الإيزيديون يفرون من الموت بسنجار
ناظم الكاكئي-دهوك
رشو قال للجزيرة نت إنه وأطفاله الأربعة صعدوا الجبل وعانوا من الجوع والعطش، وأوضح أنهم خرجوا بملابسهم فقط بحثا عن النجاة.
ووفق روايته، فقد ترك رشو والده المسن وابنه الأصغر بالمنزل، ويقول إنه لا يعلم شيئا عن مصيرهما، ويضيف أن الابن كان يبكي طوال الوقت من الجوع.
هرب وعطش
وتحدث رشو عن ظروف قاسية، وقال إن الشمس حارقة وإن من فروا إلى الجبل يعانون من العطش وينامون في العراء.
أبو نادر (66 عاما) أحد من أبناء الطائفة الإيزيدية، وصل مع آخرين مدينة دهوك بالثامن من أغسطس/آب، على متن مروحية كانت قد نقلت شحنة مساعدات لجبل سنجار المحاصر من قبل مسلحي تنظيم الدولة.
وروى الرجل الستيني للجزيرة نت فصولا من معاناة وصفها بالكبيرة لأبناء الطائفة، ومن بينها مشهد لإنجاب إحدى السيدات طفلا على قمة الجبل، وأطلقت على وليدها اسم "جبل".
كذلك روت أم ناصر البالغة من العمر ستين عاما محنتها، وقالت إنها ومن فرت لم يكونوا يتوقعون ما حصل، وتروي أن أسرتها تشتتت ولا تعرف مصيرها، فبعضها خرج إلى الجبل، والبعض الآخر مازال في سنجار.
وتتحدث عن تضارب الروايات حول مصير أفراد أسرتها الذين بقوا في سنجار، حيث تقول أنباء إنهم قتلوا بينما نقل لها آخرون عن اقتيادهم إلى معسكرات في سوريا.
وتروي أم نايف صنوفا مما تصفه "القهر والمعاناة" وتؤكد أنها شاهدت وفاة طفلة بالثالثة من عمرها "نتيجة الكارثة الإنسانية" وقالت "الجميع ينتظرون الموت في كل لحظة".
كارثة إنسانية
إلى ذلك، أكد عضو بالهيئة العليا لمركز لالش الثقافي الإيزيدي بإقليم كردستان أن ما جرى بسنجار كارثة إنسانية.
وتحدث جعفر سمو عن فرار نحو خمسين ألفا نحو جبل سنجار خوفا من القتل على أيدي مسلحي تنظيم الدولة.
وجدد دعوته حكومة الإقليم إلى تسليح الشباب الإيزيديين "للدفاع عن أنفسهم والذهاب لمقاتلة مسلحي تنظيم الدولة في سنجار واستعادة مدينتهم" وكشف عن فتح ثلاثة مكاتب للتطوع بمدينة دهوك.
يُذكر أن عناصر من قوات البشمركة الكردية كانت قد توجهت بالخامس من أغسطس/آب الحالي إلى سلسلة جبال سنجار (120 كيلومترا غرب الموصل) لإنقاذ المحاصرين هناك.
وبعد معارك دامية، استطاعت البشمركة فتح طريق باتجاه الأراضي السورية بمنطقة سنوني. وتمكنت من فك الحصار عن 51 شخصا معظمهم من النساء والأطفال والمعوقين وفق مصادر بإقليم كردستان العراق.