ليبيا.. قوات أجنبية تدخل ميناء السدرة النفطي وحكومة الوفاق تعد بالرد على قصف الوطية

قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله إن قوات أجنبية دخلت ميناء السدرة النفطي شرقي البلاد أمس الأحد، في حين تعهدت حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بأن ترد على قصف طيران أجنبي لقاعدة الوطية الجوية غربي البلاد.

وصرح صنع الله في مقابلة أمس الأحد مع قناة ليبية بأن القوات الأجنبية -لم يحدد هويتها- التي دخلت ميناء السدرة تعمل على عسكرته. وميناء السدرة هو أحد الموانئ الرئيسية لتصدير النفط الليبي، ويبعد مسافة 180 كلم شرق سرت الخاضعة لسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأضاف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط أن مرتزقة شركة فاغنر الروسية دخلوا حقل الشرارة النفطي جنوب شرقي البلاد قبل 25 يوما، بتسهيل من حرس المنشآت النفطية التابع لقوات حفتر.

وكانت بريطانيا أعلنت قبل يومين رفضها عسكرة قطاع الطاقة الليبي، قائلة إنه "أمر غير مقبول ويهدد بالمزيد من الضرر"، وشددت سفارة لندن في طرابلس في بيان لها على ضرورة عدم توظيف قطاع الطاقة كورقة مساومة سياسية، مشيرة إلى وجود مرتزقة أجانب في حقل الشرارة.

وجددت بريطانيا دعمها للمؤسسة الوطنية للنفط، "باعتبارها المؤسسة المستقلة والوحيدة في ليبيا المكلفة بإدارة موارد الطاقة".

من ناحية أخرى، قال صنع الله إنه "تم خلال الأيام الماضية إحباط محاولة لتهريب زيت ووقود من ميناء الحريقة النفطي (شرق)"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وتخضع حقول النفط والموانئ الليبية لحصار منذ يناير/كانون الثاني الماضي من لدن موالين لحفتر، وهو ما دفع المؤسسة الوطنية للنفط لإعلان حالة القوة القاهرة فيها.

قصف الوطية
من ناحية أخرى، قال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق صلاح النمروش إن قواتهم سترد على قصف قاعدة الوطية العسكرية، وذلك عقب ساعات من استهدافها بقصف جوي أجنبي لم تحدد هويته.

وأضاف النمروش في تصريحات له أمس أن الطيران الأجنبي الداعم لحفتر "يحاول التشويش على نصر قوات حكومة الوفاق على الأرض"، معتبرا أن قصف قاعدة الوطية "يؤكد استمرار اللواء المتقاعد في عدوانه على الحكومة الشرعية وبمباركة الدول الداعمة له".

وقد أفاد مراسل الجزيرة في طرابلس أحمد خليفة بأن قصف الوطية تم عبر طائرتين، الأولى مقاتلة والثانية مسيّرة، مضيفا أن الطائرتين أقلعتا من قاعدة الجفرة العسكرية التي يتحكم فيها مسلحو فاغنر الذين يقاتلون إلى جانب قوات حفتر.

ونقل المراسل عن مصدر في وزارة الدفاع التركية قوله إن بعض الأنظمة الدفاعية تضررت من القصف الذي طال قاعدة الوطية بليبيا.

من جهته، وصف المجلس الأعلى للدولة في ليبيا قصف القاعدة بأنه محاولة من قبل قوات حفتر والدول الداعمة له لعرقلة عملية بناء جيش ليبي وطني حقيقي.

وقال المجلس -في بيان- إن القصف محاولة يائسة للرد على الانتصارات التي حققتها قوات الوفاق، ويشكك في جدية الدول التي تدعي السعي لوقف القتال وإيجاد حل سلمي.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر في الجيش الليبي، فضل عدم نشر اسمه، أن قصف قاعدة الوطية لم يسفر عن خسائر بشرية، وإنما استهدف بعض التجهيزات الخاصة بالقاعدة، التي جلبت مؤخرا لتعزيز القاعدة، من ضمنها منظومة للدفاع الجوي.

وفي الجانب الآخر، قال خالد المحجوب، القائد بقوات حفتر، إنه تم قصف تسعة أهداف داخل قاعدة الوطية، في حين تحدثت وسائل إعلام محليّة موالية للواء المتقاعد عن استهداف منظومات دفاع جوي تركية بضربات جوية.

والغارة التي استهدفت قاعدة الوطية أمس هي الأولى من نوعها منذ أن سيطرت قوات الوفاق على القاعدة الإستراتيجية في 18 مايو/أيار الماضي، والتي كانت من آخر معاقل قوات حفتر في الغرب الليبي.

وجاءت الغارة بعد يومين من زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الأركان التركي يشار غولر للعاصمة طرابلس، واللذيْن تحدثا عن استعداد أنقرة للتدخل المباشر في الصراع بليبيا.

مقبرة جماعية
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة العدل في حكومة الوفاق الوطني العثور على مقبرة جماعية جديدة بمنطقة سوق الجمعة المصابحة بالضواحي الشمالية لمدينة ترهونة، التي كانت تسيطر عليها قوات حفتر.

وقالت الوزارة إن المقبرة تضم جثتين مجهولتي الهوية بكامل هيئتهما، إحداهما بملابس عسكرية والأخرى بملابس مدنية.

وكان رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين التابعة لحكومة الوفاق أكد في وقت سابق أن إجمالي الجثث التي انتُشلت من المقابر الجماعية في جنوب طرابلس وترهونة بلغ 219.

وزير الدفاع التركي يدلي بتصريحات صحفية عقب زيارته للعاصمة الليبية الجمعة الماضية (وكالة الأناضول)

الجيش المصري
وفي سياق متصل، قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي اطلع على خطط وجهود سلاح الإشارة بالجيش لتأمين العمق الغربي لمصر وحدودها مع ليبيا.

وبحسب بيان لوكالة أنباء الشرق الأوسط، فقد اطلع السيسي كذلك على خطط تأمين الاتجاهين الشمالي الشرقي والجنوبي وجميع الاتجاهات الإستراتيجية حتى الحدود الدولية لمصر، وكذلك أحوال وأوضاع المنافذ الحدودية وتأمينها بالكامل.

وكان السيسي قد قال في 20 يونيو/حزيران الماضي إن أي تدخل مباشر لمصر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء للدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب (في طبرق).

يشار إلى أن قوات الوفاق حققت بدعم عسكري تركي في الأسابيع الماضية تقدما عسكريا نوعيا على قوات حفتر، وذلك بطرد الأخير من كامل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس، واستعادة كافة مدن الساحل الغربي، وبلدات في الجبل الغربي، وأعلنت قوات الوفاق قبل أيام جاهزيتها لبدء معركة استعادة سرت والجفرة اللتين وصفهما السيسي بالخط الأحمر الذي ينبغي عدم تجاوزه.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول