إثيوبيا: لا تفاوض مع السودان قبل سحب قواته من أراضينا

Ethiopian Foreign Ministry spokesperson Dina Mufti
المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية: أي جهود للوساطة ستتطلب أن يسحب السودان قواته من الأراضي المتنازع عليها (الأناضول)

أعلنت إثيوبيا اليوم الثلاثاء أنها لن تجري محادثات حدودية مع السودان حتى يسحب قواته من الأراضي المتنازع عليها، في حين تؤكد الخرطوم أن الجيش السوداني انتشر ضمن حدوده مع إثيوبيا، وأنها لا تريد حربا مع أحد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي في مؤتمر صحفي إن بلاده ملتزمة بحل "سلمي" للأزمة، لكنها تريد من السودان الانسحاب.

وأضاف "بالنسبة إلينا، للتفاوض شرط مسبق هو عودة السودان إلى الأرض السابقة التي كان يسيطر عليها، ومن ثم يمكننا العودة إلى المفاوضات".

وقال دينا مفتي أن أي جهود محتملة للوساطة ستتطلب سحب السودان قواته إلى ما كانت عليه قبل آخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك عندما تحدثت إثيوبيا عن أول اختراق لحدودها.

وأضاف المسؤول الإثيوبي "لدينا آليات ولجان فنية وسياسية، وكلا البلدين بحاجة إلى العودة إلى آليات الحل هذه من خلال الحوار".

وزاد التوتر بين البلدين حول منطقة الفشقة التي تبلغ مساحتها نحو 250 كيلومترا مربعا، ويطالب السودان بها، فيما يستغل مزارعون إثيوبيون أراضيها الخصبة.

وتقع الفشقة -التي شهدت اشتباكات متفرقة على مر السنين- على حدود إقليم تيغراي المضطرب في إثيوبيا، حيث اندلع صراع دام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين القوات الفدرالية الإثيوبية وقوات تيغراي الإقليمية، ودفع الصراع نحو 60 ألف من الإثيوبيين للفرار إلى السودان.

قصف إثيوبي

وقال مسؤول عسكري سوداني للجزيرة إن قوات من جيش بلاده تعرضت أول أمس الأحد لقصف إثيوبي على الشريط الحدودي بولاية القضارف شرقي السودان، وهو ما نفاه مصدر إثيوبي قائلا إنه لم تحدث أي مناوشات حدودية مع السودان.

واتهم السودان منذ مطلع الشهر "القوات والمليشيات الإثيوبية" بنصب كمين للقوات السودانية على طول الحدود، في حين اتهمت إثيوبيا السودان بقتل العديد من المدنيين في هجمات باستخدام الرشاشات الثقيلة.

وقالت الخرطوم في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي إن قواتها استعادت السيطرة على جميع الأراضي الحدودية التي تسيطر عليها "مليشيات إثيوبية" يدعمها الجيش الإثيوبي، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتقول إن تلك الجماعات خارجة على القانون.

وفي عام 1902 تم إبرام اتفاق لترسيم الحدود بين بريطانيا العظمى -القوة الاستعمارية في السودان في ذلك الوقت- وإثيوبيا، لكن الترسيم ظل يفتقر إلى خطوط واضحة.

ويأتي الخلاف الحدودي في وقت حساس بالنسبة إلى العلاقات بين البلدين، وسط مساع تشمل مصر أيضا للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي الضخم المقام على النيل الأزرق.

المصدر : الجزيرة + وكالات