كورونا.. ليبيا تعيد فتح مساجدها ومسؤول أوروبي يحذر من تبعات التعب من الجائحة

Rising Tensions In Tripoli Threaten To Unravel A Threadbare Peace
داخل أحد مساجد العاصمة الليبية طرابلس (غيتي)

أعلنت السلطات الليبية استئناف صلاة الجماعة في المساجد اعتبارا من يوم الجمعة المقبل، بعد توقف استمر 7 أشهر بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، بينما حذّر مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغ دول القارة من تبعات التعب من الجائحة على قدرات دول أوروبا على مواجهة الفيروس.

وقالت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في ليبيا -في وقت متأخر أمس الاثنين- إنه جرت مشاورات بين هيئة الأوقاف واللجنة العليا لمكافحة كورونا لدراسة الوضع بشكل عام، "وتم الإذن بإقامة كل الصلوات وعودتها وفق الضوابط المنصوص عليها"، في إشارة إلى الضوابط الوقائية والاحترازية الخاصة بكورونا.

وتفيد آخر إحصاءات المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا -وقد نشرت أمس- بأن إجمالي الإصابات بالفيروس بلغت 37 ألفا و437، بينما قضى المرض على 596 في البلاد، وتعافى من الوباء 22 ألفا و76 حالة.

تعب في أوروبا

من ناحية أخرى، حذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا اليوم من أن التعب من الجائحة يضرّ بقدرة دول القارة على التصدي للمرض المستجد، الذي ظهر أول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأوضح هانس كلوغ -في بيان له- أن مستويات التعب من الجائحة متفاوتة بين دول القارة، غير أن نسبتها بلغت أكثر من 60% في بعض الحالات، وذلك استنادا إلى معطيات استطلاعات رأي شملت الدول الأوروبية.

وأضاف المسؤول الأوروبي أنه "بعدما قدّم المواطنون تضحيات جسيمة خلال الأشهر الثمانية الماضية في مساعي تطويق الجائحة، فإن من الطبيعي في مثل هذه الظروف أن يشعروا باللامبالاة والإحباط والتعب".

Hans Kluge, World Health Organization regional director for Europe, attends a meeting with Russian Prime Minister Mikhail Mishustin in Moscow
كلوغ دعا السلطات الأوروبية للإنصات إلى الرأي العام والعمل معه لاعتماد طرق مبتكرة لمحاربة جائحة كورونا (رويترز)

ودعا المدير الإقليمي لمنظمة الصحة السلطات الأوروبية إلى الإنصات للرأي العام والعمل معه لاعتماد طرق جديدة ومبتكرة لمحاربة جائحة كوفيد-19، وذلك في وقت تعيش فيه أوروبا موجة ثانية من العدوى.

وبحسب كلوغ، فإن بعض السلطات المحلية في بريطانيا أجرت استشارات لمعرفة مشاعر المواطنين تجاه الجائحة، بينما أشركت بلدية في الدانمارك الطلاب الذين يعيشون فيها لوضع قيود تسمح لهم بالعودة إلى مدرجات الجامعة.

وأضاف المتحدث نفسه أن السلطات في تركيا استعانت بوسائل التواصل الاجتماعي لفهم مشاعر المواطنين في ظل استمرار تداعيات الجائحة، في حين استشارت السلطات الألمانية الفلاسفة والمؤرخين والمفكرين وعلماء الاجتماع والسلوك.

الإحصاءات العالمية

وعلى الصعيد العالمي، أظهرت بيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية أن إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في أنحاء العالم تجاوز 35.4 مليونا حتى صباح اليوم، وارتفع عدد المتعافين ليقترب من 24.7 مليونا، في حين توفي جراء المرض المستجد أكثر من مليون و43 ألفا.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وروسيا وكولومبيا، كما تتصدر الولايات المتحدة أيضا دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة.

وفي الولايات المتحدة، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس نقلا عن مصادر مطلعة، أن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض يعرقلون إصدار إرشادات فدرالية صارمة جديدة بخصوص الموافقة الطارئة على لقاح لفيروس كورونا، سيضمن أحدها على الأرجح عدم اعتماد أي لقاح قبل انتخابات الرئاسة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأوضحت الصحيفة أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية قدّمت الإرشادات لمكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض قبل أكثر من أسبوعين، لكن مسار الإرشادات توقف عند كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، إلا أن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول في إدارة الرئيس دونالد ترامب قوله إن الموافقة على إرشادات إدارة الغذاء والدواء لا تزال معلقة، نافيا أي ارتباط لها بيوم الانتخابات الرئاسية.

وأضافت نيويورك تايمز استنادا لتصريح مسؤول كبير في إدارة الغذاء والدواء وآخرين على دراية بالموضوع، أن "نقطة الخلاف الرئيسة كانت التوصية بمتابعة المتطوعين الذين شاركوا في التجارب السريرية للقاح لمدة شهرين تقريبا بعد الجرعة النهائية قبل منح أي موافقة".

وفي سياق متصل، أعلنت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أمس أن عدد إصابات كورونا الإجمالي وصل في البلاد إلى أكثر من 7 ملايين و396 ألفا، بعد زيادة 36 ألفا و778 حالة على الحصيلة السابقة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 209 آلاف بعد أن أودى المرض بحياة 378 خلال 24 ساعة.

العدوى عبر الهواء

من ناحية أخرى، أقرّت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أمس رسميا أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتقل عبر الهواء، في موقف ينسجم مع آراء علماء كثر يطالبون منذ أشهر بأخذ هذا الاحتمال بجدية أكبر.

ويقول خبراء هذه المراكز إن الطريقة الرئيسية لانتقال العدوى تبقى الرذاذ التنفسي من مختلف الأحجام مما ينثره المصاب عند العطس والسعال والغناء والكلام والتنفس.

وفي الهند، أظهرت بيانات وزارة الصحة اليوم تسجيل 61 ألفا و267 إصابة جديدة بالفيروس في الساعات الـ24 الماضية، ليصل إجمالي حالات الإصابة إلى قرابة 6.7 ملايين، وأضافت الوزارة أن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالمرض ارتفع بـ884 ليصل العدد الإجمالي إلى 103 آلاف و569 حالة.

وكان عدد الوفيات تجاوز 100 ألف يوم السبت الماضي، لتصبح الهند ثالث بلد في العالم يجتاز هذا الحاجز بعد الولايات المتحدة والبرازيل، ولا يظهر الوباء فيها أي علامة على التراجع، ورغم ذلك خففت السلطات الهندية الأسبوع الماضي بعض القيود وسمحت للولايات بفتح المدارس ودور السينما.

من جهة أخرى، قال موقع "أور ورلد إن داتا" (Our World In Data) التابع لجامعة أكسفورد البريطانية، إن الأرجنتين سجلت أعلى معدل نتائج إيجابية لاختبارات "كوفيد-19" في العالم، إذ أثبتت الفحوص إصابة نحو 6 من كل 10، مما يمثل انعكاسا لانخفاض مستويات الفحص، والتطبيق الفضفاض للإجراءات الاحترازية.

وفاق إجمالي حالات الإصابة في الأرجنتين حتى أمس الاثنين 809 آلاف، وتجاوز عدد الوفيات 21 ألفا، لتحتل البلاد المركز الثامن عالميا في أعداد الإصابات.

المصدر : وكالات