من المستفيد من اغتيال العالم النووي الإيراني؟

Israeli Prime minister Benjamin Netanyahu speaks during a news conference at the Ministry of Defence in Tel Aviv
نتنياهو تحدث قبل عامين عن وثائق سرية متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني والدور القيادي لفخري زاده فيه(رويترز)

ذكر تقرير لموقع "نيوز.ري" (news.ru) الروسي أن اغتيال عالم الفيزياء النووية الإيراني محسن فخري زاده يخدم مصلحة الأطراف الدولية المعارضة لاستئناف أميركا محادثات الاتفاق النووي الإيراني الموقع في العام 2015، وهو -أي استئناف التفاوض- أحد الوعود التي تقدم بها الرئيس الأميركي المنتخب جون بايدن خلال حملته لانتخابات الرئاسة التي أجريت في أوائل الشهر الحالي.

ويقول إيغور ينفاريوف، وهو صحفي روسي مختص بشؤون الشرق الأوسط، في التقرير الذي نشره الموقع الروسي، إنه من غير المرجح أن يؤثر اغتيال "مهندس البرنامج النووي الإيراني" أول أمس الجمعة داخل سيارته قرب طهران على أعمال تطوير البرنامج، وبهذا لن تحقق الأطراف التي تقف وراء تصفيته مبتغاها.

ويرى فريد هوف، وهو المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا وخبير الشؤون السورية في المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية، أنه دون الخوض أو محاولة التكهن بهوية الأطراف المسؤولة والمنفذة لعملية الاغتيال، فإنه من المسلم به أن هذه العملية "تتماشى مع آراء وغايات ومصالح الأطراف التي تخشى محاولة الإدارة الأميركية الجديدة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، لأنها تعتبر أن إبرام هذا النوع من الصفقات خطأ بالأساس".

عرقلة البرنامج النووي

ويضيف هوف، الذي عمل ضمن فريق إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أنه من المستبعد أن تؤدي تصفية الفيزيائي النووي في منطقة "آبسرد دماوند" شرق طهران إلى عرقلة أعمال تطوير البرنامج الإيراني من حيث المبدأ، وقد تكون الغاية من استهداف أبرز علماء إيران النوويين إرسال رسالة إلى دوائر معينة.

وينبه الكاتب إيغور ينفاريوف إلى أنها ليست المرة الأولى التي تخسر فيها طهران أحد علمائها المرتبطين بالبرنامج النووي، ففي 2012 اغتال مجهولون مصطفى أحمدي روشان الباحث بمنشأة لتخصيب اليورانيوم بمدينة نطنز، وفي 2009 قُتل باحثان في المجال النووي، أستاذ الفيزياء النووية بجامعة طهران مسعود علي محمدي، والعالم النووي ماجد شهرياري.

وصرح حسين دهقان وزير الدفاع الإيراني السابق والمستشار العسكري للمرشد علي خامنئي بأن مقتل فخري زاده علامة على زيادة الضغط الإسرائيلي على إيران في الأسابيع الأخيرة من خلال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأضاف دهقان أنه في الأيام الأخيرة لحليفهم ترامب، يحاول الإسرائيليون زيادة الضغط على إيران من أجل جرها إلى حرب شاملة.

وذكر الكاتب الروسي أن ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة ماجد تخت رافانشي بعث رسالة إلى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش وإلى مجلس الأمن الدولي، قال فيها إن جريمة تصفية العالم النووي البارز نفذت بهدف عرقلة التطور التكنولوجي والعلمي لإيران.

زيارة نتنياهو للسعودية

ورغم رفض الولايات المتحدة وإسرائيل التعليق على حادث اغتيال فخري زاده، فإن تقارير نشرها موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني تفيد بأن ما حدث قد يكون مبادرة أحادية الجانب من لدن إسرائيل.

ويضيف الموقع ذاته أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول خلال زيارته السرية قبل أيام للسعودية إقناع سلطات الرياض بضرورة توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، قبل وصول جو بايدن رسميا إلى السلطة في يناير/كانون الثاني المقبل.

ووفقا لمصادر "ميدل إيست آي"، فإن وريث العرش السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض بشكل قاطع ما عرضه نتنياهو، في حين حظي الأخير بدعم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي كان يزور المملكة في الوقت نفسه.

المصدر : الصحافة الروسية