هل يمكن أن تكون عنصريا دون أن تشعر؟

epa03971362 Demonstrators holding signs which read 'Do not touch my buddy' take part in a protest march against racism in Paris, France, 30 November 2013. Sign left reads 'Racism, discrimination - poison' and sign right reads 'Racist, you think yourself tough? soon you shall flee'. French left-wing groups and anti-racism groups, such as 'SOS-Racisme', called for anti-racist protests across France to 'block racism and extremism' following a series of racist comments made in regards to French justice minister Christiane Taubira by radical right-wing groups. EPA/IAN LANGSDON
جانب من مسيرة مناهضة للعنصرية في فرنسا (الأوروبية)

قال موقع "20 مينوت" الفرنسي إن الإجابات التي تواردت عليه بعد الاستطلاع الذي أطلقه بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري، يمكن أن تؤكد -إذا صدقت- أن العنصرية في فرنسا لا يزال أمامها مستقبل مشرق.

وهذه النتيجة مخالفة لنتائج المسح الذي أجرته اللجنة الاستشارية الوطنية لحقوق الإنسان عام 2017، التي أفادت بأن الأمور تتطور إلى مزيد من التسامح بالمجتمع الفرنسي في السنوات الأخيرة.
 
ويقول عالم الاجتماع والأستاذ بجامعة "باريس8" إريك فاسين -مستغربا- "إنها عنصرية دون عنصريين".
 
وأضاف فاسين أن "تعريف العنصرية في الثمانينيات من القرن الماضي كان يعتمد على الأيديولوجيا، ولكنه منذ التسعينيات توسع ليشمل التمييز العنصري، بالتركيز على النوايا والآثار معا، دون التوقف عند العنصرية الفردية، بل شمل العنصرية المقننة".

وأوضح الموقع أن "التحيز الضمني" هو بالضبط الذي تصفه ريجين ديبروس الباحثة بجامعة نورث وسترن -في مقال لها- موضحة أن مفهوم التحيز الضمني يقوم على أساس أن التفكير الإنساني جزئيا مبني على الربط بين الأشياء، مثل "الأم بالرعاية"، وهو نظام الربط نفسه بين الأفكار المتعلقة بالمسائل العرقية.

ويقول فاسين إن "التجربة الاجتماعية هي التي تنمي الصور النمطية، مثل توقع أن يكون الحارس مثلا أسود لأنه غالبا يكون كذلك".

ويضيف أن "العديد من الأوساط الاجتماعية التي ترفض الأفكار اليمينية المتطرفة -مثل الأكاديميين أو وسائل الإعلام- لا يوجد بينهم عنصريون تقريبا، ولكنهم جميعا من البيض تقريبا".

 ولذلك لا يمكن اختصار العنصرية في أعمال فردية، بل إن محاولة القيام بذلك نوع من التقليل من المشكلة.

عنصرية المحب
وأشار الموقع إلى مفهوم ظهر في الولايات المتحدة سماه باحثون هناك "عنصرية المحب"، وهو قائم على إطلاق النكات العنصرية بطريقة ساخرة لإثبات أننا لسنا عنصريين، وأن القضية ليست من المحرمات، ولكن الفرنسية من أصول مغاربية سارة ترى أن مثل هذه النكات لا تضحك إلا من يطلقها.

وأورد فاسين أن هذا النوع من "الفكاهة" إشكالي على جميع المستويات، مشيرا إلى أن الفكرة من ورائه هي أن تقول "أنت تعلم أنني لست عنصريا، لذلك أستطيع تحمل هذه التعليقات"، بيد أنها فكرة قائمة على رؤية فردية للعنصرية.

ويشدد هذا الباحث على أن العنصرية مشكلة هيكلية، فلا يكفي أن تكون شخصا مناهضا للعنصرية للهروب من هذا المنطق الاجتماعي، لأن لون بشرة البعض أو اسمه أو دينه يمكن أن يشكل عقبة أمام العثور على وظيفة أو سكن.

المصدر : الصحافة الفرنسية + مواقع إلكترونية