فلسطينيون يشكون من معاملة مصرية قاسية

معبر رفح بوابة سكان قطاع غزة الوحيدة على العالم الخارجي
undefined
الجزيرة نت-خاص
سافر محمود برفقة زوجته وأطفاله الأربعة عبر معبر رفح الأسبوع الماضي قاصدًا تونس حيث يعد رسالة الماجستير في القانون، لكن المعاملة التي وصفها بأنها قاسية وسيئة على المعبر جعلته يندم على هذا السفر.
 
وقال إنه رغم اصطحابه كافة الأوراق الثبوتية، وما يؤكد موعد تقديمه رسالة الماجستير للجامعة، فإنه أجبر على البقاء حتى انتهاء وقت عمل المعبر.
 
وأضاف محمود في حديث للجزيرة نت أنه حاول إقناع المسؤولين في المعبر بالتوجه مع عائلته مباشرة إلى المطار ومغادرة مصر، لكنه فشل. وأشار إلى أنه بعد تجميع المسافرين إلى خارج مصر جرى ترحيلهم برعاية من السفارة الفلسطينية بالقاهرة.
 
وأعادت السلطات المصرية العمل بترحيل فلسطينيي غزة الراغبين في السفر إلى خارج مصر، من المعبر إلى المطار دون توقف، بعد أن توقف العمل بهذا الإجراء في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
 
 
إرهابيون لا مسافرون
محمود الذي تتحفظ الجزيرة نت -بناء على رغبته- من ذكر اسم عائلته قال إنه أجبر مرة أخرى على أن يتم ترحيله مع مجموعة من المرحلين في سيارة، وترحيل عائلته في سيارة أخرى.

وأشار إلى أنهم تعرضوا جميعا لإهانات على حواجز التفتيش التابعة للجيش المصري على طول الطريق إلى المطار. واستغرقت الرحلة 13 ساعة بدلاً من ست في الظروف الطبيعية، موضحا أن جنودا مصريين تعرضوا لهم بالشتائم والإهانة عندما علموا أنهم من قطاع غزة.

أما زوجته ريم فقالت إن المعاناة التي يلاقونها لا تقع إلا مع الفلسطينيين، وخاصة الذين يغادرون أو يعبرون إلى قطاع غزة، فقد جرى التعامل معهم في المعبر والمطار كإرهابيين لا مسافرين، مرجعة ذلك إلى حملة التحريض ضد غزة التي أثرت في عوام الشعب المصري.

غازي حمد قال إن الحكومة تتواصل مع المصريين لمنع تفاقم الأوضاع(الجزيرة)
غازي حمد قال إن الحكومة تتواصل مع المصريين لمنع تفاقم الأوضاع(الجزيرة)

تواصل حكومي
من ناحيته أكد وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة غازي حمد أنهم أبلغوا المسؤولين المصريين بالأوضاع الصعبة والمعاناة التي يلاقيها المسافر الفلسطيني، إضافة للفلسطينيين الموجودين في مصر.

وقال حمد وهو مسؤول التواصل بين غزة والقاهرة للجزيرة نت إن حملة التحريض التي تمارس ضد القطاع صعبت أوضاع الفلسطينيين في مصر والمغادرين والعائدين عبر رفح، معتبرًا أن هذا الموقف يدل على أن حجم الحملة المنظمة كبير ومؤثر.

وأشار إلى أن الحكومة في غزة تتواصل مع السلطات المصرية والسفارة المصرية في رام الله لحل الإشكاليات، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين، وللمطالبة بتسهيلات في معبر رفح، مطالبًا بوقف حملة التحريض التي تشن على القطاع.

خشية حقيقية
بدوره أكد إسماعيل الثوابتة رئيس تحرير وكالة الرأي الفلسطينية للإعلام، وهي وكالة الأنباء الحكومية في غزة، أن الفلسطينيين الموجودين في مصر لأغراض الدراسة والعلاج أصبحوا يخشون من الإفصاح عن هويتهم خشية تعرضهم للاعتداء.

وبحسب الثوابتة فإن مرضى من غزة يخشون السفر للعلاج في مصر خوفا من تعرضهم للاعتداء أو الإساءة، معبرًا عن صدمة الفلسطينيين من سلوك الإعلام المصري التحريضي ضد غزة.

وطالب في حديث للجزيرة نت بوقف حملة التحريض والتشويه التي تتعرض لها غزة، لأنها تتسبب في إحداث فجوة ووقيعة بين الشعبين الفلسطيني والمصري، بعد أن كانت هذه العلاقة في أحسن حالاتها قبل الحملة.

ودعا الثوابتة الإعلام المصري إلى التأكد من الأخبار عن قطاع غزة والفلسطينيين قبل أن يتم نشرها، لأن التساهل في نشرها ستكون له انعكاسات خطيرة على العلاقات الشعبية والرسمية بين الجانبين.

المصدر : الجزيرة