ترامب يحزم حقائبه.. بنس يتعهد بتأمين حفل تنصيب بايدن وتفاصيل جديدة عن اقتحام الكونغرس

Vice President Mike Pence speaks to National Guard troops outside the U.S. Capitol,
بنس يتحدث مع أفراد من الحرس الوطني المكلفين بتأمين مبنى الكونغرس (رويترز)

تعهد مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، بضمان أمن حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن المقرر الأربعاء المقبل، فيما كشف مدّعون فدراليون أن عددا ممن اقتحموا الكونغرس كانوا يعتزمون أَسر وقتل أعضاء فيه، من ناحية أخرى تكثفت وتيرة ترحيل الأغراض الشخصية للرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض.

وتلقى نائب الرئيس الأميركي أمس، الخميس، إحاطة من مسؤولين أمنيين بشأن الاستعدادات لتأمين حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء، وتعهد بنس باحترام تاريخ الولايات المتحدة، وضمان انتقال السلطة بأمان إلى الرئيس المنتخب.

وقال بايدن "يمكن للأميركيين أن يثقوا بأننا سنضمن حفل تنصيب آمنا، وأن الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس سيؤديان القسم بصفتهما الرئيس الجديد ونائبته للولايات المتحدة، بطريقة تتوافق مع تاريخنا وعاداتنا، وتكرّم الشعب الأميركي والولايات المتحدة".

وذكر مسؤولون أمنيون في إحاطة قدموها لبنس أن التعاون بين الأجهزة الأمنية جار بهدف عدم تكرار ما وقع في 6 يناير/كانون الثاني الحالي، في إشارة إلى اقتحام الكونغرس.

الحرس الوطني

وبعد انتهاء الإحاطة الأمنية، توجه بنس إلى محيط مبنى الكونغرس، حيث تفقد عناصر الحرس الوطني المنتشرين في المكان الموجودين هناك منذ حادثة اقتحام أنصار الرئيس ترامب مبنى الكونغرس، خلال جلسة التصديق على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة في 6 الشهر الحالي.

وعلى غير العادة، تم تزويد أفراد الحرس الوطني المنتشرين في محيط مبنى الكونغرس بالأسلحة. وقد نشرت قيادة الحرس الوطني، وهي تتبع لوزارة الدفاع، نحو 7 آلاف من عناصرها في العاصمة واشنطن، لدعم القوات الأمنية.

وكانت السلطات الأمنية، توقعت أن يبلغ عدد قوات الحرس الوطني في واشنطن، بحلول 20 الشهر الجاري، نحو 20 ألفا، بهدف حماية حفل التنصيب والمرافق الحيوية.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "بوليتيكو" (Politico) الأميركية في ساعة متأخرة من مساء أمس عن مصدرين مطلعين قولهما إن فريق بايدن أجل تدريبا على مراسم تنصيب الرئيس المنتخب من الأحد المقبل إلى اليوم الذي يليه، وذلك بسبب مخاوف أمنية.

وبخلاف عادة حفلات تنصيب رؤساء أميركا، التي تستقطب عشرات الآلاف من الأميركيين، فإن حفل تنصيب بايدن سيكون محدودا من ناحية الأنشطة المقررة والحضور الجماهيري، وذلك بسبب القيود المفروضة جراء انتشار جائحة فيروس كورونا.

اقتحام الكونغرس

من ناحية أخرى، نقلت وكالة "رويترز" (Reuters) عن مدعين فدراليين أميركيين أن عددا ممن هاجموا مبنى الكونغرس، للاعتراض على  التصديق على فوز بايدن بانتخابات الرئاسة، كانوا يعتزمون القبض على أعضاء بالكونغرس وقتلهم.

وقد عرض مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) صورة قائمة لحصار واقتحام مبنى الكونغرس في مذكرة كتبها محامو وزارة العدل في ولاية أريزونا. وطلب الادعاء الفدرالي الأميركي في مذكرة قدمت للقضاء إصدار أمر باحتجاز جيكوب تشانسلي، وهو من سكان أريزونا، ومن مروجي نظريات المؤامرة، والذي تم تداول صورته على نطاق واسع، وهو يضع على رأسه فراء متدليا عليه وقرنين على رأسه واقفا على مكتب مايك بنس نائب الرئيس في مجلس الشيوخ.

وجاء في مذكرة الادعاء "دلائل قوية من بينها كلمات تشانسلي نفسه وأفعاله في الكابيتول (مبنى الكونغرس) تدعم فكرة أن نية محدثي الشغب كانت أسر واغتيال مسؤولين منتخبين في حكومة الولايات المتحدة". ومن المقرر أن يمثل تشانسلي أمام محكمة فدرالية اليوم الجمعة.

وأضافت وكالة رويترز أن وزارة العدل رفعت أكثر من 80 قضية جنائية تتعلق بأحداث العنف التي شهدها الكونغرس، إذ اقتحم أنصار لترامب المبنى، الذي يوصف برمز الديمقراطية الأميركية، ونهبوا مكاتب، وهاجموا الشرطة، وقد خلف اقتحام الكونغرس العديد من القتلى والجرحى في حدث غير مسبوق.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، في الإفادة التي قدمت أمس لمايك بنس إن المكتب اعتقل ما يربو على 100 شخص فيما يتعلق باقتحام مبنى الكونغرس، وإنه يبحث الآن عن أفراد من المحتمل أن يهددوا تنصيب الرئيس المنتخب.

وفي سياق متصل، أفاد موقع "ذا هيل" (The Hill) بأن مشرعين ديمقراطيين حذروا شرطة الكونغرس، قبل أسبوع من اقتحام المبنى، من إمكانية هجوم آلاف من أتباع الرئيس ترامب على المبنى، ومحاولة قتل نصف الأعضاء، وتعريض حياة بنس نائب الرئيس للخطر لمنع التصديق على فوز جو بايدن.

أغراض ترامب

من ناحية أخرى، أفادت مراسلة الجزيرة في واشنطن بأن البيت الأبيض كثف وتيرة ترحيل الأغراض الشخصية للرئيس ترامب وعائلته والموظفين المقيمين فيه، بعد تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات. ويُعد هذا جانبا من الاستعدادات المعهودة لتهيئة مقر الرئاسة الأميركية للرئيس الجديد وأسرته وإدارته بحلول 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

وأوردت وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأميركية أن ترامب يخطط للسفر إلى منتجعه في ولاية فلوريدا صباح يوم تنصيب بايدن، وأضافت نقلا عن مصادر مقربة أنه من المتوقع أن يعمل عدد من موظفي البيت الأبيض مع ترامب بعد تركه السلطة ومع صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.

وأضافت الوكالة أن وزارة الخارجية الأميركية وجهت دعوة للرئيس المنتخب وزوجته جيل للمبيت في "منزل بلير" (Blair House) المنزل التاريخي القريب من البيت الأبيض، في الليلة التي تسبق حفل تنصيبه، وهو تقليد رئاسي متبع، وأشارت بلومبيرغ إلى أن الرئيس بايدن قبل الدعوة.

المصدر : الجزيرة + وكالات