فريق جديد للتحقيق في منشأ كورونا ومخاوف من عدم تعاون الصين

فريق سابق لمنظمة الصحة يزور أحد أسواق المأكولات البحرية في ووهان الصينية (غيتي إيميجز)

قالت نيويورك تايمز (New York Times) إن منظمة الصحة العالمية شكلت فريقا جديدا للتحقيق في منشأ فيروس كورونا سيعلن عنه هذا الأسبوع.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن أكثر من 700 شخص قد قدموا للالتحاق بالفريق الجديد المكلف بإحياء تحقيق المنظمة المتعثر في منشأ الجائحة.

وقالت أيضا إن فريق المنظمة الجديد يضم علماء متخصصين في عدة مجالات منها سلامة المختبرات والأمن البيولوجي، وهي خطوة يرى المحللون أنها استجابة للحكومات الغربية التي تضغط من أجل التحقيق فيما إذا كان الفيروس قد تسرب من أحد المختبرات الصينية.

ومن المهام الموكلة أيضا لأعضاء الفريق، إلى جانب التحقيق في منشأ الجائحة، التدخل عند ظهور أي تهديد صحي آخر قد يأتي بعد كورونا مما يضفي على مهامهم عامل الاستمرار الأمر الذي قد يساعد في إبعادهم عن الخلافات السياسية، ويعزز جهود منظمة الصحة لمواجهة أي تفش جديد لأمراض أخرى في المستقبل.

ونقلت الصحيفة، عن ماريا فان كيركوف الرئيسة الفنية لفريق المنظمة لمكافحة كورونا، قولها إن فريقها مكلف بالتحقيق في منشأ الجائحة ويضم حوالي 20 عالما متخصصا، من ضمنهم علماء فيروسات ووراثة وخبراء حيوانات ومتخصصون في السلامة والأمن، مضيفة أن هذا سيمكن المنظمة من العودة إلى جذورها بعد الانقسام الذي سببه الجدل حول منشأ فيروس كورونا.

مهمة مستحيلة

وقالت نيويورك تايمز إن العديد من العلماء يرون أن العمل الملحّ في مهمة البحث عن منشأ الفيروس، والذي لن يكون بمقدور الفريق الجديد تحقيقه، هو إقناع الصين بالإفراج عن البيانات المتعلقة بالإصابات الأولى للفيروس والسماح للباحثين بفحص مختبرات علم الفيروسات وكهوف الخفافيش ومزارع الحياة البرية على ترابها.

وأشارت إلى أن النظرية -القائلة إن الفيروس قد يكون تسرب من مختبر صيني- أثارت غضب بكين التي طالبت بإجراء تحقيقات في حالات الإصابة الأولى بالوباء في بلدان أخرى مثل إيطاليا وفي مختبرات الأبحاث الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن ديفيد فيدلر، المختص في الصحة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية (the Council on Foreign) ، وهو معهد أبحاث أميركي، قوله "يمكن لهذه المجموعة الجديدة القيام بكل العمل الفاخر الذي تريد القيام به، لكن الصين لن تتعاون معها.

وأضاف "إنهم (الصينيون) مازالوا يرون كل هذا على أنه هجوم على استجابة الصين للوباء، لذلك فإن نتيجة التحقيق ستكون عبثية."

وكان فريق من منظمة الصحة العالمية قد أعلن في مارس/أذار الماضي نتائج تحقيقاته في الصين بشأن منشأ فيروس كورونا، واستبعد أن يكون الفيروس تسرّب من مختبر "ووهان"، ورجح انتقاله إلى الإنسان عبر حيوان وسيط.

وأعربت الولايات المتحدة و13 دولة حليفة لها حينها عن "قلقها المشترك" حيال تقرير المنظمة حول منشأ كورونا، وحثت الصين على السماح للخبراء "بوصول كامل" إلى كل البيانات.

وقالت الدول الغربية في بيان مشترك إنه "من الضروري أن نعبر عن قلقنا المشترك من أن دراسة الخبراء الدوليين حول منشأ الفيروس تأخرت بشكل كبير، ولم تحصل بشكل كامل على البيانات والعينات الأصلية".

 

المصدر : نيويورك تايمز