديد على إجراء انتخابات "نزيهة" بموعدها وإخراج المرتزقة

Libya holds international stabilization conference ahead of elections in Tripoli
27 دولة و4 منظمات إقليمية ودولية تشارك بمؤتمر استقرار ليبيا (رويترز)

اختتم في العاصمة الليبية طرابلس "مؤتمر دعم استقرار ليبيا" الذي تنظمه حكومة الوحدة الوطنية، بمشاركة عدد من الدول المعنية بالشأن الليبي، وهو أول مؤتمر دولي تستضيفه طرابلس منذ عام 2010. وقد شدد المشاركون على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها وإخراج المرتزقة.

وأكد البيان الختامي على إقامة الانتخابات في موعدها وإيجاد البيئة لعقدها بشفافية ونزاهة وبضرورة أهمية اتخاذ التدابير اللازمة والاستحقاقات لبناء الثقة، والبيئة المناسبة من أجل عقد الانتخابات الوطنية بشكل نزيه وشفاف وجامع في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وشارك في المؤتمر -الذي انعقد ليوم واحد- 27 دولة و4 منظمات إقليمية ودولية، وتركزت النقاشات في المؤتمر على مسارين: أمني عسكري وآخر اقتصادي لحل الأزمة الليبية.

وبمؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، بختام المؤتمر، قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إن البيان الختامي للمؤتمر أكد رفضه الكامل لأي تدخلات بالشؤون الداخلية الليبية، وشددت على أهمية اتخاذ التدابير الضامنة لعقد الانتخابات المقبلة في ديسمبر/كانون الأول المقبل بشكل شفاف.

وأضافت المنقوش أن الحكومة تدعم جهود اللجنة العسكرية بشأن خطط وقف إطلاق النار، والجهود المبذولة من قبل اللجنة العسكرية المشتركة "5+5".

وأكدت أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ كل القرارات الدولية وبينها نتائج مؤتمر برلين، ودعت كل الدول إلى إعادة عمل سفاراتها من العاصمة طرابلس.

من جهته، قال وزير الخارجية الكويتي إن بلاده تدعم قرار مجلس الأمن بإخراج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، كما دعا إلى الالتزام بمخرجات مؤتمري برلين.

وقال الصباح الذي يرأس الدورة رقم 156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري "نجدد دعوة الأشقاء في ليبيا إلى نبذ كافة أشكال الخلاف وتغليب المصالح العليا للبلاد، والعمل من أجل عقد الانتخابات في موعدها".

وأضاف "نشيد بجهود كل الدول والمنظمات في إنجاح هذا المؤتمر دعما لجهود الاستقرار في ليبيا، ونذكر مجلس الأمن بتعهداته بشأن الحفاظ على الأموال الليبية في الخارج وعدم المساس بها".

المرتزقة والانتخابات

وفي وقت سابق، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، في كلمة أمام المؤتمر، جميع الأطراف، إلى احترام نتيجة الانتخابات المقررة يوم 24 ديسمبر/كانون الأول القادم. كما دعا الليبيين إلى المشاركة الفاعلة بالانتخابات.

واعتبر الدبيبة أن الوجود الأجنبي بات ملفا يزعج جميع الليبيين، مؤكدا أن بلاده لن تنعم بالسلام والاستقرار من دون إنهاء الوجود الأجنبي فيها.

من جانبها، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي بليبيا إن مؤتمر استقرار ليبيا يمثل فرصة مهمة لمراجعة تنفيذ اتفاقيات مؤتمر برلين، والإعداد للانتخابات والتنمية الاقتصادية. وجددت التزامها الكامل بدعم استقرار ليبيا.

وقبل ذلك، أكدت مندوبة الأمم المتحدة، في كلمتها بافتتاح المؤتمر، دعم المنظمة للعملية السياسية وإجراء الانتخابات في موعدها، كما دعت المنظماتِ الدوليةَ والأطرافَ كافة لإرسال مراقبين للعملية الانتخابية.

لقاءات جانبية

وعلى هامش أعمال المؤتمر، قال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي إن رئيس المجلس محمد المنفي وروزماري دي كارلو نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أكدا ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بشكل متزامن وفي موعدها المحدد.

وناقش المنفي ودي كارلو، في مؤتمر مبادرة دعم استقرار ليبيا، إجراء الانتخابات في موعدها، ودعوات لتطبيق قرارات مجلس الأمن ومؤتمري برلين بإخراج المقاتلين والمرتزقة الأجانب.

كما ثمن، خلال لقائه وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المْريخي، في طرابلس، دور الدوحة في دعم مسارات الحل السلمي للأزمة الليبية، والعلاقاتِ الأخوية التي تربط البلدين.

وذكر المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي أن المريخي عبر، في اللقاء الذي عُقد أيضا على هامش المؤتمر، عن أمله في نجاح المؤتمر، وأكد دعم بلاده المستمر لتحقيق الاستقرار والسلام في هذا البلد.

مسودة البيان الختامي

وحصلت الجزيرة في وقت سابق على مسودة البيان الختامي للمؤتمر الذي نص على الالتزام بوحدة ليبيا وسيادتها، ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في شؤونها. كما تدين المسودة محاولات خرق الحظر الأممي على إرسال السلاح والمرتزقة إلى ليبيا، كما ترحب بتحسن الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.

وتحث المسودة جميع الأطراف على إنجاح العملية السياسية والتحول الديمقراطي، وتشدد أيضا على اتخاذ إجراءات عقابية صارمة بحق معرقلي العملية السياسية.

كما تدعم خطة وزارة الداخلية الليبية لتسريح المجموعات المسلحة، ونزع أسلحتها، وإدماج المؤهلين منها في المؤسسات الأمنية والعسكرية.

يذكر أن ليبيا تشهد منذ أشهر انفراجا سياسيا وأمنيا ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية (تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا) مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات، برعاية أممية، وقد حلت أمس الأربعاء الذكرى العاشرة لمقتل العقيد معمر القذافي، بعد قيام ثورة شعبية تطالب برحيل نظامه.

المصدر : الجزيرة